أوباما يدافع عن عهده... والاستخبارات تتهم موسكو مجدداً
ترامب يصف زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بالمهرج ويدعوه إلى التعاون
قبل رحيله ببضعة أيام، دافع الرئيس الأميركي المنتهية ولايته عن إنجازاته الاقتصادية والصحية، داعياً في الوقت عينه إلى تسهيل مهمة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفي شأن الأمن السيبراني، أدلى كبار مسؤولي المخابرات الأميركية بشهاداتهم عن تسلل إلكتروني تردد أن روسيا كانت وراءه. من جهته اعتبر السيناتور جون ماكين أن ما فعلته موسكو يعد عملاً عدائياً.
قبل 15 يوماً من تسليمه السلطة، أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، بإنجازات إدارته المنتهية ولايتها، وذلك في رسالة إلى الشعب دافع فيها عن إرثه في الرعاية الصحية وغيرها من القضايا، التي توعد دونالد ترامب، الذي سيخلفه في منصبه بإلغائها.ونشر البيت الأبيض رسالة الرئيس إضافة إلى تقارير من كل واحد من وزرائه تصف التقدم، الذي تم إحرازه منذ تولي أوباما مهام الرئاسة قبل ثماني سنوات عندما كانت البلاد، التي تمتلك أكبر اقتصاد في العالم تتجه نحو الركود.وقال أوباما: «فيما استعد لتسليم الراية والبدء في أداء واجباتي كمواطن عادي، أقول بفخر أننا أرسينا أسساً جديدة للولايات المتحدة».
ولكن أوباما وضع على رأس قائمته قانون الرعاية الصحية المنخفضة الكلفة، وهو برنامج إصلاح الرعاية الصحية البارز، الذي يفتخر به أوباما الديمقراطي، في حين توعد الجمهوري دونالد ترامب بإلغائه.وشن أوباما حملة لمحاولة إنقاذ البرنامج الصحي وقام بزيارة قل مثيلها إلى مبنى الكونغرس، أمس الأول، لحشد الديمقراطيين في أول معركة كبرى ستخوضها الإدارة المقبلة.وفي دفاعه عن برنامج «أوباما كير» للرعاية الصحية، قال إن الولايات المتحدة «بدأت في مهمة طويلة للقضاء على انعدام المساواة».وأضاف: «الأمر الذي لن يساعد في ذلك هو حرمان 30 مليون أميركي من الرعاية الصحية معظمهم من البيض وأبناء الطبقة العاملة، وحرمان العمال من أجور الساعات الإضافية التي استحقها معظمهم، أو تخصيص الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي والسماح للسوق المالي بتنظيم نفسه بنفسه مرة أخرى وهي ليست الأمور التي صوت الأميركيون من الطبقة الوسطى عليها».وتعرضت إصلاحات أوباما للانتقادات خلال حملة انتخابات الرئاسة مع ارتفاع أقساط التأمين وخروج عدد من كبار شركات التأمين من أسواق الولايات.إلا أن عناصر من برنامج «أوباما كير» لا تزال تلقى قبولاً واسعاً خصوصاً البنود، التي تحظر على الشركات رفض توفير التغطية الصحية للمواطنين بسبب إصابتهم بحالات قبل اشتراكهم في التأمين، والسماح للأبناء بالاحتفاظ بالتغطية الصحية في إطار خطط التأمين العائلية حتى عمر 26 عاماً.اقتصادياً، تحدث عن التحول في الاقتصاد الأميركي وخفض عديد القوات الأميركية في أفغانستان والعراق، والانخفاض الكبير في الاعتماد على النفط المستورد، والتوصل إلى اتفاق باريس حول التغير المناخي وغيره من الإنجازات المهمة لإدارته.في سياق متصل، دعا أوباما قادة الجيش إلى تسهيل انتقال السلطة إلى ترامب الشهر الجاري، مشيداً باحترامهم الحكم المدني.وقال أوباما، في تصريحات باجتماع وداعي مغلق عقده مع قادة هيئة الأركان المشتركة: «علينا أن نضمن تسليماً سلساً للراية»، معرباً عن تفاؤله بمستقبل البلاد في ظل ما وصفه بـ»الجيش الرائع».
التجسس الروسي
وفي شأن ملف التجسس، أدلى كبار مسؤولي المخابرات الأميركية بشهاداتهم أمس، عن عمليات تسلل إلكتروني تردد أن روسيا نفذتها خلال الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2016 رغم أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يشكك فيما توصلت إليه وكالات المخابرات بأن روسيا وراء تلك العمليات.جاء ذلك قبل يوم واحد من استقبال ترامب (المقرر اليوم) لمديري وكالات المخابرات لإطلاعه على عمليات الاختراق الإلكتروني التي استهدفت الحزب الديمقراطي.ويلوح صراع بين ترامب والديمقراطيين بل وأعضاء حزبه الجمهوري في الكونغرس الذين يشعر كثير منهم بالقلق من روسيا ولا يثقون في مديح ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجهوده لرأب الصدع بين الولايات المتحدة وروسيا.ومثل أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ والتي يرأسها الجمهوري جون ماكين وهو من منتقدي بوتين كل من مدير المخابرات العامة جيمس كلابر ومدير وكالة الأمن الوطني مايك روجرز ووكيل وزارة الدفاع لشؤون المخابرات مارسيل ليتر.وقبل جلسة الاستماع، اعتبر ماكين، أن الهجمات الإلكترونية التي استهدفت جهات حزبية أميركية وتقول واشنطن، إن موسكو تقف خلفها هي «عمل حربي».وقال: «هذا عمل حربي»، موضحاً أنه «عندما تحاول تدمير أسس الديمقراطية فأنت تدمر وطناً». ووصف ترامب زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بالمهرج الذي يتصرف كسياسي عادي، لكنه دعاه إلى التعاون مع الجمهوريين.وفي أحدث تغريداته أمس، هاجم ترامب شومر بعد أن كان أشاد به في السابق، وسط تزايد الجدل حول «أوباما كير».وخلال جلسة الاستماع في الكونغرس، اتهم رؤساء أجهزة الاستخبارات الأميركية مسؤولين في الحكومة الروسية بالوقوف وراء التدخل في الانتخابات الأميركية.وأضافوا: «نعتقد أن كبار المسؤولين الروس وحدهم سمحوا بسرقة ونشر بيانات تتعلق بالانتخابات الأميركية»، مؤكدين أن «روسيا استخدمت تقنيات ووسائل معلوماتية سعيا وراء التأثير في الرأي العام في أوروبا وأوراسيا».كما اتهموا الحكومة الصينية بمواصلة التجسس عن طريق المعلوماتية على الولايات المتحدة والشركات الأميركية، رغم موافقة الرئيس الصيني شي جيبينغ عام 2015 على التوقف عن ذلك. وقال رؤساء الأجهزة في إفادة مشتركة تليت خلال جلسة استماع في الكونغرس إن «بكين تواصل التجسس المعلوماتي على حكومة الولايات المتحدة وحلفائنا والشركات الأميركية».