عيد الأقباط يمر بسلام والسيسي في الكاتدرائية للعام الثالث
● مقتل مسيحي وزوجته بظروف غامضة
● الحكومة تُقرر رفع أسعار الدواء والصيادلة يقاضونها
للعام الثالث على التوالي، حضر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي صلوات قداس عيد الميلاد المجيد، أمس الأول، مؤكدا الانتهاء من ترميم جميع الكنائس المحترقة خلال أغسطس 2013، معلنا تبرعه لبناء كنيسة ومسجد في العاصمة الإدارية الجديدة، فيما توعد نقيب الصيادلة بالاستمرار في تصعيدهم لتنفيذ الحكومة مطالبهم.
وسط أجواء أمنية مشددة، احتفل نحو 10 ملايين مسيحي، أمس، بعيد الميلاد المجيد، حسب التوقيت الشرقي، بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس الأول، صلاة قداس العيد في مقر الكاتدرائية المرقسية في ضاحية العباسية، وسط القاهرة للعام الثالث على التوالي.الحضور الذي فوجئ بدخول السيسي بصحبة بابا الأقباط وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، قبل بداية صلاة القداس، لتكون هذه هي المرة الأولى التي لا يكون البابا مضطرا فيها لقطع القداس للاستماع لكلمة الرئيس، حيث ألقى الحضور الورود على الرئيس معلنين ترحيبهم به، في أجواء احتفالية صاخبة، جاءت بعد نحو شهر من تبني تنظيم داعش تفجير الكنيسة البطرسية، الملاصقة لمبنى الكاتدرائية.ووسط استنفار أمني وتدابير احترازية، وجه السيسي التحية للحضور، وقال: "كل عام وأنتم بخير، ورغم تأخرنا في ترميم الكنائس التي أضيرت في أغسطس 2013، فإن البابا لم يتحدث معي مرة واحدة بشأن الموضوع دا رغم انه حقكم"، مؤكدا الانتهاء من ترميم جميع الكنائس التي تم حرقها، وتابع: "هناك كنيسة في المنيا وأخرى في العريش لسه مخلصتش لوحاتها الزيتية حتخلص خلال أسبوع أو 10 أيام".
وأكد السيسي: "2018 ذكرى مرور 50 عاما على إنشاء الكاتدرائية، والسنة المقبلة في العاصمة الإدارية الجديدة لازم يكون فيه أكبر كنيسة ومسجد في مصر، وأنا أول المساهمين فيهما، والسنة الجاية سوف نحتفل بالافتتاح، والتنوع ربنا خلقه عشان نحترمه، والاختلاف إرادة إلهية، من يرفضها أو يحاول يغيرها مش فاهم الحكاية ايه"، وتابع: "أنا هنا في بيت من بيوت الله، فيا رب احفظ أمن مصر، واغننا بفضلك عمن سواك".من جانبه، قال البابا تواضروس: "نعتز كثيرا بتهنئة الرئيس السيسي ومشاركته وحضوره مهنئا، الرئيس قدم لنا صحبة الورد هذه تذكارا لأسماء الشهداء والمصابين، نشكره على الوعود الطيبة والمشروعات الجديدة والعاصمة الإدارية، وهي إحدى المشروعات العملاقة في مصر".وفي حين علمت "الجريدة" أن السيسي تبرع بـ100 ألف جنيه، (نحو 5000 دولار) لبناء المسجد والكنيسة بالعاصمة الإدارية، اعتبر المفكر القبطي سليمان شفيق زيارة السيسي للكاتدرائية تطبيقا فعليا لفكرة الدولة المدنية.
