زهران لـ الجريدة•: هناك أراضٍ منهوبة بـ 2 تريليون جنيه
«لابد من استفتاء بشأن الجزيرتين... والإحالة إلى البرلمان مخالفة لأن الرئيس لم يوقع»
حذّر البرلماني السابق، د. جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية في جامعة «قناة السويس»، من أن الشعب المصري سيقوم بمحاصرة مقر البرلمان في حال إقرار النواب اتفاقية «ترسيم الحدود البحرية» بين مصر والسعودية، التي تنقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من القاهرة للرياض.
وأضاف زهران -خلال مقابلة مع "الجريدة"- أنه لابد من الرجوع إلى الأصل، وإجراء استفتاء شعبي على الاتفاقية... وفيما يلي نص الحوار:
وأضاف زهران -خلال مقابلة مع "الجريدة"- أنه لابد من الرجوع إلى الأصل، وإجراء استفتاء شعبي على الاتفاقية... وفيما يلي نص الحوار:
• ما تقييمك لدور الرقابة الإدارية الآن؟- لابد من توجيه الشكر إلى الأجهزة الرقابية، لكننا نأمل مكافحة الفساد، وأنا أعلم أن هناك 26 ألف فدان، تم توزيعها على شركات الأراضي، بطريقة خاطئة، لابد من إعادتها إلى الدولة، وهي أراض تقدر بحوالي 20 مليار جنيه، والشعب يريد حقه من هذه الأراضي المنهوبة، وهناك أراض منهوبة تقدر بـ 2 تريليون جنيه مصري.• لماذا ترفض إحالة اتفاقية "ترسيم الحدود البحرية" للبرلمان وهو صوت الشعب؟
- مجلس النواب هنا، في هذه الحالة، لا يعبر عن الشعب، لأنه من الممكن أن يخضع لتوازنات وضغوط وتشابك مصالح، تجعله يفرط في الأرض، لذا فإن الرجوع للأصل يلغي الفرع، ولابد من استفتاء شعبي ويتحمل الشعب المسؤولية، وسيكون الرئيس والمجلس والحكومة والقضاء مدانين إذا رفضوا الرجوع للشعب.• وما سبب طعنك على قرار الحكومة بعرض اتفاقية "ترسيم الحدود" على مجلس النواب؟- الحكومة لا تمتلك سلطة عقد اتفاقيات تتعلق بأعمال السيادة، والمادة "51" وضعت في الدستور لمواجهة محاولات "الإخوان" في التنازل عن جزء من سيناء للفلسطينيين، ومحاولتهم للتنازل عن "حلايب وشلاتين" للسودان، وليس من اختصاص الحكومة أو البرلمان أو رئيس الجمهورية التفريط في الأرض، كما أن الرئيس هو مَن يختص بتوقيع أي اتفاقية تتعلق بأعمال السيادة، ثم يحيلها للبرلمان للموافقة ثم تعود إليه للتصديق عليها، وما حدث هو أن الحكومة المصرية حوَّلت الاتفاقية إلى البرلمان، ورئيس الحكومة هو من وقَّع عليها، وهذه مخالفة، لذا قمنا بالطعن على قرار الحكومة بتحويل الاتفاقية إلى مجلس النواب.• لماذا كانت التحركات الجماهيرية ضد الاتفاقية محدودة؟ - المحاولات الجماهيرية رمزية، لكن لو تم إقرار البرلمان بسعودية الجزيرتين فإنني أحذر أعضاء البرلمان من المشي في شوارع مصر، لأن الشعب سيحاصر البرلمان, ومن المعروف أن المصري يصبر على "قوت يومه"، لكنه لا يصبر على أرضه، التي يعتبرها عرضه.• هل اختفت التعددية الحزبية في مصر؟- السياسة بالفعل غائبة في مصر، والدليل تصدي الرئاسة للحوار مع الشباب، رغم أنه دور الأحزاب السياسية، لذا طالبت بضرورة فرم جميع الأحزاب السياسية وإنشاء أحزاب كبرى تستوعب نصف مليون عضو، من 15 محافظة مصرية على الأقل بدلاً من تلك الدكاكين السياسية التي لا تصلح للعمل العام.• هل يمكن أن تحل النقابات العمالية والمهنية محل الأحزاب؟- لا طبعاً، لأن عمل النقابات قائم على نشاط الأحزاب، فعندما تكون الأحزاب قوية تكون النقابات باختلاف أنواعها نشيطة وقوية ومؤثرة، لكننا نعاني في مصر الخمول والجمود في الحياة السياسية، بعد 30 يونيو 2013، مع وجود تدمير ممنهج للمبادئ الدستورية، فلماذا تبقي الدولة حتى الآن على الأحزاب الدينية، إضافة إلى أن المادة 103 من الدستور تشترط تفرغ النواب للعمل في البرلمان، وهناك كثير من النواب لديهم أعمالهم الخاصة ومازالوا على قوة البرلمان.• ما تقديرك للجهود المبذولة لتنمية إقليم قناة السويس؟- أنا من مؤيدي هذا المشروع بقوة، على خلفية أننا نتعامل مع إقليم قناة السويس وسيناء، وتاريخياً ثبت أن 90 في المئة من محاولات غزو مصر واحتلالها جاءت من الشرق، فعندما تتحول سيناء إلى كتلة سكنية ومشروعات فمن المستحيل أن يحدث غزو أو تكون مكاناً يؤوي الإرهابيين.