قبح
![دانة الراشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/400_1702572887.jpg)
كذلك فما عليك سوى الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي أو اليوتيوب لترى أبشع التعليقات وأقسى الألفاظ وأسوأها من جبناء تخفوا وراء اسم مستعار أو حساب وهمي، فالعديد منهم يملك حسابين، أحدهما «رسمي» يظهر فيه بأفضل صورة أمام الملأ، وآخر وهمي، أو بالأحرى «حقيقي»! يستخدمه للتنفيس وكشف قبحه الخفي.وبالطبع فإن الاختلاسات وسرقة المال العام تحدث بعيداً عن الأعين من أفراد يظهرون بشكل تقي ورزين، وقد تتم السرقة في وضح النهار ملحقة بابتسامة تحية للزملاء، بل قد تكون مصحوبة برداء من الأدعية والصلوات للتمويه! فالكويت هي الأكثر فساداً خليجياً والـ67 عالمياً لعام 2014 وفقاً لمنظمة الشفافية الدولية (جريدة الراي - 2014).أيعقل أن هؤلاء الأشخاص يعيشون بيننا؟ منهم جيراننا وزملاؤنا بل حتى أقرباؤنا! الغريب في الأمر توقف تلك السلوكيات الرعناء بشكل مؤقت متى ما انكشفت هويتهم الحقيقية سواء عن طريق تلاقي الأعين أو التعرف على الاسم أو العائلة. ليتم معاودتها متى ما انتهت لحظة المواجهة واختلى المتعدي بنفسه من جديد.فمن أنت عندما تكون وحدك في عقر دارك؟ هل ترى الجمال أم القبح عندما تخلع جميع أقنعتك الاجتماعية؟ هل الوازع الديني والأخلاقي مجرد كلام تتفوه به وتردده كي تبدو كشخص طيب أمام الآخرين؟ هل يعقل وجود كل هذا القبح داخلك؟ وهل ترتضي هذه الطريقة البدائية والرديئة للتعبير عن نفسك؟ أسئلة تستحق التوقف عندها والإجابة الصريحة عنها.