الوزيرة هند الصبيح من أنشط وأكفأ الوزراء، بدليل سيرتها الذاتية وتقلدها للعديد من المناصب الحكومية وصولاً إلى المنصب الوزاري، وسبق أن أشدنا بجهودها وبتاريخها، ولكن هذا لا يعني أن نوافقها في كل ما تذهب إليه من قول أو عمل، وعندما نرى أنها أخطأت هنا أو هناك فعلينا انتقادها، كما كنا نشيد بها، وبوصفها شخصية عامة فعليها أن تتقبل كل انتقادات توجه إلى أدائها أو تصريحاتها أو أفعالها دون التطرق إلى شخصها الكريم الذي نحترمه ونقدره.معالي الوزيرة، في الحكومة السابقة، قامت بعمل غير إنساني بقطع العلاوة الاجتماعية عن بعض النساء الكويتيات المتزوجات من غير كويتي، وهذا إجراء لم يقدم عليه من سبقها من الوزراء الرجال، فهل كانوا أكثر رحمة منها، أم أنهم كانوا لا يجيدون عملهم، وبالتالي هي أكثر كفاءة واطلاعاً منهم؟ ومع ذلك لم يحقق هذا الإجراء الهالة الإعلامية المطلوبة، والتي ربما تسعى إليها معالي الوزيرة، لأن هؤلاء الكويتيات المنسيات لا نصير لهن، ولا يذكرن إلا في فترة المواسم الانتخابية، ثم بعد ذلك يتم طي الملف حتى الانتخابات التالية.
وإخال أن المثل البدوي ينطبق في حالتها «فود ثنية لأهلها»، ولذلك تفتقت ذهنية معالي الوزيرة عن هجوم آخر أكثر إثارة، فكان اتهامها للعمالة الكويتية بأنها غير ماهرة، وهنا لتسمح لي معاليها بأن أقول لها: «وماذا عنك أنتِ؟ ألم تكوني ومازلت من العمالة الكويتية، فبهذا المنطق أنت لم ولن تكوني ماهرة ولا مؤهلة لكل وظيفة توليت زمامها، ولست مؤهلة لتولي منصبك الوزاري، وبمنطقك فقد حصلتِ عليه من خلال ضغوط عائلية أو حزبية، ولكن لتعلمي معاليكِ أن هناك مقولة بأنه لا يوجد عامل فاشل ولكنْ هناك مدير فاشل، فإذا كانت هناك عمالة غير ماهرة، كما هو تصريحك، فإن سبب ذلك أن هناك مديرين ووزراء فاشلين، وفيه مثل يقول اللي على راسه بطحة أو ريشة يتحسسها، وقصة هذا المثل معروفة، ولا حاجة لي لسردها، ولست متخصصة في علم النفس لأحلل شخصيتك، ولكن عملية الإسقاط النفسي هي مشكلة عامة على مر التاريخ، ويلجأ إليها كثير من القادة عبر إسقاط وتبرير فشلهم وعدم نجاحهم على الآخرين، ويقول علماء النفس إن ذلك يمثل حالة مرض نفسي بدرجة أو أخرى، أرجو الله ألا تصلي أنت أو أي شخص آخر إليها». معالي الوزيرة إن اتهامك للعمالة الكويتية بهذه الطريقة خطأ فادح يستلزم الاعتذار إلى الكويتيين أو توضيحه على الأقل، فالكويتيون في تاريخهم الطويل كانوا محبين للعمل ماهرين وحاذقين، كل في تخصصه، وإذا كانت هناك حالات معينة أو دراسات أعطتك هذه النتيجة، فاعلمي أنك أنت وبقية المسؤولين، وخصوصاً مستشاريكم الوافدين الأشبه بحرس خاص، مسؤولون مسؤولية تامة ومباشرة عن قتل روح التنافس وحب العمل لدى شباب الكويت من خلال ترسيخ مفهوم خاطئ بهدف تحقيق بعض الأهداف الحزبية أو العائلية.أتعلمين معاليك: لو كان هناك برلمان قوي لأوقفك على منصة الاستجواب، وربما أخرجك من وزارتك ما لم تدعمي تصريحاتك بالدراسات والبيانات العلمية المحكمة، ولكنه زمان النفاق والمصالح، لذلك ورغم الحملة الشعبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإننا لم نرَ تصريحاً واحداً أو نائباً يرد على هذا الاتهام الخطير، وربما لأحد أمرين، إما أنهم غير مهتمين أساساً بتصريحاتك لأنهم يرغبون فيمن هو أهم، أو أنهم يعلمون أنك ربما تكونين إحدى وسائل التوتر في العلاقة بين السلطتين وصولاً إلى حل المجلس، إن لم يصدر حكم من المحكمة الدستورية، ولكن أقول: كان الله بعون الشعب بمثل تصرفات هذه القيادات والحافظ الله يا كويت. اللهم يا أرحم الراحمين أنزل علينا رحمة من رحمتك، اللهم اهدِ ولاة أمورنا وارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الحق ونصرة أبناء الكويت، شيباً وشباباً، عجائزَ وفتياتٍ وأطفالاً ورضعاً، بعد أن حاربهم الكثير من المسؤولين ومستشاروهم، فضاعت حقوقهم ودمرت أحلامهم وأحبطت معنوياتهم، وثبطت عزائمهم واتهموا في قدراتهم وحسدوهم حتى على لقمة العيش التي تفضلت بها عليهم.
مقالات - اضافات
وزيرة الشؤون... «فود ثنية» لأهلها
07-01-2017