«سفاح فلوريدا» خدم في العراق ومهووس بـ «داعش»

ترامب يقر بالقرصنة الروسية لكنه ينفي وجود دليل على تأثيرها على الانتخابات

نشر في 08-01-2017
آخر تحديث 08-01-2017 | 00:05
صورة أرشيفية لمنفذ الهجوم
صورة أرشيفية لمنفذ الهجوم
أثار الهجوم الذي شنه مسلح، أمس الأول، داخل مطار فورت لودرديل هوليوود الدولي بولاية فلوريدا الأميركية تساؤلات عدة بشأن طريقة وسهولة تنفيذه، وهوية المنفذ الذي تبين أنه عسكري أميركي سابق شارك في حرب العراق ولديه هلوسات حول تنظيم داعش الإرهابي.

وقد خلّف الهجوم الذي يعد الأول من نوعه على الأراضي الأميركية في العام الجديد 5 قتلى على الأقل، فضلا عن مصابين آخرين.

وأظهرت التحقيقات أن المهاجم، استيبان سانتياغو (26 عاماً)، وصل على متن رحلة قادمة من أنكوراج في آلاسكا، يحمل بندقية مؤمنة في أمتعته وهو ما تتيحه القوانين الأميركية إذ يحق لمن يحمل سلاحا مرخصا السفر به على أن يوضع بصندوق خاص ويغلق بقفل خاص، يفتح عند وصول الراكب، وقد استلم حقيبته، وتوجه لدورة المياه ولقم سلاحه بالذخيرة قبل أن يخرج ويفتح النار.

وسانتياغو، من مواليد نيوجيرسي، تم تسريحه بشكل مشرف من الحرس الوطني العام الماضي، وقام بالخدمة في العراق بين أبريل 2010 وفبراير 2011، وسبق له الحصول على نوط تكريم وكان يحمل هوية عسكرية.

وتمكن سانتياغو من قتل خمسة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين بجروح. وقال شهود عيان إن سانتياغو كان هادئا طيلة الوقت، وكان يستهدف من يحاولون الاختباء.

ولم يحاول الفرار، وبعد أن نفدت ذخيرته وضع سلاحه أرضا ولم يبد مقاومة عندما اعتقله عناصر الشرطة. كما أشارت أنباء الى مشاجرة كان سانتياغو طرفا فيها خلال الرحلة.

من جهتها، نفت متحدثة باسم السفارة الكندية بأن سانتياغو أتى من كندا أو كان على متن طائرة كندية.

ونقلت شبكة «سي بي إس نيوز» عن محققين اتحاديين أن رجلا يطابق مواصفات استيبان سانتياغو دخل قبل شهرين مكتبا للإف بي آي في منطقة أنكوريج، ليبلغ انه ارغم على العمل لمصلحة تنظيم داعش. وأبلغ المحققين بأنه يسمع أصواتاً داخل رأسه تدعوه للانضمام إلى داعش وإعلان الولاء لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، وقد أدخل آنذاك للمستشفى لتقييم حالته العقلية. وبالرغم من ذلك فإن محللين استبعدوا أن يكون مطلق النار الذي كان يحمل هوية عسكرية منتمياً لداعش.

الاستخبارات والاختراقات

الى ذلك، أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مجدداً أن عمليات القرصنة التي اتهمت الاستخبارات الأميركية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالوقوف وراءها لتقويض فرص المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، لم تؤثر على نتائج الانتخابات التي أوصلته للبيت الأبيض.

الا أنه أقر بإمكانية حصول عمليات قرصنة استهدفت الحزب الديمقراطي، وذلك عقب اجتماع له مع قادة أجهزة الاستخبارات.

وقال ترامب، في بيان صدر في ختام اجتماعه مع القادة، إن أعمال القرصنة المعلوماتية لم تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر الماضي.

وأضاف: «مع أن روسيا والصين ودولا أخرى ومجموعات وعناصر في الخارج يحاولون بشكل دائم اختراق البنى المعلوماتية لمؤسساتنا الحكومية، ولشركاتنا وبعض المؤسسات مثل الحزب الديمقراطي، إلا أنه لم يكن لذلك أي تأثير على الإطلاق على نتائج الانتخابات». وبعد البيان الذي وصف بأنه متوازن اعتبر ترامب، أمس، في تغريدة أن الإهمال الجسيم من قبل اللجنة الوطنية الديمقراطية سمح بعمليات القرصنة على عكس اللجنة الوطنية الجمهورية التي لديها دفاعات قوية.

وأضاف: «أثبتت الاستخبارات بقوة أنه لا يوجد دليل قوي على أن عمليات القرصنة أثرت على نتائج الانتخابات. أجهزة التصويت لم تمس»، موضحا أن السبب الوحيد وراء هذا النقاش «هو خسارة الديمقراطيين بشكل كبير الأمر الذي أحرجهم».

التقرير

وجاء في التقرير الذي يستند إلى معلومات جمعها كل من مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي، أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بالقيام بحملة قرصنة وتضليل إعلامي» تستهدف تسهيل انتخاب ترامب وتقويض حملة منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.

وأضاف التقرير أن الغرض من الحملة كان «تشويه سمعة كلينتون والتأثير على قدرتها» في الوصول الى الرئاسة، وعلى «احتمال توليها» السلطة.

ويتكتم التقرير على المصادر وطرق الحصول على المعلومات، وهو الامر الذي لن يؤدي الى اقناع المشككين بنتائجه، لكنه ولأول مرة يعلن بوضوح ان الكرملين اتخذ موقفا منحازا، وإن كان لا يسعى الى اثبات ان بوتين غير نتيجة الانتخابات.

وحذر التقرير من أن موسكو «ستطبق الدروس التي تعلمتها» من الحملة التي أمر بها بوتين خلال الانتخابات الاميركية، من أجل التأثير على الانتخابات في بلدان أخرى وبينها بلدان حليفة للولايات المتحدة.

وأشار التقرير الى أن الحملة التي قادتها موسكو للتأثير على الانتخابات الاميركية جاءت في إطار «استراتيجية اتصال» مستوحاة من الأساليب السوفياتية، من بينها «العمليات السرية، ووسائل الإعلام الرسمية، و(اللجوء الى) طرف ثالث ومستخدمين للشبكات الاجتماعية (...)» يتقاضون أموالاً.

ووعد الرئيس المنتخب الذي سيتولى مهماته في 20 يناير بوضع خطة لمكافحة القرصنة خلال الأيام التسعين الأولى من ولايته.

وفي تصريحات معبرة عن وجهة نظر العديد من الجمهوريين، استغل رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين صدور التقرير من أجل اتهام روسيا بالإقدام على «محاولة واضحة للتدخل في نظامنا السياسي»، لكنه شدد على عدم وجود أدلة على حصول تلاعب في الأنظمة الانتخابية بحد ذاتها.

وتابع راين: «لا يمكننا السماح (...) باستغلال هذا التقرير لنزع الشرعية عن الانتصار» الذي حققه ترامب.

وفي مقتطفات من مقابلة تذيعها شبكة «إيه بي سي» اليوم، قال أوباما إن «الروس كانوا ينوون التدخل، وقد تدخلوا في الانتخابات الأميركية».

وأضاف: «ما يقلقني هو إلى أي مدى رأينا الكثير من الجمهوريين او المنتقدين او المعلقين يظهرون ثقة اكبر بفلاديمير بوتين من ثقتهم بنظرائهم الاميركيين، فقط لان اولئك ديمقراطيون. لا يجب ان يكون الوضع كذلك».

back to top