الاستعانة بحيوانات في السينما المصرية
ضرورة درامية أم خلطة دعائية؟
شاهدنا خلال الفترة الأخيرة أفلاماً سينمائية عدة تضمنت بعض الحيوانات، سواء جاء ذلك في صلب السيناريو أو بشكل مقحم... في السطور التالية نحاول تعرّف سبب اللجوء إلى هذه الكائنات المحببة لدى البعض، ومعرفة ما إذا كانت تساعد في الترويج للأفلام؟
يقوم ببطولة «آخر ديك في مصر» للمخرج عمرو عرفة النجم محمد رمضان. تدور أحداثه في إطار كوميدي خفيف حول شخص يمرّ بمفارقات عدة لدرجة أنه يصبح الرجل الوحيد في قريته فتقرر النساء فيها الزواج منه لإنجاب الذكور وتعويض النقص العددي للرجال. من هنا جاءت تسمية الفيلم الذي يعرض خلال الموسم السينمائي الراهن.«كلب بلدي» الذي قام ببطولته الثنائي أحمد فهمي وسيد أبو حفيظة وأخرجه معتز التوني، وكتب قصته كل من أحمد فهمي وشريف نجيب، لم يقتصر وجود الحيوانات فيه على العنوان بل تضمنت أحداثه عشرات الكلاب. أما «كنغر حبنا» للنجمين رامز جلال وسارة سلامة وقصة لؤي السيد، وإخراج أحمد البدري، فدارت قصته حول عدد من حيوانات «الكنغارو» التي لم نرها سابقاً ضمن أحداث أي فيلم سينمائي مصري.
«جحيم في الهند» الذي قام ببطولته النجم محمد إمام استعان بفيل وغوريلا على ملصقه، بالإضافة إلى ظهور فيلة وغيرها من حيوانات غريبة فيه، علماً بأنه صوِّر في الهند.
صعوبة
أكد بطل «كلب بلدي» أحمد فهمي أن الاعتماد على الحيوانات في السينما أو الدراما أمر في غاية الصعوبة، مؤكداً أن فريق عمل الفيلم عانى كثيراً عند التعامل مع هذه المخلوقات لأنها تتطلب تدريباً خاصاً ومعاملة معينة ومراعاة لظروفها، مشدداً على أنه يعشق الكلاب بالإضافة إلى أن فكرة المشروع كانت جديدة، وبالتالي تستحق تقديمها.تابع: «الكلب في صلب فكرة الفيلم، ولم نستغله كنوع من الدعاية لأننا كنا نتعامل مع أكثر من 30 كلباً على الأقل دفعة واحدة»، مشدداً على أنهم في بعض أيام التصوير كانوا يستمرون من الصباح حتى فترة الظهيرة ومع ارتفاع الحرارة يصبح من الصعب على الكلب الوقوف على الأسفلت، عندئذ ينهون التصوير ويتابعونه في اليوم التالي.المخرج معتز التوني رأى أن الحيوانات ربما تكون سبباً في تقديم العمل بشكل مختلف وتشكّل عاملاً مساعداً لجذب الجمهور، لافتاً إلى أنه لا يمكن أبداً كتابة عمل فني خصيصاً للاستفادة من وجود هذه المخلوقات، ومن يفعل ذلك يفشل تماماً، مضيفاً: «صلب «كلب بلدي» مبني على وجود أعداد كبيرة من الكلاب».الناقد الفني طارق الشناوي اوضح أن نجاح هذا النوع من الأفلام أو فشله لا يتوقف على استخدام الحيوانات، بل على القصة وأداء الفنانين، مؤكداً أن رامز جلال تسبب في إخفاق فيلمه بسبب افتقاده العنصر الأهم في التمثيل وهو تقمص الشخصيات، مؤكداً أن استخدام «الكنغارو» لم يسهم في تسويق الفيلم، وأن قصة الأخير قد تكون شيقة بالنسبة إلى البعض نظراً إلى وجود حيوان غير مألوف له، لكن هذا الأمر وحده لا يكفي أبداً لتحقيق النجاح».من جانبه، أكد الناقد السينمائي محمود قاسم أن اتجاه المنتجين إلى هذا النوع من الأعمال ربما سببه أن ظهور بعض الحيوانات يجذب المشاهدين. وتابع: «هذه الأفكار ليست جديدة على السينما العالمية، بل بدأتها منذ عشرات السنين»، مضيفاً أن ظهور الحيوانات في الأعمال الفنية يأتي أحياناً بغرض الدعاية وجذب شريحة معينة من الجمهور، خصوصاً الأطفال، لا سيما الفتيات اللاتي تميلن إلى هذه الكائنات المحببة، ما يساعد في الترويج للعمل. لكن ثمة محددات فنية أخرى أهم تؤثر في نجاح الفيلم أو فشله بعيداً عن استخدام الحيوانات».آراء
أكدت الفنانة سارة سلامة أن استخدام الحيوانات في الأعمال الفنية يرجع إلى القصة ووجودها في صلب الموضوع، ويبقى ذلك أفضل من استخدامها كدعاية أو كشكل غريب، مؤكدة أنه رغم أن هذا النوع من الأعمال يحقق شهرة وانتشارا إلا أن تصويره صعب جداً.سلامة أوضحت أنهم «أثناء تصوير «كنغر حبنا» واجهتهم مشكلات عدة وأزمات، وكاد «الكنغارو» يتسبب في غرق رامز جلال بطل الفيلم، كاشفة أيضاً أن أحد الحيوانات أكل سيناريو الفيلم «فاضطررنا إلى طباعة نسخة جديدة من الورق».