«أمواج جوفيّة» لأدليتا حسني بي بمتحف سرسق في بيروت
صور فوتوغرافية ترسم علامات استفهام حول الثابت والمتغير
ينظّم متحف سرسق في بيروت معرضاً للفنانة الليبية- الإيطالية أدليتا حسني بي، يضمّ مجموعة من الصور الفوتوغرافية والفيديو والتجهيز تحت عنوان «أمواج جوفية»، ويستمر حتى 31 يناير الجاري.
تنبثق أعمال أدليتا حسني بي من الأبحاث والتفاعلات العميقة مع الأشخاص، فتبرز البنى التشريعية والتربوية والاقتصادية التي تؤطر الحياة اليومية وتطرح علامات استفهام حولها. يتضمن معرض «أمواج جوفية» أعمالاً قديمة وأخرى جديدة أنتجت بالتعاون مع منظمة «نحن» الشبابية، انطلاقاً من إدارة ورشة عمل تنظر في الشعور والمساحة المدينية في بيروت، غالباً ما تتطرّق إلى السياسة من منظار واسع، مثل الحاجة إلى مزيد من المساحات الخضراء أو منافع الحفاظ على الإرث الثقافي. لكن كيف تجعلنا هذه الامور نشعر في حياتنا المعيوشة اليومية؟ ما هو الشعور الذي يولّده لدى المرء الوصول إلى مساحة خضراء، أو التعرض لترهيب في الشارع أو الإقامة على مقربة من نقطة تفتيش؟ قد نفترض أننا نعرف الجواب، لكن التركيز على هذه المشاعر يتيح لنا أن نفهم في شكل أفضل الأسباب، وبالتالي السبيل إلى التغيير. تشكّل الصور الفوتوغرافية المعروضة قراءة شخصية للمدينة عبر استخلاص جوهر القوى التجريدية على مستوى فردي لفهم التأثير الذي تمارسه هذه القوى المتناقضة علينا.
قراءة سلوك وتساؤلات
من ضمن المعروضات شريط فيديو «بعد خط النهاية» أنتج خلال فترة تدريبية لمدة عام في سان فرنسيسكو، يبرز الجوانب النفسية والمادية في الثقافة التنافسية، وآخر بعنوان «الأرض» (2011) يتطرّق إلى المواجهة المتشنجة وغير المتكافئة، في معظم الأحيان، بين خطط إعادة التطوير وبين السكان المحليين في الحيين الشعبيين، جزيرة القرصاية ورملة بولاق في القاهرة، الذين يعتبرون أن الدولة تتآمر عليهم لبناء ما أُطلق عليه «القاهرة 2050»، وتسعى إلى إزالة منازلهم لبناء برج جديد يطلّ على النيل. بالتزامن مع المعرض، عرض فيلم «بطاقات بريدية من جزر الصحراء» (2015)، وهو شريط قصير يسعى إلى قراءة بدايات السلوك المؤسّسي والعلاقات الاجتماعية، ويوثّق لتجربة تستند فيها حسني بي إلى رواية «أمير الذباب» لـ ويليام غولدنغ.في هذا العمل، تدير الفنّانة تجربتها في مدرسة ابتدائية في باريس، وتأمل أن يتوصل الأطفال إلى إدارة أنفسهم ذاتياً، فتطلب منهم تحويل باحة المدرسة إلى صحراء، وإقامة علاقات بهذه البيئة الجديدة، ثم التخطيط لكيفية العيش فيها. يلتقط الشريط تلك اللحظات «المصيرية» التي يبدأ فيها الأطفال بتنظيم أنفسهم والعمل على بناء مكان جديد بشروط يمزجون فيها المعرفة والخيال.تفكيك التجاربفي مجمل أعمالها سواء الصور الفوتوغرافية أو أفلام الفيديو، تحاول أدليتا حسني بي، الغوص في أعماق التفكير المتعارف عليه في كل ما يتعلق بالحياة العامة من تربوية واقتصادية، لاستكشاف مفاهيم أيديولوجيا هيمنة الدول الكبرى على الدول الصغرى، على الصعد كافة: سياسية وتربوية واجتماعية... متوقفة بشكل خاص عند التربية بهدف ابتكار مفاهيم وثوابت جديدة لها، من هنا يمكن مشاهدة أكثر من عمل تسجيلي إلى جانب صور فوتوغرافية، تَظهر فيها شخصيات بالأسود والأبيض مع عبارات بالعربية ذات دلالة سلبية. أدليتا في سطور
أدليتا حسني بي مربية وفنانة مقيمة في نيويورك، تنخرط في مجالات ورش العمل وإخراج الأفلام في الحيزات المدينية وحولها، وتعقيدات العمل الجماعي. شاركت في معارض عدة أبرزها: «عوالم غير مكتشفة»، نيويور هاي لاين (2015). «معلومات مفيدة فعلا»، متحف رينا صوفيا (2014). «يوطوبيا للبيع»، متحف ماكسي (2014)، «لعب دور المتغيّب»، متحف غاسووركس (2012). فضلاً عن مشاركتها في معارض جماعية.أنتجت أخيراً فيلماً مع مجموعة من الرياضيين الشباب في مؤسسة «كاديست» في سان فرنسيسكو في إطار المعرض المنفرد «توقف الحركة»، وتعمل حالياً على تطوير مشروع مرشّح لنيل جائزة Visible، بعنوان «ميثاق عن استخدام الحيّز»، وهو عبارة عن وثيقة قانونية عامة عن المشاعات وتوزيع المساحة في المدن. حائزة منحة مؤسسة غراهام (2016)، وعضو في برنامج ويتني الدراسي المستقل (2012).
في مجمل أعمالها سواء الصور الفوتوغرافية أو أفلام الفيديو تغوص أدليتا حسني بي في أمور الحياة العامة من تربوية واقتصادية