أين الحكومة الماهرة؟!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
الإنسان الكويتي لا يختلف عن أي إنسان في العالم من حيث استعداده وقابليته للتأهيل والتطوير والعمل في أي مجال، والقطاع المهني تحديداً في الكويت يواجه بيئة اجتماعية وثقافية غير مشجعة على الإطلاق في جذب المواطن إلى الوظائف الحرفية أو المهنية في طبيعتها بسبب نظرة المجتمع، بل لتقاعس الحكومات وأدواتها وبرامجها لتطوير هذا المفهوم على مدى سنوات طويلة.السبب الأهم من كل ذلك يعود إلى المنظومة الفاسدة إدارياً ومالياً وسياسياً التي تتفرد الحكومة بمسؤوليتها، والصدمات اليومية التي يعيشها كل مواطن من الطبيعي أن يشعره بالإحباط والإهانة، فالسرقات التي تقيد ضد مجهول، والمشاريع المليارية التي تنهب موازنة الدولة، وسوء التنفيذ والأداء في كل مشروع تقريباً، يعتبره كل إنسان كويتي بمثابة إهانة لكرامته وقيمته كمواطن وحقه الطبيعي في أن تكون هذه المشاريع نموذجاً يعكس شخصيته ومواطنته، إسكانية كانت أم خدمية، مباني كانت أم طرقات، برامج تنموية كانت أم خدمات عامة، والغنى الفاحش للبعض على حساب المال العام، والوظائف القيادية التي توزع وفقاً للترضيات والمصالح، وهبات القسائم الصناعية والشاليهات والمزارع، كل ذلك أمثلة نعيشها يومياً ونصاب منها بالغضب والغثيان، فأي مهارة بعد ذلك تنتظرها الحكومة من المواطن؟ بل أين أصحاب المهارات والإبداعات والاختراعات أو من يتمتع بها الكثير من شبابنا وبناتنا من طاقات متحمسة؟ فهل نتوقع منهم العمل والعطاء أو التضحية بقبول أعباء وظيفية قد تدرج أنها متواضعة في هكذا أجواء؟!إن الآية معكوسة يا معالي الوزيرة، فمن يفتقر إلى المهارة هي الحكومة ونهجها وفكرها وآليات عملها التي أوصلتنا إلى القاع في كل شيء، في الرياضة وفي الفن وفي التنمية وفي التعليم وفي الصحة بعدما كنا في القمة، حتى أوصلتنا إلى حافة الإفلاس المالي، فلا نحتاج إلى أن نحول مليون كويتي إلى عمالة ماهرة حالياً، وكل ما نحتاجه هو اختيار 16 وزيراً ماهراً فقط لا غير!