أول العمود :

Ad

قُلصت ميزانية الأبحاث في جامعة الكويت من ٥ ملايين إلى 600 ألف دينار... هل هذا هو مفهوم التقشف؟

***

"عاصمة للثقافة الإسلامية 2016 " لقب منحته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لثلاث مدن هي: الكويت، وماليه في المالديف، وفريتاون في سيراليون.

ويحق للكويت كدولة وشعب الفخر بحجم الإنجاز الكبير الذي تحقق خلال 12 شهراً بذل فيها مسؤولو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وموظفوه الذين يستحقون كل تقدير، جهداً مضنيا لم ينقطع حتى خلال أشهر الصيف الحارة، حيث أقيم فيها وحدها مهرجانان للأطفال والناشئة وفعاليات كثيرة.

لقد كان تفاعل الجمهور ملحوظا من خلال الحضور والوجود في المسارح والمراكز الثقافية والقاعات؛ ليرى بعينه التنوع في البرامج والفعاليات التي بلغت أكثر من 800 فعالية ونشاط بين مسرحيات وندوات وفرق موسيقية واستعراضية وثراثية، وكان الاهتمام مكثفاً في إبراز الجوانب المشرقة من الثقافة الإسلامية الحضارية وسط أجواء إقليمية تغلي بالتشدد والإقصاء.

لقد ساهم المجلس الوطني للثقافة بتزويد القارئ في محيطه العربي والمسلم بإصدارات خاصة تبرز جوانب متنوعة من الفكر والفن والثقافة والتراث والآثار، وبلغ عددها 35 إصداراً خدمة للاحتفالية المذكورة. وتعدّ هذه التجربة المهمة التي ساهمت وسائل الإعلام الرسمية والخاصة في إبرازها لبنة جديدة تضاف إلى رصيد كويتي تاريخي في ترسيخ سمات التسامح والحوار والتعايش، وهي يجب أن تكون بداية للتفكير في أمر السياحة الثقافية في الكويت لأن الاحتفالية أثبتت إمكانية نجاح الفكرة، كما ساهم مجلس الثقافة بمد جسور التعاون والرعاية لجيل الشباب للمساهمة في إقامة العديد من الأنشطة الأدبية والفنية، فكان العزف والتمثيل والقصة والحرف اليدوية وغيرها.

الكويت في عام 2016 كانت ناشطة ثقافيا وفنيا، وخلقت أجواء مختلفة عما يحدث من حولنا من أحداث قاسية، وهكذا هي دوماً وفي أحلك الظروف التي مرت بها، وكانت محل إعجاب من منظمة الإيسيسكو من خلال إشادة رئيسها د. عبدالعزيز التويجري الذي وصفها بأنها قدمت صورة مشرقة لمفهوم عواصم الثقافة الإسلامية، كما وصف ممثل المنظمة د. عبيد الهاجري الكويت في حفل ختام الاحتفالية في مركز جابر الأحمد الثقافي بـ"صانعة الحدث الثقافي وتميزها به عالميا".

لقد راهنت الكويت على الثقافة كخيار لتلاقي الشعوب منذ الخمسينيات، وقد جنت من إيمانها هذا محبة العالم، كان ذلك ولا يزال.