اليمن: عملية «الرمح الذهبي» قد تحقق اختراقاً سياسياً

الإمارات تدرب وتجهز وحدات إسلامية سلفية

نشر في 10-01-2017
آخر تحديث 10-01-2017 | 00:00
القوات الموالية للحكومة اليمنية خلال اشتباكات ضد المتمردين في منطقة ذباب غرب اليمن
القوات الموالية للحكومة اليمنية خلال اشتباكات ضد المتمردين في منطقة ذباب غرب اليمن
أطلقت الحكومة اليمنية حملة لطرد المتمردين الحوثيين من المناطق الساحلية على البحر الأحمر، لكن سعيها لإنهاء النزاع الذي قتل فيه أكثر من سبعة الآف شخص لا تزال تعرقله الخلافات الداخلية.

وبدأت القوات الحكومية مدعومة بطائرات وسفن التحالف العربي بقيادة السعودية السبت الماضي، عملية «الرمح الذهبي» في منطقة ذباب على بعد نحو 30 كلم من مضيق باب المندب الاستراتيجي.

ووفقا لمصادر عسكرية، فإن الهدف الرئيسي للعملية طرد المتمردين الحوثيين من المناطق المطلة على البحر الأحمر على ساحل يمتد بطول نحو 450 كلم، وذلك عبر استعادة ذباب ثم مدينة المخا قبل التقدم نحو الحديدة ومنطقة ميدي القريبة من الحدود السعودية.

وبعد فشل سبع محاولات للهدنة أشرفت عليها الأمم المتحدة بمساعدة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، أصبح اليمن بلدا تمزقه الحرب التي تفتح الباب أمام الجماعات المتطرفة لشن هجمات وإيجاد موطئ قدم لها.

وبحسب دراسة صادرة عن «مجموعة الأزمات الدولية» في يناير الجاري، فإن الجانبين أصبحا «عالقين في دوامة، مما يتسبب في عرقلة المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة».

ويقول المحلل اليمني نجيب غلاب إن الجمود الحالي ناجم عن «حالة الانقسام الواضحة في البلاد، سواء في صف الشرعية أو في صفوف الحوثيين».

ويرى أن محور الرئيس هادي يشهدا «انقساما» خصوصا على المستوى العسكري حيث إن «هناك جيشا في الجنوب وجيشا في الشمال، ولا ترضخ وحدات الجيش في الجنوب للأوامر» الصادرة عن الحكومة، معتبرا أن «الوضع يستدعي إعادة ترتيب أوضاع الجيش ليأتمر بأوامر موحدة وبإرداة موحدة وألا يكتفي بارتباطه المباشر بقيادة التحالف».

وتقوم دول التحالف بتدريب وتجهيز وحدات لها انتماءات مختلفة، بينها تيارات إسلامية.

وبهدف التصدي لحزب الإصلاح الإسلامي النافذ في اليمن، قامت الإمارات ومن منطلق عدائها لجماعة الإخوان المسلمين التي يعتبر حزب الإصلاح ذراعها السياسية، بدعم التيار السلفي وإعادة تنظيمه عسكريا ممثلا بجماعة أبو العباس في تعز و»قوات الحزام الأمني» في عدن و«قوات النخبة» في حضرموت.

كما أن الحراك الجنوبي الانفصالي المنضوي ضمن معسكر هادي يجد نفسه في مواجهة مع الإسلاميين الموالين للرئيس اليمني لكونهم يرفضون انفصال الجنوب.

ويقول قائد انفصالي فضل عدم الكشف عن هويته إن «الجميع متفقون على محاربة الحوثي وجماعة صالح، لكنهم يختلفون حول مستقبل اليمن بعد التخلص من المتمردين وحلفائهم».

من جهته، يقر وزير الخارجية بوجود «تعدد في الرؤى» سببه «حالة الإحباط جراء ركود العملية السياسية والعسكرية»، لكنه يعتبر أن هذا التعدد يمكن «تجاوزه مع تحقيق المزيد من المكاسب العسكرية».

وترى الخبيرة في شؤون اليمن بـ»مجموعة الأزمات الدولية» أبريل آلي، أن القوات الحكومية التي أطلقت عمليتها العسكرية الأخيرة لديها «فرص أفضل على الساحل الغربي من الجبال حول صنعاء»، مضيفة: «ولذلك يبدو التحالف مصمما على استعادة أراض إضافية قبل إعطاء فرصة جديدة للمفاوضات».

back to top