في الذكرى الـ96 لتأسيس الجيش العراقي، الذي صادف أمس، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن بلاده تخوض حالياً شوطها الأخير في الحرب ضد «الإرهاب» وتحرير محافظة نينوى من قبضة «داعش».وأضاف العبادي في بيان بهذه المناسبة، أن «القوات العراقية استعادت ثلثي محافظة نينوى، إذ تتواجد حالياً في الموصل وستقطع رأس الأفعى وتطهرها كاملة»، لافتاً إلى أن حكومته بذلت جهوداً كبيرة لإعادة بناء المؤسسة العسكرية على أساس مهني، إذ حقق الجيش العراقي مكاسب متتالية من خلال تطهير المدن والقرى من تنظيم «داعش».
وأكد أن «الجيش العراقي يتمتع اليوم بخبرة قتالية عالية اكتسبها من الحرب ضد الإرهاب، التي خاضها في ظروف معقدة، وهو جيش العراقيين جميعاً حيث إن أبناء المحافظات، التي كانت محتلة من عصابات داعش الإرهابية، وأبناء الموصل اليوم يلجأون إلى المناطق الخاضعة للجيش العراقي لشعورهم العالي بالإطمئنان والثقة بقوات الجيش».
تحرير أحياء
في السياق، قال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي صباح النعمان أمس، إن قوات مكافحة الإرهاب حققت تقدماً عبر أحد فروع نهر دجلة بعد منتصف الليل بقليل وأخرجت مقاتلي التنظيم من حي المثنى شرق الموصل.وأضاف النعمان، أن القوات استخدمت معدات خاصة ولجأت إلى عنصر المباغتة إذ إن الخصم لم يكن يتوقع عملية في الليل لأن كل الحملات السابقة كانت نهاراً، موضحاً أن طائرات التحالف الأميركي نفذت 19 ضربة جوية دعماً للحملة، التي سقط فيها عشرات المتشددين قتلى.إلى ذلك، قال قائد العمليات الخاصة الثانية في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي اللواء الركن معن السعدي أمس، إن «قطعاتنا العسكرية الثانية اقتحمت أحياء كبيرة ضمن المحور الشرقي، منها الرفاق والكفاءات الأولى والثانية بعد تحرير منطقة المثنى الأولى والثانية أكبر أحياء المحور الشرقي بالموصل»، مضيفاً، أن «قواتنا قتلت خلال عدة هجمات نفذتها منذ الفجر نحو 44 عنصراً من داعش بينهم ستة انتحاريين وتفجير أربع عجلات مفخخة ومقتل قناصين من التنظيم خلال تقدمها في المحور الشرقي بالموصل».وبين السعدي أن «قواتنا العسكرية نفذت هجمات أخرى ضمن المحور الشمالي وفرضت سيطرتها على مجمعات سكنية في الحدباء والبلديات وساحة الاحتفالات وشقق الأساتذة شمالي الموصل»، لافتاً إلى أن «أغلب عناصر داعش هربوا باتجاه نهر دجلة على خلفية تصعيد القصف وتقدم القطعات العسكرية في جهاز مكافحة الإرهاب الخاصة بتحرير الموصل».صلاح الدين
وفي محافظة صلاح الدين، تمكنت القوات الأمنية من صد هجوم كبير لتنظيم «داعش» استهدف مناطق شرقي قضاء الدور في المحافظة. وقال مصدر أمني أمس، إن «الهجوم المعاكس الذي شاركت فيه الطائرات المروحية استهدف طرد داعش والقضاء عليه في قرية أبودلف بناحية حمرين شرقي الدور، واستعادة السيطرة على الأراضي التي تمكن من السيطرة عليها فجراً»، مشيراً إلى أن «العمليات أسفرت عن مقتل ثمانية من عناصر الجيش بينهم ضابطان كبيران وإصابة اللواء الركن علي الموسوي قائد عمليات شرقي دجلة بجروح طفيفة، فضلا عن إصابة 12 عنصراً آخرين ومقتل ستة من عناصر داعش وتدمير جميع العربات التي شاركت في الهجوم، واستقر الموقف نهائياً لمصلحة القوات الأمنية».على صعيد آخر، تلقى زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إلى بغداد اليوم، الكثير من ردود الفعل عند الجانب العراقي، بعد أزمة خانقة وصلت إلى حد التلويح بالحرب بين البلدين على خلفية الوجود العسكري التركي في معسكر بعشيقة القريب من الموصل.وتأتي هذه الزيارة برغبة تركية خالصة وطلب من رئيس الوزراء التركي نفسه وذلك بعد أيام قليلة من اتصال هاتفي أجراه الرئيس رجب طيب إردوغان بالعبادي عارضا عليه كل إمكانيات بلاده لدعم معركة تحرير الموصل.وقال النائب التركماني أرشد الصالحي أمس، إن يلدريم سبق أن وعد العبادي في اتصال هاتفي الشهر الماضي، بسحب جنود بلاده من العراق بعد انتهاء معركة تحرير الموصل، مضيفاً: «اعتقد أنهم سينسحبون قبل ذلك الموعد بكثير بعد أن التزمت الحكومة العراقية أمامهم بإخراج مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي المعارض من سنجار في محافظة نينوى».الوجود العسكري
واستدرك قائلاً: يجب عدم حصر الزيارة وتقييمها بملف الوجود العسكري التركي في شمال العراق فقط، موضحاً أنها ستتطرق إلى ملفات اقتصادية لدعم التجارة البينية وتنشيط الاستثمار بين البلدين في جميع المجالات.من جانبه قال النائب عن اتحاد القوى العراقية ظافر العاني: «نتطلع إلى أن تدخل العلاقات العراقية - التركية طوراً جديداً من الانفتاح والحوار من أجل حل المشكلات التي لا يزال بعضها عالقاً بين البلدين»، مبيناً أن «الحكمة والصبر وروح المسؤولية، التي امتازت بها قيادات البلدين جعلت المشكلات أمراً ثانوياً، بحكم المصالح المشتركة بين البلدين».