ما لا يعرف ترامب!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ولعل ما جعل النواب الأميركيين يهاجمون قرار مجلس الأمن الآنف الذكر هو الجهل بأن بلدهم، الولايات المتحدة الأميركية، قد رفضت وبقيت ترفض على مدى أعوام طويلة متلاحقة أي نشاط استيطاني إسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أي الأراضي التي احتلت خلال عدوان عام 1967، إضافة إلى الجهل أيضاً بأن هذا التصويت الذي جاء تظاهرياً وكاسحاً لن يغير في مسار الأحداث المتعلقة بهذه القضية شيئاً، وأنه لن يصح في النهاية إلا الصحيح، والصحيح هو أن العالم بأسره قد ضاق ذرعاً بهذه الدولة الإسرائيلية، ووصل إلى حد "القرف" مما بقيت تفعله منذ نحو نصف قرن وأكثر.والمعروف أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب كان قد أعلن في ذروة معركة انتخابات الرئاسة الأميركية، وما زال يكرر هذا الإعلان، أنه سينقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وإنْ تم هذا فعلاً فإنه سيضع الولايات المتحدة في مواجهة إدانة تاريخية، حيث من المعروف أن القيم والأعراف والقوانين الدولية تمنع أي دولة من إقامة سفارة لها في أرضٍ محتلة، ولذلك فإن كل إدارات أميركا التي تناوبت على البيت الأبيض منذ 1948 امتنعت عن نقل سفارتها إلى المدينة المقدسة حتى قبل احتلال عام 1967... فكيف بعد ذلك؟!ربما لا يعرف ترامب، الذي طلب منه نائب الرئيس الأميركي جون بايدن قبل يومين أن "ينْضُج"... أي أن يتوقف عن كل هذه التصرفات الطفولية التي لا تليق برئيس أهم وأكبر دولة في العالم، أن نقل سفارة بلاده إلى القدس، في ظل هذه الأوضاع الملتهبة في هذه المنطقة، وحيث بات الإرهاب يدق أبواب الغرب والولايات المتحدة بقبضة قوية، سيعطي التنظيمات الإرهابية حقنة قوية، وسيجعل ملياراً ونصف المليار من المسلمين يتعاطفون مع هذه التنظيمات التي من المفترض ألا تُوفِّر لها أي حجة لتبرير ما تقوم به من دمار وخراب، ومن أفعالٍ شائنة معادية للإنسانية ولبني البشر، في أي مكان من الكرة الأرضية.