«مفخخة» في عمق اللاذقية... ودعم أممي لمفاوضات الأستانة

• السجال الإيراني - التركي يتواصل
• أنقرة تلوح بمنع واشنطن من استخدام قاعدة «إنجرليك»

نشر في 06-01-2017
آخر تحديث 06-01-2017 | 00:05
سوريون في موقع تفجير جبلة أمس (أ ف ب)
سوريون في موقع تفجير جبلة أمس (أ ف ب)
تلقى نظام الرئيس السوري بشار الأسد أمس، ضربة أمنية في مدينة جبلة الساحلية في العمق العلوي، في وقت تلقت مفاوضات الأستانة، التي ستتم برعاية روسية - تركية - إيرانية، دعماً أممياً وسط مخاوف من تعثرها بسبب خروقات الهدنة من جهة والتوتر التركي ـ الإيراني المتواصل من الجهة الأخرى.
في ضربة أمنية حساسة، قتل 15 شخصاً على الأقل أمس، جراء تفجير سيارة مفخخة في مدينة جبلة ذات الغالبية العلوية على الساحل السوري.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن السيارة انفجرت قرب الملعب البلدي في المدينة الواقعة في جنوب محافظة اللاذقية (غرب)، التي تتحدر منها عائلة الرئيس السوري بشار الأسد.

وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن التفجير نفذه «إرهابي انتحاري بسيارة مفخخة» في شارع مزدحم في المدينة يضم أسواقاً ومحلات تجارية.

وفي 24 مايو قتل أكثر من 170 شخصاً في سلسلة تفجيرات انتحارية متزامنة استهدفت مدينتي جبلة وطرطوس الساحليتين، تبناها تنظيم «داعش».

دمشق ووادي بردى

إلى ذلك، تتفاقم معاناة سكان دمشق جراء انقطاع المياه منذ أسبوعين مع استمرار المعارك في وادي بردى، خزان مياه العاصمة، مما يهدد الهدنة الهشة، التي أنهت أمس يومها السابع برعاية روسية - تركية.

ويعاني أربعة ملايين شخص في دمشق، وفق الأمم المتحدة، من انقطاع المياه منذ أسبوعين بسبب تضرر إحدى مضخات المياه الرئيسية في مؤسسة عين الفيجة، جراء المعارك، وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عنها.

لكن السلطات السورية اتهمت الفصائل المقاتلة وجبهة «فتح الشام» بتسميم المياه ثم قطعها بالكامل، وتنفي الفصائل المقاتلة وجود «فتح الشام» في وادي بردى.

ويستثني اتفاق وقف إطلاق النار، وهو الأول بغياب أي دور أميركي، بشكل رئيسي التنظيمات المصنفة «إرهابية»، وخصوصاً تنظيم «داعش». وتقول موسكو ودمشق، إنه يستثني أيضاً «فتح الشام» الأمر الذي تنفيه الفصائل المعارضة.

وافاد المرصد السوري أمس باندلاع معارك متقطعة في وادي بردى بعد ليلة تخللتها «عشرات الضربات الجوية على أنحاء عدة في المنطقة، تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي تسبب بمقتل عنصر من الدفاع المدني».

دعم أممي وسجال إقليمي

سياسياً، عبر المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان ديمستورا عن دعم الأمم المتحدة لمفاوضات الأستانة، التي ستجري برعاية سورية - تركية - إيرانية، مضيفاً أنها ستكون تمهيدية لمفاوضات جنيف في فبراير المقبل.

لكن هذا الدعم الدولي تزامن مع خروقات الهدنة من جهة وتصاعد السجال بين تركيا وإيران الشريكين في وضع إعلان موسكو، الذي تمت على أساسه الهدنة وسيشكل أساساً لمفاوضات الأستانة.

ودعت طهران أنقرة أمس، إلى عدم «تعقيد الوضع أكثر» في سورية رداً على اتهام وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حلفاء إيران بخرق الهدنة، وتحذيره من «تعثر» مفاوضات الأستانة جراء ذلك. وانتقدت إيران ما وصفته بتصريحات تركية «غير بناءة».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إن «التصريحات غير البناءة للمسؤولين الأتراك تؤدي فقط إلى المزيد من تعقيد الظروف وزيادة المشاكل في طرق الحل الساسي للأزمة السورية».

