خاص

مصر: العرابي لـ الجريدة•: السلام مع إسرائيل قلّل أهمية «تيران وصنافير»

وزير الخارجية الأسبق: يجب عدم الإفراط في التفاؤل بعهد ترامب لأن سياسته مبنية على عدم التوقع

نشر في 09-01-2017
آخر تحديث 09-01-2017 | 00:05
 وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي
وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي
اعتبر وزير الخارجية المصري الأسبق، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، محمد العرابي، أن اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل قلل الأهمية الاستراتيجية لجزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر.
ووصف العرابي، خلال حوار مع "الجريدة"، إعلان دول خليجية الاستثمار في "سد النهضة" الإثيوبي بـ"المكايدة" لمصر، وفيما يلي نص الحوار:

• هل لا تزال جزيرتا تيران وصنافير بالأهمية الاستراتيجية نفسها التي كانتا عليها من قبل؟

- اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، قللت أهمية الجزيرتين المتحكمتين في الملاحة في خليج العقبة، حيث ضمنت الملاحة عبر الجزيرتين، وبالتالي لم تعد الجزيرتان بذات الأهمية التي كانتا عليها في عام 1967، حيث الحرب المصرية الإسرائيلية، وفي حال إقرار اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية ستصبح المملكة طرفاً في معاهدة السلام، كون الجزيرتين متضمنتين في اتفاقية السلام، ولا يمكن الحديث باسم السعودية في هذا الشأن، لكن سيكون هناك نقاش لإعادة صياغة الملاحق المختصة بالجزيرتين في اتفاقية السلام.

• أنت من المؤيدين لإرسال اتفاقية الترسيم إلى البرلمان؟

- بالطبع فإرسال الاتفاقية إلى البرلمان عمل دستوري، ولابد أن يأخذ المجلس وقته في البحث بعيداً عن العاطفة والسياسة، وفي كل الأحوال لابد أن يهدأ الشارع، ويدرك الشعب المصري أن الدولة لها مبادئ لا تحيد عنها، وللعلم فإن هناك كُتبا عالمية في القانون الدولي لأساتذة مشهورين تؤكد سعودية الجزيرتين، وفي كل الأحوال، أنا مع فتح نقاش هادئ يُديره متخصصون في البرلمان حتى يتم التوصل إلى قرار نهائي حول الاتفاقية.

• ماذا عن العلاقات المصرية الخليجية بعد الكشف عن مساعي بعض الدول الاستثمار في سد النهضة الإثيوبي؟

- فيما يخص العلاقات "المصرية – السعودية"، أتوقع أن تكون هناك بداية جديدة في العلاقات قائمة على الوضوح والصراحة والاحترام المتبادل، ولا يمكن أن يكون الموقف المصري من الأزمة السورية أحد أسباب توتر علاقات البلدين، وفي كل الأحوال لا أرى خلافاً استراتيجياً بين البلدين، خاصة أن الوضع الدولي الحالي في ظل إدارة أميركية جديدة ووجود روسي غير مسبوق في الشرق الأوسط يحتم على الدول العربية، خاصة مصر والسعودية، أن يكون لها رؤى مشتركة وموقف موحد.

• هل تتفق مع التفاؤل المصري بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض؟

- لابد ألا نفرط في حجم التفاؤل، لكن من الممكن أن يكون هناك اختلاف في السياسة الأميركية لمصلحة مصر، مع الأخذ في الاعتبار أن إدارة ترامب ستكون مبنية على عدم التوقع، فربما تتسبب سياسته في إحراج مصر دولياً، فإدارته قائمة على التأييد المطلق لإسرائيل، ولو قرر نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس فسيضع مصر في موقف محرج.

• كيف تُقيم الموقف المصري من الملف الليبي؟

- الملف الليبي حساس ويتعلق بالأمن القومي المصري، وهناك محددات تسير عليها مصر، بخطى سريعة لا تنتظر المبعوث الأممي أو خطوات الدول العربية، ومصر تتخوف من أن تتحول ليبيا إلى بؤرة إرهاب دولي، بعد تضييق الخناق على العناصر الإرهابية في سورية والعراق. وأتصور أنه بإمكاننا أن نصل لنتائج إيجابية في ذلك الشأن كون طبيعة الشعب الليبي تختلف عن نظيره السوري، فالشعب الليبي تقريباً نسيج واحد وغير منقسم إلى فرق عرقية أو طائفية.

back to top