وعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب «مؤيديه وهؤلاء الذين يريدون جعل أميركا عظيمة مجددا» بعرض رائع خلال حفل التنصيب بواشنطن في العشرين من الشهر الجاري، في حين طلب عبر فريقه الانتقالي من السفراء الذين عينهم الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما مغادرة مناصبهم بحلول ذلك اليوم.

وجدد ترامب عهدا تراجع عنه في وقت سابق بجعل المكسيك تدفع ثمن الجدار الحدودي، بعد أن هاجم وسائل الإعلام، أمس، في تغريدة قائلا: «الإعلام المدلس لم يورد أن أي مبالغ ستنفق على بناء الجدار العظيم (من أجل إنجازه بسرعة) سوف تسددها المكسيك فيما بعد!»

Ad

وأكد السفير الأميركي إلى نيوزيلندا مارك جيلبرت، في رسالة عبر «تويتر» أمس، «سأغادر (منصبي) يوم 20 يناير»، مضيفا أن الأمر صدر دون استثناءات عبر رسالة إلى وزارة الخارجية يوم 23 ديسمبر.

وتؤكد تصريحات السفير تقريرا نشر في صحيفة نيويورك تايمز نسب إلى مصادر دبلوماسية القول إن الإدارات الأميركية السابقة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي عادة ما كانت تسمح لبضعة سفراء، ولاسيما من لديهم أطفال في سن المدرسة بالبقاء في مناصبهم لأسابيع أو شهور.

وقالت «نيويورك تايمز» إن الأمر يهدد بترك الولايات المتحدة من دون سفراء في بلدان مهمة وافق مجلس الشيوخ على تعيينهم فيها لعدة شهور، مثل ألمانيا وكندا وبريطانيا.

وأبلغ مسؤول كبير في فريق ترامب الانتقالي الصحيفة أنه لا توجد نية سيئة وراء هذه الخطوة، ووصفها بأنها مسألة بسيطة تتعلق بضمان أن يغادر مبعوثو أوباما في الخارج الحكومة في الوقت المحدد، مثلما يتعين على آلاف من المساعدين السياسيين في البيت الأبيض والوكالات الاتحادية.

وفي شأن تعيينات الإدارة الجديدة اختار ترامب سناتورا سابقا ممنوعا من السفر إلى روسيا لتولي منصب مدير الاستخبارات الوطنية.

ويرمي اختيار السناتور الجمهوري السابق عن ولاية إنديانا دان كوتس (73 عاما) إلى تهدئة مخاوف أولئك الذين يعتقدون أن ترامب قد يداهن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لاسيما أنه يرفض الاتهامات التي وجهتها الاستخبارات الأميركية الى موسكو بالوقوف خلف هجمات الكترونية استهدفت الانتخابات الرئاسية الأميركية. وبحسب التقارير فإن ترامب يرغب في إعادة هيكلة أجهزة الاستخبارات الأميركية وربما تقليصها، وهو العمل الذي سيوكل الى كوتس في حال تأكيد تعيينه من قبل مجلس الشيوخ.

وكوتس هو واحد من 6 سناتورات وثلاثة مسؤولين في البيت الابيض فرضت عليهم موسكو حظرا على السفر الى روسيا في 2014 ردا على العقوبات التي فرضتها عليها واشنطن بسبب ضمها شبه جزيرة القرم.

وسيحل كوتس محل جيمس كلابر الذي يشغل منصب مدير الاستخبارات الوطنية في إدارة باراك اوباما منذ 2010.

وفي سياق متصل، واجه ترامب قادة اجهزة الاستخبارات الأميركية بما توفر لديهم من ادلة على اتهامهم روسيا بمحاولة غير مسبوقة لعرقلة الانتخابات الأميركية من خلال قرصنة ملفات منافسيه الديمقراطيين. وشكك ترامب بادعاءات اللجنة الوطنية الديمقراطية قائلا» لن يسمحوا للإف بي آي برؤية حواسبيهم بعد أن تمت قرصنتها، كما يدعون، إذا فلماذا هم متأكدون من القرصنة، ولماذ لم يطلبوا التحقق من خوادم الحواسيب، ماذا يحدث؟».

وسبق اللقاء هجوم على الإعلام المدلس، على حد وصفه، عبر تغريدة لترامب أمس الأول

«الإعلام الكاذب يحب أن يقول إنني متوافق مع جوليان أسانج. خطأ... أنا فقط أنشر ما ينشره للناس ليقرروا الحقيقة. الإعلام يكذب ليظهرني بأنني ضد المخابرات، في حين أني معجب بها».

بايدن لدونالد: كن رجلاً ناضجاً

دعا نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، المعروف بكلامه الصريح والمباشر، الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى «النضوج».

وقال موجها نصيحة له خلال مقابلة تلفزيونية أمس الأول: «يجب أن تنضج يا دونالد، حان الوقت لتكون رجلا بالغا، أنت رئيس».

وتابع: «حان الوقت لتفعل شيئا. اظهر لنا ما أنت قادر عليه»، ردا على سؤال حول مواظبة ترامب على نشر تغريدات يحمل في الكثير منها على خصومه ومنتقديه.

وذكر بايدن أنه لن يغيب تماما عن الساحة السياسية، بعد خروجه من البيت الأبيض مع أوباما، ودعا الديمقراطيين إلى تركيز عملهم مجددا على الطبقات العاملة والوسطى، مشددا على أنه «سيتضح بشكل أكبر بكثير ما يؤيده ترامب وما يعارضه، وما نؤيده نحن ونعارضه».