فجر انتحاري من عناصر تنظيم "داعش" سيارة مفخخة كان يقودها في سوق للخضار بحي جميلة شرق العاصمة بغداد، أمس، راح ضحيتها 13 شخصا، وأصيب أكثر من 50 بجروح، فيما وقع تفجير آخر بمنطقة البلديات شرق العاصمة أسفر عن مقتل وجرج العشرات.

وقال مصدر من الشرطة العراقية إن المهاجم قاد سيارة صوب بوابة السوق في حي جميلة الذي تقطنه أغلبية شيعية، وفجرها بعد أن فتحت قوات الأمن النار على السيارة.

Ad

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم، في بيان بثه على الإنترنت، قال فيه "عملية استشهادية بسيارة مفخخة تستهدف تجمعاً للشيعة بمنطقة علوة جميلة شرقي بغداد".

ويكثف التنظيم تفجيراته على العاصمة بغداد كي يخفف الضغط عليه من قبل القوات الأمنية العراقية في الموصل.

وتقدمت القوات العراقية على بعد نحو مئات الأمتار من نهر دجلة الذي يمر وسط الموصل أمس الأول، مع إحراز العملية التي تقوم بها القوات ضد التنظيم الإرهابي نجاحاً.

الدور التركي

على صعيد آخر، كشف نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي محمد نوري عبدربه أمس، أن رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم الذي يزور العراق طلب الاطلاع على تفاصيل ومضمون مبادرة التسوية التي اقترحها زعيم التحالف الوطني الشيعي عمار الحكيم، الذي يرأس أيضا المجلس الإسلامي الأعلى.

وأكد عبدربه أن "تركيا وبعد زيارة رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم إلى الأردن وإيران، إضافة إلى زيارته المرتقبة الى مصر، ترغب في لعب دور مهم في التسوية".

التحالف الوطني

في سياق متصل، جدد التحالف الوطني الشيعي بعد اجتماع هيئته القيادية التزامهم بـ "مواصلة المسار الذي بدأه التحالف الوطني في مشروع التسوية الوطنية، وتحمله كامل المسؤولية عنه أمام الشعب بتفاصيل بنوده وتوقيت طرحه، وتوافر فرص نجاحه وفق الدستور والثوابت الوطنية"، موضحا أن "الهيئة القيادية شددت على ضرورة الاستمرار باللقاءات الوطنية والإقليمية والدولية، وإزالة جميع العقبات والشبهات التي تواجه مسيرة مشروع التسوية الوطنية".

وأشار البيان الى أن "المجتمعين شددوا على ضرورة الإسراع باختيار العناصر الكفوءة للوزارات الشاغرة، ولاسيما الأمنية منها".

يلدريم في أربيل

إلى ذلك، اكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، في مؤتمر صحافي مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني في أربيل أمس، أن إقليم كردستان العراق "وقف إلى جانبنا" خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو الماضي، معربا عن شكره لأربيل لإغلاقها مؤسسات في الإقليم تابعة لجماعة فتح الله غولن التي تتهمها أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب.

وقال يلدريم إن تركيا لديها هدف مشترك مع اقليم كردستان هو "القضاء على التنظيمات الإرهابية". وعلى صعيد العلاقات بين تركيا وأربيل، كشف المسؤول التركي أنه سيتم تشكيل لجنة اقتصادية بين أربيل وأنقرة من المقرر أن تعقد أول اجتماعاتها الشهر الجاري "لتقديم كل أنواع الدعم لإقليم كردستان العراق في المجال الاقتصادي من أجل تخطي الوضع الصعب الذي يمر به حاليا".

وجدد يلدريم تأكيده أن القوات التركية ستنسحب من معسكر بعشيقة في محافظة نينوى شمال العراق "عند استتباب الأوضاع" بها.

وكان يلدريم اجتمع في وقت سابق مع رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، حيث بحث الجانبان العلاقات الثنائية بين أنقرة وأربيل وملف "الإرهاب"، وقضية وجود أفراد من حزب العمال الكردستاني في جبل سنجار غرب نينوى.

وتفقد رئيس الوزراء التركي ورئيس إقليم كردستان قوات البيشمركة في جبل زرد بمنطقة بعشيقة. واطلع القادة الميدانيون يلدريم والبارزاني على أوضاع جبهات القتال والمناطق التي تمت استعادتها من تنظيم "داعش".

ترحيب إيراني

الى ذلك، رحبت إيران أمس بالاتفاق التركي - العراقي. وقال رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية في مجلس تشخيص مصلحة النظام، علي أكبر ولايتي، إن "طهران ترحب أيضا بتخفيف التوتر بين أنقرة وبغداد"، معتبرا أن "قرار الحكومة التركية باحترام مبادئ حسن الجوار ووحدة الأراضي العراقية يشكل خطوة ايجابية".

ورغم الموقف الإيراني، واصلت شخصيات سياسية محسوبة على نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي هجومها على زيارة يلدريم. واعتبرت النائبة عالية نصيف عن "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه المالكي أن "تركيا هي المستفيد الوحيد من زيارة يلدريم، والعراق لم يحصل إلا على وعود بشأن الانسحاب من بعشيقة"، مضيفة أن "الوفد التركي تعامل مع العراق كمكونات لا كدولة واحدة".