شاركت أخيراً في مهرجان «سيان الدولي للتصوير الضوئي». ماذا عن هذه المشاركة وكيف جاءت؟

Ad

جاءت المشاركة عن طريق ترشيح مباشر من اللجنة المنظمة لمهرجان سيان الدولي للتصوير الضوئي في الصين China -Yixian International Photography Festival، وكانت هذه مشاركتي الدولية الأولى في فن الفوتوغرافيا بثلاث صور هي عبارة عن تصوير لشخصي، لأنني لم أجد عارضة بإمكانها أن تعبّر عما يدور في صدري، أو تشعر بما أريد أن أناقشه في قضيتي. أذكر هنا أن 40 دولة شاركت في المهرجان وعُـرضت 5500 صورة لـ 150 مصوراً من أنحاء العالم.

أقمت معرضاً في متحف مختار بعنوان «ذات الحياة»، ما دلالة العنوان؟

«ذات الحياة» تعبير عن خبايا النفس، حين تسكنها الحياة بتفاصيلها العامة، خصوصاً الحب. حللت ونقلت ملامح الأشخاص حين تسكنهم الحياة ويغمرهم الحب، فظهر السلام والغضب والتسامح والعشق والحنين والشر في عيونهم وثنايا وجوههم.

بدأت العمل على المعرض منذ أربع سنوات حين رحت أغوص في أعماق الأشخاص وأنقل تفاصيلهم الروحية في لوحاتي، وتطلّب مني ذلك رصد أفعالهم وتصرفاتهم التي تظهر في اللاوعي.

تعكس لوحات «ذات الحياة» بعض الهموم الحياتية التي تعانيها المرأة. كيف عبرت عنها بريشة أنثوية حالمة؟

منذ بدأت عملي الفني، أناقش قضايا المرأة عموماً وحرياتها داخل مجتمعاتنا الشرقية خصوصاً، لذا رصدت الأنثى في حالة العشق وما يسكنها من مشاعر حياتية يومية، فالعشق حياة ويحمل حرية وقيداً وغضباً وحنيناً وتسامحاً وعدواناً. باختصار، مَـن تعشق بمقدورها أن تكون أشخاصاً عدة في كيان واحد. وتكريماً للأنثى جعلتها تسكن لوحاتي في جموع انفعالاتها. في الوقت نفسه، رسمت الرجل ولكن لم يحظ بعدد كبير من لوحاتي لأن طبيعته تخفي مشاعره في ثوب القوة والعنفوان.

تغلب على لوحات المعرض الألوان الجريئة. هل السبب طبيعة القضية التي تتناولها؟

الألوان الجريئة في لوحاتي بمثابة الكلمة الفاصلة لنقل حدة الانفعالات التي تسكن الذات. مثلاً، يمثّل الأحمر لي الغضب والثورة والقوة في الذات حين تعشق. ولكن لم يقتصر المعرض على الألوان الجريئة، إذ قدمت 13 عملاً فنياً بالأبيض والأسود مستخدمة تقنية الحفر على الزنك، والأبيض والأسود بالنسبة إلي حياة أعيش تفاصيلها وأبحر في عالمها بكل حب وشوق، وهي حياة نفتقدها على أرض الواقع حيث الوضوح بين الخط والأخر، وحيث العلاقات المترابطة والمتناغمة بين الشيء ونقيضه في حب وثراء.

يضمّ المعرض لوحة «سيلفي» بورتريه لك. ما السبب؟

أردت رصد حالاتي في حياتي اليومية لأني جزء من المجتمع الأنثوي الذي أعيش فيه. وكما ذكرت، لا أجد مَـن تشعر بقضيتي وإحساسي في اللحظة التي أريد تسجيلها، فأصوّر نفسي بالكاميرا أولاً ثم أنقل تلك المشاعر على التوالي. أضبط الكاميرا وأحاول أن أنسى أنها تُراقبني وأجلس طويلاً وأتذكر أموراً كثيرة ومواقف وتختلط المشاعر في قلبي، وبعدها أشاهد نفسي في حالات لم أرها سابقاً.

