في ظل الخلاف السياسي الذي لا يخفى على أحد بين حزبي «الكتائب اللبنانية» و«القوات اللبنانية»، انفجرت خلال اليومين الماضيين حرب بين مناصري الحزبين استخدمت فيها كل أنواع الشتائم ووصلت في بعض الأحيان الى التهديدات المتبادلة والتخوين.

وبدأت هذه الجولة، وهي ليست الأولى من نوعها، بعد عدم دعوة إذاعة «صوت لبنان» (التابعة للكتائب) إلى حضور الاجتماع التشاوري في وزارة الإعلام الذي دعا اليه وزير الإعلام القواتي ملحم رياشي. وشن أنصار الكتائب هجوما واسعا على «القوات» ما دفع برياشي الى الاتصال بإدارة الاذاعة مبلغا اياها ان ما حدث «قد سقط سهوا»، مجددا الدعوة. ولكن يبدو أن «القلوب الملآنة» دفعت رئيس جهاز التواصل والإعلام في «القوات» شارل جبور الى الإدلاء بتصريح ناري على «فيسبوك» اتهم فيه «الكتائب» بأنهم يلقون دائما باللوم على الآخرين، بدءا من العلاقة مع إسرائيل، مروراً باغتيال زعيم تيار «المردة» طوني فرنجية، وصولاً الى الاقتتال المسيحي-المسيحي ومجزرة صبرا وشاتيلا وحرب الجبل. وانهالت التعليقات والشتائم من «الكتائبيين»، الذين وجهوا بدورهم اتهامات لـ«القوات» وقيادتها واتهموها بالالتحاق بـ «حزب الله».

Ad

ووصل السجال بين الفريقين إلى حد شتم رموز وقادة الحزبين، ما استدعى تدخلاً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي قال في بيان أمس: «تعرض حزب القوات اللبنانية الى إساءات وإهانات متكررة من قبل كتائبيين، ما دفع جهاز الإعلام والتواصل في الحزب الى الرد على تلك الحملة».

وأضاف: «انطلاقاً من مسؤوليتنا في الحفاظ على الأجواء الإيجابية التي يجب أن تسود، نطلب وبإيعاز مباشر من رئيس الحزب، من جميع الحزبيين والمناصرين التوقف عن الرد على إي إساءات او إهانات يتعرض لها الحزب».

الكتائب

بدوره، قال مجلس الإعلام في حزب «الكتائب اللبنانية»، في بيان، أنه «بعد استهداف حزب الكتائب في الساعات القليلة الماضية بحملة شنها بعض عناصر القوات اللبنانية وعلى رأسهم مسؤول جهاز الإعلام والتواصل في القوات شارل جبور، وقد أرفقوا هذه الحملة بإساءت واهانات ومغالطات فاضحة»، مشيراً إلى أنه «بعدما عممت القوات بوقف هذه الحملة، وإيمانا بأن لغة المنطق والعقل هي التي يجب ان تسود، لا اللغة المسيئة التي طالت الكتائب، نطلب من جميع الحزبيين والمناصرين التوقف عن الرد عن اي اساءة او اهانة او عملية تشهير تمس الحزب».

عون وبروجردي

في موازاة ذلك، استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون، أمس، رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني (البرلمان) علاء الدين بروجردي والوفد المرافق له، في حضور السفير الإيراني في بيروت محمد فتحعلي.

وتطرق اللقاء الى الحرب السورية، حيث أعرب المسؤول الإيراني عن امله أن تؤدي المفاوضات المرتقبة في العاصمة الكازاخية أستانة الى بلوغ الحل السياسي المنشود.

وحمّل عون المسؤول الايراني تحياته الى الرئيس روحاني مشدداً على ان «الاوضاع عادت الى طبيعتها في لبنان بعد الانتخابات الرئاسية وان التوافق بين اللبنانيين سوف يؤدي الى مزيد من الازدهار والطمأنينة، لاسيما أن لغة الحوار السائدة تهدف الى تقريب وجهات النظر في المواضيع المطروحة».

وأعرب عون عن أمله أن «تنجح الجهود المبذولة للوصول الى حل سياسي للازمة السورية بما يساعد على ايجاد حل لمأساة النازحين السوريين الذين بات عددهم في لبنان يقارب نصف عدد سكانه»، مشدداً على «أهميّة العمل المشترك لمواجهة الارهاب».

ويستعد عون لزيارة السعودية غدا، وثارت تساؤلات بشأن امكانية أن يلعب دور وساطة بين إيران والسعودية.

وكان بروجردي زار كلا من رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري وأمين عام «حزب الله» حسن نصرالله. واثار المسؤول الإيراني الجدل بزيارته ضريح القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية، الذي اغتيل في دمشق في عام 2008.

عنصر من «حزب الله» يتوعد بالثأر لضحايا إسطنبول

تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أمس صورة يظهر فيها عنصر من «حزب الله» وهو يحمل السلاح ويهدد مرتكبي مجزرة اسطنبول في ملهى «رينا».

وظهرت إلى جانب العنصر ورقة مدون عليها التعليق الآتي: «الياس ورديني ريتا الشامي وهيكل مسلم... قسما سننتقم لكم».