في عملية تعد الأكثر دموية بين سلسلة هجمات تبناها تنظيم داعش، خلال الأشهر الأخيرة، استيقظت مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي أمس على انفجار شاحنة وقود مفخخة في سوق شعبي، بالقرب من المحكمة الشرعية، ما أسفر عن مقتل 50 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أن «غالبية القتلى من المدنيين، وبينهم ستة من الفصائل، وجثث متفحمة لم يتم التعرف عليها».

وأفاد المسؤول بالدفاع المدني إياد شيخ رزوق بأن «الانفجار أسفر عن سقوط عشرات الجرحى، وألحق أضرارا كبيرة بمبنى المحكمة وبالمحلات المجاورة»، موضحا أن مشافي المدينة امتلأت بجثث القتلى والمصابين، وفرق الدفاع شرعت في إطفاء الحرائق الهائلة الناجمة عن الانفجار.

Ad

وشهدت مدينة أعزاز، التي تعد أكبر معاقل فصائل المعارضة في محافظة حلب، تفجيرات بسيارات مفخخة، تبنى معظمها تنظيم «داعش»، وأبرزها استهداف حركة «نور الدين زنكي» في 17 نوفمبر، وقتل فيه 25، وقبلها استهدفت سيارة مفخخة نقطة تفتيش للمعارضة في 14 أكتوبر وقتل 17.

وفي تصريحات لم تنسبها لمصدر، قالت وكالة «دوعان» التركية الخاصة للأنباء إن الانفجار وقع بفعل سيارة ملغومة زرعها تنظيم «داعش».

وادي بردى

ومع تواصل الهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ قبل 8 أيام، برعاية روسية تركية، بدأت فرق الصيانة دخول منطقة وادي بردى قرب دمشق أمس، لبدء عملية إصلاح إمدادات المياه في العاصمة، حسبما أفاد الإعلام الرسمي.

وبعد ليلة شهدت اشتباكات أسفرت عن سقوط 9 قتلى، بينهم سبعة من قوات النظام، وفق المرصد، أعلن التلفزيون الرسمي أن ورش الصيانة وصلت إلى المنطقة الواقعة على بعد 15 كيلومترا شمال غرب دمشق، وهي «جاهزة للدخول» للبدء في عملية الإصلاح.

وأشار مصدر مقرب من النظام إلى أنه تم الاتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار يتيح دخول فرق الصيانة، رغم أن عملية الإصلاح قد تستغرق أياما عدة.

لا هدنة ولا اتفاق

وفي حين أزاح النظام الستار عن بنود مسودة قدمها مع «حزب الله» لوقف القصف واقتحام المدينة، تضمنت عدة نقاط، منها رفع العلم فوق نبع عين الفيجة وخروج مقاتلي «الجيش الحر» منه، نفت الفصائل التوصل إلى أي اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، في وادي بردى غربي، مؤكدة أن «كل ما تروج له ميليشيات حزب الله عن وقف إطلاق نار والتوصل لتهدئة أو حتى دخول وفد من ضباط روس للتفاوض هو كلام عار من الصحة جملة وتفصيلا».

معركة الباب

وبعد استعادة بلدات عدة من تنظيم داعش، تركز القوات التركية وحلفاؤها في الجيش الحر على منطقة الباب، معقله في محافظة حلب.

وقال المرصد السوري أمس إن تركيا أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة فيما يبدو أنه تحضير لبدء عملية عسكرية في الباب.

وفي إطار عملية «درع الفرات»، التي أطلقها لتطهير المناطق الحدودية من التنظيمات الجهادية والكردية، أعلن الجيش التركي مقتل 21 من «داعش»، وتدمير 12 هدفا للتنظيم في الساعات الـ24 الماضية.

وفي وقت سابق، أحصى الجيش التركي، أمس الأول، مقتل 1362 من «داعش»، وإصابة 168 آخرين، والقبض على ستة منذ انطلاق «درع الفرات» في أغسطس الماضي.

معركة الرقة

وفي الشمال، أحرزت قوات سورية الديمقراطية (قسد) تقدما في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، في إطار عمليتها الرامية للدخول إلى معقله في الرقة، بحسب المرصد، الذي أشار إلى أن هذه القوات ذات الغالبية الكردية المدعومة من واشنطن، أصبحت على مسافة قريبة من سد الفرات في الريف الشمالي لمدينة الطبقة في غرب الرقة.

وغداة سيطرتها على قلعة جعبر الأثرية، التي تشرف على أكبر سجن يديره «داعش» قرب سد الفرات، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «قسد» تمكنت من «التقدم والسيطرة على آخر قرية تفصلها عن السد. ولم يعد أمامها إلا 4 كيلومترات من الأراضي الفارغة».

ويقع سد الفرات، الذي تشرف عليه القلعة وفق المرصد، على بعد 500 متر من مدينة الطبقة الاستراتيجية، مركز الثقل الأمني للتنظيم في سورية، ويقيم فيها أبرز قادته. كما يبعد نحو 50 كيلومترا عن مدينة الرقة.

تصفية العيساوي

وفي وقت سابق، أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) أمس الأول مقتل المسؤول في تنظيم داعش محمود العيساوي خلال قصف جوي لمدينة الرقة في 31 ديسمبر الماضي، موضحة أنه كان أحد العناصر في البنى التحتية الاعلامية والاستخباراتية الذي «يتحكم في تدفق التعليمات والموارد بين المناطق التي يسيطر عليها التنظيم وقادته».

وأكدت «سنتكوم» أن العيساوي، وهو الجهادي السادس عشر «المهم» الذي تقتله قوات التحالف عام 2016، تم تحديد موقعه في الرقة بعد مغادرته الفلوجة في العراق، معتبرة أن مقتله وقادة آخرين كانوا يعدون لهجمات إرهابية، أسفر عن تراجع قدرات التنظيم على شن هجمات عبر الحدود، وارغمه على التركيز على أمنه الداخلي.

هل يتحدر الأسد من أسرة كردية كاكائية؟

قال المؤرخ والأكاديمي الكردي البارز، عزالدين مصطفى رسول، إن جميل الأسد عم الرئيس السوري بشار الأسد، أخبره بحضور الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، إن عائلة الأسد أصولها كردية، وترجع أصولها بالتحديد إلى قضاء خانقين.

وقال المؤرخ الكردي إنه خلال زيارته مع الطالباني وقيادات في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الى سورية في عام 1993 وبقائهم سنة كاملة هناك، قاموا بزيارة إلى اللاذقية مسقط رأس آل الأسد، وخلال نقاش بشأن أصل العائلة وإذا ما كانت تتحدر من جبال سنجار شمال العراق، أكد جميل الأسد أن العائلة أصلها من خانقين وكانت تعتنق الديانة الكاكائية، وهي إحدى فروع الديانة اليزدانية القديمة التي كانت معتنقة من قبل عدد كبير من الأكراد قبل انتشار الدين الإسلامي.