«الآخر» والمشهد التشكيلي

سبق معرضك الحالي معرض بعنوان «الآخر». كيف كشفت خبايا ذلك الآخر؟

«الآخر» بمثابة الضمير أو الأشخاص أو الأشياء التي نحبها ونعيش معها وتكمن في تلافيف روحنا. كذلك تعمقت في النفس البشرية بما يحتويها وينعكس عليها عندما يسكنها الآخر.

من خلال انشغالك بقضايا الأنثى، هل استطاعت الفنانة التشكيلية في رأيك إيجاد ملمح فني إبداعي خاص بها يميزها عن الرجل؟

في معارضي الشخصية أناقش قضايا المرأة، فيما أحرص في مشاركاتي الدولية أو الجماعية على مناقشة قضايا عامة تهمّ المجتمع عموماً. لذا لا أنشغل بما يميّز لوحاتي عن لوحات الرجل، أو بمعنى أدق لا مجال في قناعاتي للمنافسة أو الشهرة، و كل ما يُسيطر عليّ أثناء العمل أن أقدم ما يليق للمشاهد أن يراه وأن أنقل إحساسي بدقة وحرفية.

هل تنتمين إلى اتجاه فني معين أو مدرسة تعبيرية؟

لا أنتمي إلى مدرسة فنية بعينها، لأني عندما أؤمن بموضوع وأريد طرحه ومناقشته لا أشغل بالي بأي أمر سوى إظهار عملي الفني بمستوى يليق بي، وربما أستخدم طرائق عدة وأساليب في المعرض الواحد، ما يُثريه ويعزّز نجاح نقل الفكرة إلى المتلقي.

كفنانة شابة، ما رؤيتك للمشهد التشكيلي الراهن ومدى تمثيل الشباب فيه؟

يعاني المشهدد التشكيلي مشكلات عدة تتعلّق بقاعات العرض، وغياب النقد، وتسويق العمل الفني، ويبقى سوء الإدارة أحد أهم معوقات الحركة التشكيلية. أرى أن مستوى الأعمال الشبابية جيد، ويمكن أن توضع على قدم المساواة أمام الأعمال العالمية، لكن النقص كله يكمن في مفهوم تنشيط الفن، وكيفية إحداث هذا التنشيط. فمن المؤسف جداً أن حركة تشكيلية مثل حركتنا مرّ عليها أكثر من مئة عام لا مجلة فنية متخصصة لها، كذلك لا تتوافر لدينا حركة نقدية تكفي الأعمال المعروضة كافة.

يمكن تلخيص هذه الملاحظات كافة في مصطلح «سوء الإدارة»، وأفضل حل لهذه المشكلة خصخصة قاعات الدولة، بمعنى أن تتحوّل إلى أماكن خاصة بالبيع أو التأجير، يكون لها أفراد يديرونها، ليسوا موظفين، بل يُختارون بشكل سليم، أو تتكون مجموعات من الفنانين يديرون هذه القاعات بشكل استثماري مدروس. بذلك نقدم الفنان بعد أن تظهر ملامحه ويتضح دوره داخل الحركة.

الذات والعالم

ترى آلاء نجم أن معرفة الذات بداية حقيقية وصادقة لمعرفة العالم من حولها، لذا تحاول أن تتلمّس رؤيتها الخاصة أولاً، من ثم انعكاسها خارجياً فالمنظور العام يبدأ من المنظور الخاص.

وينصبّ اهتمام نجم الأساسي على البحث في القضايا الإنسانية منذ احترافها العمل التشكيلي بداية 2000، وهي قدمت معارض فردية عدة في متحف محمود مختار، ومركز الجزيرة للفنون، وأتيليه القاهرة، والمركز الثقافي الفرنسي، ومركز سعد زغلول، ومكتبة المستقبل وغيرها من دور عرض. كذلك شاركت في معارض ومهرجانات جماعية داخل مصر وخارجها، وأخرها تمثيل مصر في مهرجان «سيان الدولي» في الصين في مجال الفوتوغرافيا.