واتهم «مجموعات المعارضة المسلحة» التي يحظى بعضها بدعم أنقرة بالانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، غداة اتهام جاويش أوغلو «عناصر حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية وقوات النظام السوري» بخرق الهدنة.

وطالب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، قوات النظام بـ»احترام تام» لوقف إطلاق النار .

وشدد هولاند وفق بيان عن قصر الإليزيه على أنه «ينبغي بذل كل الممكن للسماح بإجراء المفاوضات» في جنيف، معتبراً أن ذلك «يفترض من الأطراف المعنيين، وخصوصاً النظام، الاحترام التام لشروط وقف إطلاق النار الذي رحب به مجلس الأمن الدولي».

بروجردي

وأكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أنه «يجب أن ننتظر حتى يتم اجتماع أستانة نظراً إلى الدور الإيجابي، الذي قامت به روسيا بشأن الأزمة في سورية»، لافتاً إلى أن «روسيا اختارت أن تحارب داعش وهو أمر مرحب به دولياً».

وفي كلمة له خلال مؤتمر صحافي في ختام زيارة إلى دمشق أشار بروجردي إلى «أننا كنا ننتقد دائماً المواقف التركية بشأن سورية وأشرنا إلى ذلك في لقاءاتنا مع المسؤولين الأتراك»، مؤكداً أن «هناك مبدأ واضحاً في القانون الدولي وهو أن أي قوات تدخل إلى بلد دون التنسيق مع حكومة ذلك البلد، فإن هذا يعتبر عدواناً، وهو من ضمن سلسلة الأخطاء التي ارتكبتها تركيا في سورية».

تركيا تهدد

في غضون ذلك، أكدت تركيا أمس حقها في إغلاق قاعدة جوية رئيسية تستخدمها قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لضرب الجهاديين في سورية مع تصاعد التوتر بين أنقرة وواشنطن، وهما الحليفتان في حلف شمال الأطلسي.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين بأن لتركيا الحق في إغلاق قاعدة إنجرليك الجوية في محافظة أضنة جنوب البلاد في إطار حقها السيادي.

وأضاف كالين: «لدينا دائماً الحق في أن نقول سنغلقها، ولكن كما قلت يجب تقييم الظروف».

إلا أنه أضاف أن السلطات التركية لا تجري أي عمليات تقييم طارئة لتقرر ما إذا كانت ستغلق القاعدة أمام طائرات التحالف.

وقال كالين إن بلاده أبلغت واشنطن بأنها لم تتلق دعماً كافياً منها في الأيام الـ45 الأخيرة خلال المعركة التي تخوضها تركيا لطرد «داعش» من مدينة الباب، وقال المتحدث: «لدي شعور بأن إدارة ترامب ستأخذ حساسيات تركيا بشأن هذه المسألة في الحسبان».

3 نواب فرنسيين يحيون «الميلاد الشرقي» في حلب

يزور 3 نواب فرنسيين ينتمون إلى اليمين حلب كبرى مدن شمال سورية، التي استعادت قوات النظام أخيراً السيطرة عليها، تعبيراً عن «التضامن مع مسيحيي الشرق» بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد، حسب التقويم الشرقي الذي تعتمده الطائفة الأرمنية، التي توجد في حلب.

وقال النواب اليمينيون تييري مارياني ونيكولا دويك وجان لاسال، إنها «مبادرة محض شخصية»، مؤكدين أنهم سيلتقون خلال الزيارة «مسؤولين سياسيين» في حلب ودمشق.

وسبق أن زار مارياني سورية مراراً كان آخرها في مارس الماضي، عندما قضى مع دويك ونواب آخرين إجازة عيد الفصح في دمشق «تضامناً مع مسيحيي الشرق»، والتقوا الرئيس بشار الأسد.

ومرشح يمين الوسط فرانسوا فيون طالب أخيراً في الحوار مع الأسد رغم إقراره بأن يده ملطخة بالدماء. وفي مراحل سابقة كان يدعو الى التحالف معه ضد «داعش» و»النصرة». وفيون مؤيد للتدخل الروسي في سورية، ومن التيار الذي يدعو إلى محافظة فرنسا على دورها التاريخي مع مسيحيي الشرق.

back to top