نقطة: عيال متلازمة خالتي ستوكهولم...
يضرب أكباد الطائرات، ويجوب المطارات، متحملاً وعثاء السفر، وربما سوء المنقلب في مثل هذه الأيام، بفضل المتطرفين والإرهابيين العمليين، والذي خرج من وطنه بسبب كآبة المنظر التي خلفها أبناء عمومته المعتدلون النظريون، المهم ألا يفوّت أعياد ومناسبات ورؤوس سنوات المسلمين والمسيحيين والبوذيين والهندوس وكل الأديان السماوية والأرضية إلا ويستغلها كي يهرب لعواصم الفرح والبهجة والحيوية في العالم، فيستمتع بزيارة المتاحف الفنية والمعالم التاريخية والمسرحيات الغنائية والحفلات الراقصة والموسيقية، وما بينها، فهو هاوٍ يحب الفن والطرب وأهله وحفلاته والأغاني الغربية والشرقية بقديمها والجديد، لدرجة تجعله يعرف حكايات أغاني أم كلثوم، وخلافات الرحابنة الصغيرة، وطرائف حسين المحضار مع أبوبكر سالم بلفقيه، وذلك بالطبع لا يقلل من إعجابه بفن هيفاء وهبي، وصوت مريام فارس، وطلة راغب علامة، كما يعتبر من كبار العارفين والباحثين في تاريخ الأسرة "الكردشانية" العامرة بالخيرات أكثر من معرفته بتاريخ الدولة الأموية، أو حتى قصة عائلته الكريمة، فقلبه الأخضر يدفعه دائماً للتغزل بكل أنثى تمشي على قدمين، وأحياناً ثلاث، إن توافرت بها مقومات أخرى بديلة تشجع على الاستثمار متوسط المدى، وهو كذلك مدخن شره لكل أصناف السجائر والمكيفات، لذا فيمكن اعتباره خبيراً معتمداً في معرفة الفروقات بين أنواع السيجار، وتحديد صنف الشراب المناسب مع كل نوع ومناسبة. ولأنه يحتسي الخمور والأنبذة في المناسبات فقط، وبما أن كل يوم تقريباً عنده مناسبة، فإنه يحرص على جمع الأرقام، والحفاظ على العلاقات الدبلوماسية الجيدة مع أفضل المهربين والوسطاء و"الديلريه" في السوق السوداء ممن يعطونه حق الاختيار والتشكيل المعقول وميزة التفاخر والزهو الفارغ في مجتمع الممنوع، فهو لا يريد أن يشجع الصناعات الوطنية ولا المشاريع الصغيرة على حساب صحته إلا إذا تعلق الأمر بعلاقاته بالجنس الآخر، وهذه للأمانة نقطة وطنية تحسب له، ثم في يوم واحد كل أربع سنوات، أصبحت أقل بالسنوات العشر الأخيرة فقط، يهب صوته العزيز الغالي لمن كانوا السبب في هجراته الموسمية وخطف أجمل أيام عمره وحرمانه من ممارسة حياته وخياراته الشخصية الحرة، والتمتع في بلاده بمنعهم وتحريمهم لكل أفعاله وأفكاره، بل بعضهم قد يكفرونه، وهو لا يدري، أو في أهون حالاته يدافع عنهم ببسالة، ويدعم مواقفهم في خصوماتهم ومعاركهم الروتينية التي يختلقونها بشكل دوري، للحفاظ على حماسة وطاقة الجنود المشوهين أمثاله وهم في طريقهم لقدرهم المحتوم.