في ندوة أقيمت أخيراً في جامعة الإسكندرية، قال الفخراني: «الفقراء الحقيقيون في المجتمع المصري لم يشتكوا من زيادة الأسعار، بل اشتكت الفئة الطموحة التي تريد أن تزيد من دخلها». وأضاف: «من يشتكي هو من يريد أن يحسن من مستواه. مثلاً من لديه سيارة ويطمح إلى شراء سيارة أفضل. إنما الفقير الحقيقي لم يشتك من الأسعار». في إثر ذلك، طالبه كثير من جمهوره بعدم الحديث في السياسة، كذلك كان لفنانين رأيهم في كلامه، إذ طالبه الشاعر أمير طعيمة في إحدى تغريداته بمقابلة الفقراء، والاستماع إليهم وإلى مشاكلهم بدلاً من الحديث عن الفئة التي لا يعرف غيرها من المحيطين به والتي لا تتضرر من الإجراءات الاقتصادية وموجة الغلاء التي تشهدها مصر أخيراً.

ورغم أن زوجة الفخراني هي النائب في البرلمان لميس جابر المعروفة بآرائها السياسية المعادية لثورة يناير والمؤيدة دوماً لسياسات الحكومة المصرية، خصوصاً ارتفاع الأسعار، فإنها تجنبت الأحاديث السياسية. وكان الفخراني أيضاً اعتاد الغياب عن أية مناسبات عامة، والاعتذار عن عدم استلام التكريمات التي يحصل عليها تجنباً للحديث في الشأن العام. حتى أنه لم يجرِ لقاءات صحافية منذ سنوات، مكتفياً بظهوره على المسرح، وبلقاءات محدودة للغاية تلفزيونياً يقتصر فيها الحديث على مشاريعه الفنية الجديدة.

Ad

يُذكر أنه يقدّم راهناً «ألف ليلة وليلة» على مسرح الدولة، وهي المسرحية الأعلى إيراداً بتاريخ المسرح خلال السنوات الأخيرة، وستعرض في عدد من الدول العربية قريباً.

التصريحات السياسية لبعض الفنانين كانت أثارت جدلاً واسعاً في مصر، خصوصاً خلال أيام الثورة، إذ تشكلت قوائم سوداء للنجوم الذين عارضوها، ودعا كثيرون إلى مقاطعة أعمالهم في السينما والتلفزيون. لعل الأبرز في هذا المجال طلعت زكريا إذ فشل فيلمه «الفيل في المنديل» في تحقيق أية إيرادات رغم اعتذاره عن تصريحاته المناهضة للثورة حينها قبل أن يعود ليتمسك بها، كذلك سماح أنور وحسن يوسف ونجوم آخرون.

وزكريا الذي تراجع لبعض الوقت عن الحديث في السياسة، عاد إليها بقوة منذ عامين، وأصبحت جزءاً أساسياً من تصريحاته، ما عرضه لانتقادات كثيرة واتهمه البعض بتحول موقفه السياسي والحديث لتأييد السلطة، طمعاً في تحقيق مكاسب خاصة، علماً بأن آراءه تسببت في إحجام المنتجين عن التعاون معه.

عمرو مصطفى وآمال ماهر

يعتبر عمرو مصطفى أحد أشهر الفنانين الذين انخرطوا في السياسة خلال السنوات الماضية، لكنه أعلن أخيراً اعتزاله الكلام فيها، مفضلاً التركيز على الغناء والتلحين. كذلك أكّد أن السياسة صنعت له أعداء كثيرين وشغلته عن مشاريعه الفنية، موضحاً أنه يستعد لطرح ألبوم جديد بعد غياب سنوات عن الساحة، وأشار إلى أنه يسعى لأن يقيمه الجمهور كفنان بعيداً عن آرائه السياسية.

ومصطفى ليس الفنان الوحيد الذي أعلن اعتزال السياسة بشكل مباشر، بل ثمة عدد آخر من زملائه اتخذوا الخطوة نفسها ولكن من دون إعلانها صراحةً من بينهم عمرو دياب ومحمد منير وأنغام، وإن كانت الأخيرة صرحت بأنها تدعم كل خطوة تساعد على بناء مصر، رافضة الخوض في مزيد من التفاصيل.

أما آمال ماهر فأوقفت تصريحاتها السياسية بشكل كامل، وتعتذر عن عدم التطرق إلى هذا الجانب في المقابلات الصحافية، كذلك ابتعدت ليلى علوي بدورها عن هذا المجال، مكتفية بتصريح سابق طالبت فيه بالعفو عن الرئيس الأسبق مبارك لأسباب صحية.