مع دخول الهدنة الهشة في سورية أسبوعها الثاني، وسّع الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاؤه عملياتهم العسكرية في وادي بردى بريف دمشق، بعد ساعات من تهديد وجهه وزير مصالحته علي حيدر بمواجهة مفتوحة مع فصائل المعارضة في محافظة إدلب.ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن قوات النظام صعّدت غاراتها وقصفها بالبراميل المتفجرة على وادي بردى، تزامناً مع فتح قوات النظام ومقاتلين من «حزب الله» اللبناني جبهة معارك جديدة مع فصائل المعارضة وجبهة «فتح الشام» شمال غرب ذلك الوادي، بعدما كانت المعارك متركزة منذ 20 ديسمبر الماضي جنوب شرق المنطقة، التي تعد خزان مياه العاصمة دمشق.
وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن قطع المياه، في وقت شددت الأمم المتحدة، أمس الأول، على أن أعمال التخريب والحرمان من المياه تعد «جرائم حرب».وبينما شهدت الجبهات الرئيسية وقفاً لإطلاق النار بدأ تطبيقه ليل الخميس- الجمعة بموجب اتفاق روسي تركي، أعلن الوزير علي حيدر، أن دمشق مستعدة لخوض «معركة مفتوحة» في إدلب، مؤكداً أن النظام لن يسمح ببقائها في يد مقاتلي المعارضة إلى الأبد.وفي مقابلة مع «رويترز»، قال حيدر: «الدولة واضحة في سياستها عندما قالت، إنها لن تتخلى عن أي بقعة من بقاع سورية، وأظن أن إدلب هي من الساحات الحارة القادمة»، مشدداً على أن المقاتلين الأجانب يجب أن يغادروا، وأن تُقطَع خطوط الإمداد عبر تركيا.
وبعد أسبوع من إعلانها وأنقرة الداعمة للمعارضة، وقف إطلاق النار، بدأت موسكو أمس، خفض قواتها الدعمة برياً وجوياً لقوات النظام منذ سبتمبر 2015.وقال قائد الجيش الروسي فاليري غيراسيموف «عملاً بقرارات أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين في 29 ديسمبر، أعطيت أوامر لمجموعة القطع البحرية العسكرية المنتشرة قبالة السواحل السورية بالبدء في الاستعدادات للعودة الفورية إلى مينائها الأصلي في الدائرة القطبية».وعلى رأس تلك القطع البحرية، حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيستوف» المنتشرة في شرق البحر المتوسط وهي الوحيدة المشاركة في العمليات الجوية بسورية والطراد الثقيل «بطرس الأكبر».وأكد قائد القوات الروسية أندريه كارتوبالوف، أنه «تم تحقيق الأهداف التي حددت للمجموعة البحرية خلال مهمتها»، موضحاً أن القدرات الدفاعية لروسيا في سورية كافية بفضل أنظمة صواريخ «أس- 300» و»أس-400» المنتشرة في البلاد.