الصناديق السيادية لا تضمن استدامة الوضع المالي مهما بلغ حجمها

دول الخليج تتجه إلى ضغط نفقاتها بكل تبعاته غير الشعبية

نشر في 08-01-2017
آخر تحديث 08-01-2017 | 00:04
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
الحسنة الوحيدة لحقبة رواج سوق النفط، هي أنه رغم ذلك الإنفاق الباذخ، تمكن معظمها من تحقيق فوائض دعمت من حجم صناديقها السيادية.
استعرض تقرير الشال الاقتصادي الأسبوعي الحقب المختلفة التي مرت بها دول مجلس التعاون الخليجي، وأشار التقرير إلى أنه على مدى 8 سنوات من حقبة رواج سوق النفط (2006-2013)، زادت دول مجلس التعاون الخليجي الست نفقاتها العامة بمعدل نمو سنوي مركب، في حدود 15.2 في المئة، لم يثنها عن التوسع المالي غير المحمود والخطر، مبينا أن رواج سوق النفط لن يدوم، ولافتا إلى تجربة أليمة ومماثلة ألمت بها بعد توسعها المالي ما بين منتصف سبعينيات القرن الفائت ونهايتها.

ويكاد العام الثالث ينتصف منذ دخل سوق النفط دورة ركوده، ومع المستوى المرتفع الذي بلغته نفقاتها العامة، أصبح السقف الأعلى الذي من الممكن أن يبلغه سعر برميل النفط في المستقبل، دون مستوى سعر التعادل لموازنات معظمها، وباتت مجبرة على تغطية العجز المالي بالاقتراض أو السحب من احتياطياتها المالية، إضافة إلى ضغط نفقاتها بكل تبعاته غير الشعبية.

وأضاف التقرير أن الحسنة الوحيدة لحقبة رواج سوق النفط، هي أنه رغم ذلك الإنفاق الباذخ، تمكن معظمها من تحقيق فوائض دعمت من حجم صناديقها السيادية، بلغ ذلك الحجم في 30/ 06 /2016 نحو 2.558 مليار دولار أميركي وفقا لتقرير معهد صناديق الثروات السيادية -Sovereign Wealth Funds Institute- الصادر في شهر سبتمبر 2016.

ورغم ضخامة الرقم، فإن توزيعه بين الدول الخليجية الست، وما حدث من تطورات على مختلف صناديقها أخيراً، يضع هذه الدول في مواقع متباينة، من حيث المدى الزمني الذي يوفره صندوقها السيادي لضمان استقرارها المالي.

الصندوق السعودي

فحجم الصندوق السيادي للإمارات - لأبوظبي معظمه - بلغ نحو 988 مليار دولار في 30/ 06/ 2016، وفقا للمصدر السابق، وزاد حجمه ما بين يونيو 2015 ويونيو 2016 بنحو 32 مليار دولار، ربما بسبب رواج أسواق العالم المالية خلال الفترة.

بينما ثاني أكبر صندوق سيادي، وهو الصندوق السعودي، البالغ حجمه نحو 598.4 مليار دولار، كما في

30/06/2016، فقد في عام واحد نحو 70.6 مليار دولار، أي انخفض من مستوى 669 مليار دولار، كما في 30/06/2015، إلى نحو 598.4 مليارا في

30/06/2016. وثالث أكبر الصناديق السيادية في الإقليم هو الصندوق الكويتي، حجمه بقى ثابتا عند 592 مليار دولار، ما بين نهاية يونيو 2015 ونهاية يونيو 2016.

ولعل السبب هو أن السحب لا يأتي مباشرة من احتياطي الأجيال القادمة، وإنما يحمل على الاحتياطي العام، ويؤثر لاحقا على احتياطي الأجيال القادمة. أكبر الإضافات خلال عام كانت من نصيب الصندوق السيادي القطري الذي ارتفع حجمه إلى 335 مليار دولار في 30/ 06/ 2016، بعد أن كان نحو 256 مليارا في 30/06/2015، ولم يذكر المصدر أي تبرير للإضافة البالغة نحو 79 مليارا في عام ضعيف الإيراد.

فئة مختلفة

فئة أخرى مختلفة تماما تشمل كلا من عُمان والبحرين، صندوقيهما السياديين صغيرين بما يخفض كثيرا من المدى الزمني لقدرتهما على امتصاص صدمة سوق النفط، فالصندوق السيادي العماني رغم ارتفاع حجمه إلى 34 مليار دولار في

30/06/2016 من نحو 19 مليار دولار في 30/ 06/ 2015، يظل بحجم 10.1 في المئة من حجم رابع أكبر الصناديق السيادية في الإقليم، والصندوق البحريني بحجم 10.6 مليارات دولار فقط. وعليه، وآخذاً في الاعتبار حجم الصندوق السيادي وحجم النفقات العامة وجدية جهود الإصلاح في كل دولة، يمكن ترتيب الدول الست وفقا لقدرتها على امتصاص صدمة سوق النفط لتأتي الإمارات الأفضل ثم قطر ثم الكويت ثم السعودية ثم عُمان ثم البحرين.

وقال التقرير إن هناك 3 ملاحظات لابد من ذكرها، الأولى، هي أن تلك الأرقام منسوبة لمصدرها، ولا نستطيع الجزم بدقتها، والثانية هي أن تلك الصناديق مهما بلغ حجمها لا تضمن استدامة الوضع المالي لأي من الدول الست ما لم يمول حجم معظم النفقات العامة من إيراداتها فقط، وليس الاقتطاع من أصلها أو الاقتراض بضمانه، والثالثة هي أن النجاح في مواجهة أزمة سوق النفط يتطلب حلولا جوهرية ومبكرة جدا من دون استثناء أحد من المساهمة في نصيبه من تبعاتها، وبشكل عادل.

دول الخليج مجبرة على تغطية العجز المالي بالاقتراض من احتياطياتها
back to top