أشاد قبل نحو خمسة أشهر، من بدء امتحانات شهادة الثانوية العامة، المقررة في شهر يونيو المقبل، قررت وزارة التربية والتعليم، لأول مرة في مصر، تطبيق نظام "البوكليت" في امتحانات العام الجديد، 2017 للقضاء على ظاهرة "الغش الإلكتروني"، وتسريب الامتحانات، التي اربكت امتحانات الثانوية، خلال الأعوام الماضية.وفي حين أعلن وزير التربية والتعليم، الهلالى الشربيني، الخميس الماضي، أن "البوكليت" يهدف إلى تحقيق التكافؤ التعليمي للطلاب، والحرص على منع الغش، حيث يتضمَّن النظام الجديد أن تكون جميع الأسئلة الواردة في ورقة الامتحان (نحو 60 سؤالاً) إجبارية، شاملة المنهج كله، سادت مواقع التواصل الاجتماعي، اعتراضات أهالي الطلاب وعدد من المعلمين، على النظام الجديد، الذي يجري تطبيقه من دون حوار مجتمعي، خلال منتصف العام الدراسي، من دون تدريب المعلمين أو الطلاب على هذا النظام.
وفي حين امتدح عضو لجنة التعليم في البرلمان، النائب عبدالرحمن برعي، النظام الجديد، كونه يُوفر الأموال ويسهم في التقليل النسبي من حالات الغش الإلكتروني، مضيفاً: "هذا النظام يتم تطبيقه في أكثر من 100 دولة"، اعترض وكيل وزير التربية والتعليم سابقاً، طارق نورالدين، على تطبيق النظام، لأن غياب الأسئلة "المقالية" يؤدي إلى غياب التفكير والتعبير والاستنباط لدى الطلبة، مشيراً إلى أن الامتحانات بهذا النظام ليست امتحانات موضوعية، بخاصة أن جميع الأسئلة إجبارية، مضيفاً: "البوكليت سيؤدي إلى زيادة الغش الإلكتروني والغش الجماعي داخل اللجان، بل سوف يساعد عليه بكل أسف، لأن أسئلة الاختيار بين المتعدد تسهَّل الغش بين الطلاب مهما تعددت نماذج الامتحان الواحد في اللجنة، وأطالب الوزارة بالرجوع عن هذا القرار، خاصة أن طلاب الثانوية العامة غير مدربين على مثل هذه الامتحانات". الخبير التربوي د. كمال مغيث قلل من أهمية النظام الجديد، معتبراً أن تطبيقه لن يقضي على الغش، وأضاف: "الأزمة هي فشل المنظومة التعليمية من مناهج وتدريس وفي النهاية الطالب ينجح لكنه لا يحصِّل معلومات يستفيد منها فيما بعد". يُذكر أن وزارة التربية والتعليم تقوم الآن، بإعداد النماذج التجريبية لامتحانات الثانوية العامة وفق النظام الجديد، للعام الدراسي الحالي 2016/2017، لتحميلها على موقع الوزارة الإلكتروني، ووضع كل نموذج على أربع صور مختلفة يراعى فيها اختلاف ترتيب الأسئلة، مع توحيد شكل الغلاف.
دوليات
مصر : هل يقضي تطبيق نظام «البوكليت» على الغش وتسريب الامتحانات؟
09-01-2017