جريمة المنوفية
وفي وقت سابق، لقي موظف قبطي وزوجته مصرعهما بطعنات داخل منزلهما في محافظة المنوفية شمال القاهرة، في ظروف غامضة، قبل ساعات من الاحتفال بعيد الميلاد، وبعد أيام قليلة من ذبح قبطي في الإسكندرية.وأكدت السلطات الأمنية، أمس الأول، مصرع كل من جمال سامي، (60 عاما)، موظف بالمعاش، وزوجته نادية أبوصليب (45 عاما)، موظفة بتأمينات تلا، بطعنات متفرقة داخل منزلهما في ظل ظروف غامضة.وبحسب التحقيقات، فإن المنزل قديم ومكون من دور واحد، والجاني تسلل إلى الشقة بعد كسر شباك السلم للدخول منه. وذكرت بعض المصادر أن جيران المجني عليهما "اكتشفوا وجود علامة X باللون الأزرق، ومكتوب تحتها كلمة أسرة على حائط المنزل من الداخل"، مؤكدين أن العلامة لم تكن موجودة من قبل.وألقت أجهزة الأمن القبض على اثنين من المشتبه بهم في مقتل الزوج والزوجة، وقال مصدر أمني لـ"الجريدة": "هناك جهود أمنية مكثفة للوقوف على ملابسات ودوافع الحادث الغامض"، كما بدأت النيابة العامة تحقيقاتها بعد معاينة موقع الجريمة، وقيام خبراء أدلة البحث الجنائي برفع البصمات، وتوسيع دائرة البحث والتحري.رفض الزيادة
على صعيد آخر، تصاعدت الأزمة بين الحكومة ونقابة الصيادلة، بعدما أعلن وزير الصحة أحمد عماد بدء تطبيق زيادة أسعار الأدوية اعتبارا من الخميس المقبل، بواقع 15 في المئة للأدوية المحلية، و20 في المئة للمستوردة، والزيادة لن تشمل أدوية الأمراض المزمنة، وأعمال اللجنة الوزارية ستنتهي في موعدها المحدد 12 الجاري.وكانت نقابة الصيادلة أعلنت في وقت سابق عزمها تنظيم إضراب جزئي بدءا من 15 الجاري، يبدأ بغلق الصيدليات 6 ساعات يوميا، لمدة أسبوع، إلى أن يتم تصعيد الإضراب إلى غلق الصيدليات نهائيا والتوقف عن العمل، على خلفية طلب الصيادلة رفع هامش ربحهم في الأدوية المحلية إلى 25 في المئة و20 في المئة على الأدوية المستوردة، شريطة ألا ترفع الحكومة سعر الدواء على المستهلك.وقال نقيب الصيادلة محيي عبيد، لـ"الجريدة" أمس، "لا نعلم شيئا عن القرارات الأخيرة، والحكومة اتخذتها منفردة وعلى عكس مطالبنا"، مشددا على أن الزيادة الجديدة التي تم إعلانها تخدم فقط شركات الأدوية على حساب المواطن البسيط، موضحا أن النقابة قامت بإخطار الوزير على يد محضر بأنه في حال تطبيق قرار رفع أسعار الدواء فستتم مقاضاة الوزير لوقف تنفيذ القرار.القاهرة و «حماس»
على صعيد منفصل، وفي إطار التحسن الملموس في العلاقات بين القاهرة وحركة حماس الفلسطينية، علمت "الجريدة" أن نائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية سيقوم بزيارة مرتقبة لمصر قادما من قطر، بالترتيب والتنسيق مع جهاز المخابرات العامة، لبحث الملفات المشتركة، بما فيها المصالحة بين "حماس" و"فتح"، والتعاون المشترك لتأمين الحدود بين سيناء وقطاع غزة، خاصة في ظل تأكيد الحركة بعدم السماح مطلقا بالإضرار بالأمن القومي المصري.وقال مصدر مطلع لـ"الجريدة": "الزيارة تأتي في ظل إعادة ترتيب العلاقات بين الطرفين، خاصة ما يتعلق بملف معبر رفح وتطويره وفتحه بشكل متطور كمعبر للأفراد والتجارة، لربط اقتصاد غزة بمصر، وأيضا ملف أمن الحدود، إضافة إلى بحث مستقبل القضية الفلسطينية بعد التطورات الدولية وتولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة".
الرئيس يتبرع بـ 100 ألف جنيه لبناء أكبر مسجد وكنيسة في العاصمة الإدارية