وداع باهت لأوباما «صاحب الإنجازات»... والمزاج الأميركي بيد ترامب

● موسكو: اتهامات القرصنة «مطاردة ساحرات»
● بكين تهدد برد على لقاء كروز ورئيسة تايوان

نشر في 10-01-2017
آخر تحديث 10-01-2017 | 00:04
راجت مبيعات دمى قابلة للنفخ لدجاجة صممت على شكل وجه ترامب بمناسبة حلول سنة الديك في الصين لدرجة أن أحد المصانع ضاعف الكميات المنتجة منها مع اقتراب رأس السنة، وفي الصورة دمية وضعت الخميس الماضي أمام مصنع في مدينة جياشينغ (أ ف ب)
راجت مبيعات دمى قابلة للنفخ لدجاجة صممت على شكل وجه ترامب بمناسبة حلول سنة الديك في الصين لدرجة أن أحد المصانع ضاعف الكميات المنتجة منها مع اقتراب رأس السنة، وفي الصورة دمية وضعت الخميس الماضي أمام مصنع في مدينة جياشينغ (أ ف ب)
يلقي اليوم الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، باراك أوباما، خطاب الوداع، الذي يعدد فيه إنجازاته الملموسة على الصعيدين الاقتصادي والبيئي، في وقت لا يتوقع أن يحظى خطابه بمتابعة كبيرة، مع مواصلة خلفه المنتخب دونالد ترامب كسب المزيد من تأييد المزاج العام الأميركي المنجذب لخطابه الشعبوي.
لا أحد يمكنه أن يجادل في الإنجازات التي حققها الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي تنتهي ولايته بعد أقل من أسبوعين. على الأقل هذا ما يدّعيه الديمقراطيون والمثقفون الذين أيدوا عهده خلال سنوات حكمه الثمانية.

كما يمكن لأوباما أن يتفاخر بأن نسبة تأييده، وهو يغادر كرسي الرئاسة، تعادل ما ناله الرئيسان السابقان رونالد ريغان وبيل كلينتون.

لكن خطاب الوداع الذي سيلقيه اليوم بالكاد سيجري تذكره فيما التوقعات تشير إلى أن نسبة متابعيه لن تكون مرتفعة، اللهم إلا من أنصاره ومؤيدي الحزب الديمقراطي عموما وبعض المثقفين.

أوباما سيعدد على الأرجح إنجازاته، مذكرا بأنه من تمكن من إعادة العافية للاقتصاد الأميركي، وأنقذ صناعة السيارات، ووفر 15 مليون وظيفة، وقلّص الاعتماد على النفط المستورد، وخفض سعر المحروقات، وزاد من الطاقة النظيفة، ورفع مستوى الدخل، وقلص الفقر والبطالة إلى أدنى درجاتها، ووفر التأمين الصحي لأكثر من 20 مليون أميركي، وقتل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، وأعاد الجنود الأميركيين إلى البلاد، وأنجز اتفاقا لخفض تلوث البيئة وارتفاع حرارة الأرض، وعقد اتفاقا نوويا مع إيران.

تغيير وأزمة

لكن بدلا من أن يسمع أوباما كلمة شكراً من الشعب الأميركي، كان الأميركيون يقولون إن البلاد تسير في اتجاه خاطئ وصوتوا من أجل التغيير!

ومثلما كان انتخابه مؤشراً على أن تغييرا كبيرا حصل في مزاج الأميركيين وتفكيرهم عندما قبلوا به كأول رئيس أسود، يشير تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في العشرين من يناير الحالي إلى أن تغييراً في الاتجاه المعاكس في طريقه ليدمغ الحياة السياسية، ليس في الولايات المتحدة وحدها بل في العالم أيضاً.

وليس صحيحا في هذا المجال ما حاول أوباما أن يصوره على أن القرصنة الإلكترونية والتدخلات الروسية كانت من الأسباب الراجحة لتغيير مزاج الأميركيين.

فالتعقيدات السياسية والاجتماعية التي دخلتها الديمقراطيات الغربية وعلى رأسها الديمقراطية الأميركية، تشير إلى أزمة عميقة، يكفي لتلمس أبرز تجلياتها مراقبة السجال المندلع بين ترامب والمؤسسات الأمنية الدستورية، فضلا عن عملية اختيار أعضاء الإدارة الإميركية الجديدة وخلفية قسم كبير منهم وارتباطاتهم المالية والسياسية.

ليس أمراً بسيطا أن يتمكن ترامب من تحويل الحزب الجمهوري بين ليلة وضحاها إلى معجب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما أنه ليس أمراً هامشياً أن يتم القفز على الإجراءات الإدارية والأمنية قبيل عقد جلسات الاستماع، لتثبيت المرشحين الذين اختارهم ترامب لإدارته الجديدة.

انقلاب ووهن

وفيما يتوقع أن يتم تثبيت عدد من الوزراء وكبار الموظفين يومي الأربعاء والخميس، على رأسهم المرشح للخارجية ريكس تيلرسون، ولوزارة العدل جيف سيشون، يقود كبير الجمهوريين في "مجلس الشيوخ" ميتش ماكونيل حملة تسخيف اعتراضات الديمقراطيين على تثبيت المرشحين، في ما يشبه انقلابا سياسيا على تاريخه الشخصي وتاريخ الحزب الجمهوري نفسه في التعامل على الأقل مع الأدبيات الشكلية والأمنية في تعيين كبار المسؤولين في هذا المجال.

