حكومتنا... «متعودة دايماً»!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
المشكلة أن "خلطة" الدين والسياسة منذ 30 عاماً ندفع أثماناً باهظة لها في العالمين العربي والإسلامي، فالسادات مات مقتولاً من نفس الجماعات التي رباها وتحالف معها، ومصر اليوم تدفع ثمن ذلك إرهاباً أسود، وسورية خسرت ثورتها للتخلص من حكم طائفي دكتاتوري بسبب "أسلمة" الثورة، والعراق النزعات الدينية تدمره، والنضال الثوري الفلسطيني انفضّ عنه معظم العالم بعد إضفاء صبغة دينية عليه بسبب حركة حماس، واعتبر العالم قضية الشعب الفلسطيني نزاعاً إسلامياً - يهودياً، ونحن في الكويت خسرنا كثيراً من تميزنا الثقافي والحضاري، وانتشرت لدينا النزعات الطائفية بسبب الخطاب الديني- السياسي في جميع مؤسسات الدولة ومرافقها. الواقع أن بداية انطلاقة مجلس الأمة 2016، تشي ببداية تفاهم وصفقات وتحالفات بين الحكومة وتيارات الإسلام السياسي، كما أن هناك وزراء يحاولون حماية "كراسيهم" بمغازلة النواب الإسلاميين، ولكن ربما تكون مخرجات الانتخابات أحد الأسباب لسلوك الحكومة، في أجواء مليئة بالخطب الدينية والتوترات الطائفية، لاسيما أن المواطن العربي لم يستوعب حتى الآن حجم الكارثة التي يعيشها بسبب الخطاب الديني المتطرف، الذي قد يقوده إلى مواجهة العالم كله، بالطبع حكومة الكويت لم تحاول أن تقاوم هذا الوضع، أو تكون حتى محايدة، بل زايدت على مقدمي اقتراح تشكيل "الظواهر السلبية" وأخذت تروِّج له، وتضع له المبررات!، هذا النهج مكرر ومعروف من السلطة، ولكن يا ترى ما هي نتائجه المقبلة وأثمانه المكلفة التي سندفعها هذه المرة؟.