وسط مشاعر يغلب عليها الحزن وأجواء أمنية بامتياز، احتفلت الكنائس المصرية الأرثوذكسية بعيد الميلاد المجيد حسب التقويم الشرقي، وبدأ الاحتفال الكنسي في ساعة متأخرة من مساء أمس، وامتد حتى الساعات الأولى من فجر اليوم، وسط إجراءات أمنية مشددة تحسبا لأي عمليات إرهابية تستهدف الكنائس، بعد نحو شهر من استهداف الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ما أسفر عن مقتل 28 شخصا معظمهم من النساء والأطفال.وأعلنت الكنيسة الأرثوذكسية، أكبر الكنائس المصرية، تخليها عن مظاهر البهجة في الاحتفالية هذا العام، بسبب حالة الحزن على ضحايا «البطرسية»، وصرح المتحدث الرسمي باسمها القس بولس حليم، في بيان، بأن ترتيبات الاحتفالات سيتم تقليصها هذا العام قائلا: «سنتخلى عن المظاهر الاحتفالية الشكلية»، مؤكدا أن ما سيتم هو احتفال كنسي روحي بعيدا عن المظاهر الشكلية التي تتضمن استخدام الألعاب الصوتية والضوئية.
وترأس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، قداس عيد الميلاد المجيد بالمقر البابوي، الذي انطلق بحضور كبار المسؤولين والشخصيات العامة في الدولة، ومن المتوقع أن يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي لعدة دقائق في الاحتفالية – و»الجريدة» ماثلة للطبع - إذ سبق له أن شارك في قداس الميلاد، العامين الماضيين، في سابقة هي الأولى لرئيس مصري.وانتشرت قوات الأمن في الشوارع والطرق المؤدية إلى المقر البابوي بكثافة، في إطار خطة وزارة الداخلية لتعزيز الوجود الأمني خلال احتفالات عيد الميلاد، ونشر الخدمات الشرطية عند مداخل الكنائس ومخارجها والطرق المؤدية إليها، مع الحفاظ على حرم آمن بمحيط كل كنيسة يمنع انتظار السيارات بها، مع تعيين خدمات أمنية بحثية ونظامية أمام الفنادق والمحلات العامة والملاهي التي تشهد الاحتفالات.وقال مصدر أمني مسؤول لـ «الجريدة»، إنه تم نشر القوات الأمنية والمدرعات وسيارات الانتشار السريع والارتكازات المسلحة بكل المحاور المرورية والمناطق المهمة والحيوية، والمجهزة بأطقم من الضباط والأفراد القادرة على التعامل مع كل المواقف الأمنية، للحفاظ على الأمن والنظام في هذه الأماكن، أثناء الاحتفالات، وتكثيف الخدمات المرورية في الشوارع ومختلف الميادين والطرق وعلى المحاور الرئيسية.وأضاف المصدر: «شهد محيط الكنائس انتشارا مكثفا لرجال الإدارة العامة للحماية المدنية، وضباط إدارة المفرقعات لفحص كل البوابات الإلكترونية بمداخل الكنائس، والتأكد من صلاحيتها وإعداد خطة مرورية دورية لفحص كل نطاقات دور العبادة المسيحية، وتعيين عناصر الكشف عن المفرقعات لتحقيق أقصى درجات التأمين في المناطق التي ستشهد تجمعات جماهيرية».
إحباط هجوم
في الأثناء، أعلنت القوات المسلحة المصرية، في بيان رسمي أمس، نجاحها في إحباط محاولة هجوم إرهابي من قبل مجموعة من المسلحين التكفيريين، على بعض نقاط التأمين في نطاق الجيش الثالث الميداني بوسط سيناء، إذ حاولت العناصر التكفيرية فجر أمس، الهجوم على بعض نقاط التأمين الثابتة التابعة للجيش الثالث الميداني بشكل متزامن، مستخدمة عددا من عربات الدفع الرباعي محملة بكميات من المواد المتفجرة والعبوات الناسفة وعدد من الدراجات النارية، مستخدمين الأسلحة الآلية وطلقات مختلفة الأعيرة.وأشار البيان إلى أن قوات الجيش الثالث تمكنت من إحباط الهجوم بعد تبادل لإطلاق النيران مع المهاجمين، ما أسفر عن مقتل 9 من التكفيريين، وإصابة 16 آخرين، وتدمير عربتي دفع رباعي، و4 دراجات نارية، كما تم التحفظ على العديد من الأسلحة والذخائر والمعدات وأجهزة الاتصال اللاسلكية المستخدمة في الهجوم، فيما تقوم قوات الجيش بعمليات التمشيط لتأمين المنطقة.سندات دولارية
اقتصاديا، وفيما تحاول القاهرة توفير اعتمادات مالية لتمويل برنامجها للإصلاح الاقتصادي، قال البنك المركزي المصري، في بيان أمس الأول، إن وزارة المالية ستصدر أذون خزانة دولارية لأجل عام بقيمة 800 مليون دولار، للبنوك المحلية والمؤسسات المالية الأجنبية، وأن آخر موعد لتلقي طلبات الاكتتاب في الإصدار بعد غد الاثنين، وأن موعد الاستحقاق هو التاسع من يناير 2018.وعلمت «الجريدة» أن وزارة المالية تمضي قدما في هذا الإطار لطرح سندات بقيمة تصل إلى 6 مليارات دولار، في الأسواق المالية العالمية، وذلك في إطار خطة الحكومة لتمويل برنامجها الاقتصادي المقدرة قيمته بـ 21 مليار دولار، إذ حصلت على قرض بـ 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي في نوفمبر الماضي، بينما تطمح إلى تمويل المليارات المتبقية بقروض من البنكين الدولي والإفريقي، فضلا عن السندات الدولارية، إذ نجح طرح سندات لمصلحة البنك المركزي بنحو 4 مليارات ببورصة أيرلندا العام الماضي.وذهب أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر صلاح الدين فهمي، في تصريحات لـ «الجريدة»، إلى أن لجوء الحكومة المصرية إلى السندات، خطوة متوقعة، وتلجأ إليها مختلف الحكومات في العالم، لكنه شدد على ضرورة استخدام عوائد السندات في تمويل مشروعات تنموية في قطاعات الصناعة والزراعة المختلفة، بما يحقق عوائد حقيقية يمكن من خلالها سد فاتورة الديون، محذرا من خطورة استخدام أموال السندات في سد عجز الموازنة ودفع رواتب العاملين في جهاز الدولة، وقتها ستتحول السندات إلى رقم يضاف إلى ديون مصر الخارجية.اتصال هاتفي
في سياق العلاقات المصرية العربية، يتوجه وزير الخارجية المصري سامح شكري، إلى العاصمة العمانية مسقط غدا، حاملا رسالة شفهية من الرئيس السيسي إلى السلطان قابوس بن سعيد، بينما تلقى السيسي، اتصالا هاتفيا من العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى، أمس الأول، جرى خلاله التأكيد على متانة وتميز العلاقات المصرية - البحرينية، وتطلع القيادتين إلى استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين، ودفع آفاق التعاون الثنائي إلى آفاق جديدة.وقالت الرئاسة المصرية، في بيان، إنه جرى أيضا خلال الاتصال التطرق إلى مناقشة الأوضاع العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم تأكيد ضرورة تعزيز التضامن بين الدول العربية لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.