في المقابل يدرك الديمقراطيون أنه لن يكون في امكانهم سوى عرقلة تلك الترشيحات وتأخيرها، فالجمهوريون يضمنون السيطرة على الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، فيما اعتراضات ومشاكسات بعض أعضاء "الكونغرس" الجمهوريين من أمثال جون ماكين وليندسي غراهام وماركو روبيو، لن تتخطى تسجيل المواقف، فقد نجح ترامب حتى الساعة في تذليل كل الاعتراضات، عبر استخدام تغريداته الشهيرة على "تويتر" ليس اكثر، في ظل حالة الوهن التي تضرب الحزب الجمهوري، الذي تجاهد قياداته ورموزه للاحتفاظ برضا القاعدة الشعبية الذي تمكن خطاب ترامب الشعبوي من تعبئتها وراءه.

ساحرات «الكرملين»

إلى ذلك، انتقد "الكرملين" أمس التقرير الذي أعدته وكالات الاستخبارات الأميركية، واتهمت فيه روسيا بالوقوف خلف عمليات القرصنة، بهدف التأثير على الانتخابات الرئاسية التي فاز بها ترامب.

وقال المتحدث باسم "الكرملين" ديمتري بيسكوف، إن "مزاعم واشنطن بشأن محاولة روسيا التأثير على انتخابات الرئاسة أشبه بمطاردة الساحرات".

ونشرت أجهزة الاستخبارات الأميركية السبت الماضي تقريرا قالت فيه، إن "الرئيس فلاديمير بوتين أمر شخصيا بشن حملة قرصنة وتضليل إعلامي، لتقويض حملة المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون".

تهديد نووي

إلى ذلك، قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أمس الأول، إن قدرات الأسلحة النووية لكوريا الشمالية وبرامجها للصواريخ الباليستية تمثل "تهديداً خطيراً" للولايات المتحدة. وأضاف أن الولايات المتحدة مستعدة لإسقاط أي صاروخ تطلقه بيونغ يانغ أو تختبره "إذا جاء صوب أراضينا أو أراضي أصدقائنا وحلفائنا".

احتجاج صيني

في سياق منفصل، احتجت الصين بشدة أمس على اللقاء بين السناتور الجمهوري تيد كروز ورئيسة تايوان تساي انغوين، حتى أن صحيفة حكومية حذرت من رد انتقامي على ترامب إذا تخلى عن سياسة الصين الواحدة.

واثر اللقاء الذي جرى، أمس الأول، في ولاية تكساس أثناء توقف تساي في طريقها إلى أميركا الوسطى.

وكانت بكين، التي تعتبر تايوان إقليما متمردا، طلبت من واشنطن منع طائرة تساي من عبور الأجواء الأميركية في طريق الذهاب والعودة إلى أميركا الوسطى.

زيارة وسفارة

في هذه الأثناء، وصل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى الولايات المتحدة لمقابلة المستشارين المقربين من ترامب وقادة بارزين في "الكونغرس"، أمس، في زيارة يبحث خلالها العلاقات الثنائية وقضايا أخرى تخص السياسة الخارجية. من جهة أخرى، بعث الرئيس الفلسطيني محمود عباس برسالة إلى الرئيس الأميركي المنتخب، دعاه فيها إلى عدم نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى مدينة القدس، على اعتبار أن قرار سلطة الاحتلال الإسرائيلي بضم القدس الشرقية لاغ وباطل ومخالف للقانون الدولي.

وكان ترامب أعلن خلال حملته الانتخابية عزمه نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، التي تسعى إسرائيل لجعلها عاصمتها.

ستريب تنتقد ترامب الذي رد بالتشكيك في موهبتها

انتهزت نجمة هوليوود ميريل ستريب كلمة ألقتها بمناسبة تسلمها جائزة "غولدن غلوب"، وحولتها إلى هجوم على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، قائلة إنه كسر قلبها بمحاكاته بسخرية لصحافي معاق أثناء حملته الانتخابية. وقالت ستريب (67 عاما)، أثناء تكريمها بالجائزة عن مجمل أعمالها مساء أمس الأول، "كان هناك أداء واحد هذا العام أصابني بالذهول". وأضافت: "غرز مخالبه في قلبي. ليس لأنه أداء جيد. كانت تلك اللحظة التي قام فيها ذلك الشخص، الذي يسعى للوصول إلى أكثر المقاعد احتراما في بلادنا، بتقليد صحافي معاق".

وكانت ستريب، الحاصلة على ثلاث جوائز "أوسكار"، تشير إلى واقعة عام 2015، وسط حشد في ساوث كارولاينا، عندما أشاح ترامب بذراعيه وغير نبرة صوته مقلدا فيما يبدو الصحافي سيرج كوفاليسكي من صحيفة "نيويورك تايمز"، الذي يعاني إعاقة حركية. ورد ترامب سريعا، متهما الممثلة الكبيرة بأنها "خادمة" لمنافسته السابقة هيلاري كلينتون، علما أن ستريب كانت من مؤيدي بيرني ساندرز. وقال ترامب، في تغريدة فجر أمس، "ميريل ستريب من أكثر ممثلات هوليوود المبالغ في موهبتها". وبرر تقليده للصحافي بأنه كان يوضح كيف انسحق الصحافي "عندما غير كليا قصة كتبها قبل 16 عاما، بهدف أن يظهرني بمظهر سلبي".

back to top