حددت السلطات التركية هوية المسلح المسؤول عن الهجوم على مطعم وملهى «رينا» في الاحتفال بعيد رأس السنة، الذي قتل فيه 39 شخصاً وتبناه تنظيم «داعش»، في حين كثّفت أنقرة جهودها لتوقيف المشتبه فيه وشنت حملة اعتقالات جديدة.

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده تمكنت من تحديد هوية المعتدي، لكنه لم يذكر اسمه أو أي تفاصيل أخرى عن المهاجم، الذي اقتحم الملهى المعروف والموجود بإسطنبول على نهر البوسفور.

Ad

وقال جاويش أوغلو، إنه تم تفتيش منزل المهاجم وتسعى التحقيقات إلى معرفة ما إذا كان لديه شركاء.

وجاءت تصريحات الوزير عقب تقارير شبه رسمية، أفادت بأن المهاجم مواطن قرغيزي تم توقيفه. وتبين أن التكهنات حول القرغيزي البالغ 28 عاماً، الذي يشبه كثيرا المهاجم، لا أساس لها. وبعد أن استجوبته السلطات التركية سمح له بالعودة إلى بلاده حيث استجوب مجدداً قبل الإفراج عنه.

اعتقالات ودهم

في موازاة ذلك، اعتقل 20 شخصاً صباح أمس يشتبه في علاقتهم بالتنظيم المتطرف في مدينة إزمير غرب البلاد.

وذكرت الوكالة نقلاً عن مصادر أمنية في إزمير، أن هذه الاعتقالات جرت في إطار عملية أمنية شنتها قوات الأمن في الولاية فجر الأربعاء وداهمت في أثنائها 4 أماكن.

وأضافت مصادر، أن الموقوفين يعتقد أنهم قطنوا في ولاية قونيا في المنزل نفسه الذي أقام فيه المشتبه به، وأنهم نقلوا، وبصحبتهم 20 طفلاً، إلى مديرية أمن إزمير.

وارتفع بذلك عدد الأشخاص الموقوفين على خلفية الاعتداء الإرهابي إلى 36 شخصاً.

وأمس الأول، كان 16 شخصاً موقوفاً على ذمة التحقيق بينهم زوجة المهاجم المفترض وأجنبيان اعتقلا في مطار أتاتورك.

وكان من بين ضحايا الهجوم، 27 من الأجانب، بينهم كويتي و3 لبنانيين، و5 سعوديين، و3 من الأردن، و3 من العراق، وثنائي تونسي، وشقيقتان توأمان من المغرب وعربية إسرائيلية.

تفاصيل جديدة

وذكرت صحيفة «هبرتورك» أمس، أن المهاجم بعد ارتكابه مجزرته استقل سيارة أجرة ودفع ثمن التنقل بمال استعاره من مطعم أويغوري في حي يقع شرق إسطنبول. وذكرت التقارير أن المهاجم، الذي يعتقد أنه قاتل بين صفوف مسلحي التنظيم المتطرف في سورية، استأجر شقة مع زوجته وأولادهما لئلا يثير الشكوك، في مدينة قونيا، قبل انتقاله إلى إسطنبول لتنفيذ الهجوم.

وتعتقد السلطات أن المهاجم يبدو مدرباً بشكل جيد على استخدام السلاح. وقد استخدم مخازن رصاص مزدوجة لاختصار الوقت بدلاً من إعادة تعبئتها، كما وجه رصاصاته باتجاه الأجزاء العليا لضحاياه لإيقاع أكبر عدد من القتلى.

إلى ذلك، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن اعتداء إسطنبول الأخير يهدف إلى إثارة انقسام واستقطاب في المجتمع التركي.

وطالب إردوغان، في أول كلمة يلقيها منذ الاعتداء الذي وقع ليلة رأس السنة، الشعب التركي بالحفاظ على الصمود والهدوء في مواجهة هذه المحاولة.

من جانب آخر، قرر البرلمان التركي مساء أمس الأول، تمديد حالة الطوارىء المطبقة منذ الانقلاب الفاشل في يوليو الماضي، ثلاثة أشهر. وكانت بداية العام دامية بالنسبة لتركيا مع «مجزرة رينا» بعد أن هزتها عام 2016 محاولة انقلاب، وسلسلة هجمات ارتكبها جهاديون أو متمردون أكراد.