عام مضى وأي عام كان؟
لم يكن العام الماضي كغيره من الأعوام، فقد امتلاء بالمفاجآت والأحداث، ولو ألقينا نظرة سريعة على الأحداث لوجدنا الآتي، الجزء الأول من عام 2016 استمرت الكويت بدورها الإنساني وشاركت من خلاله في المؤتمر الرابع للمساهمين في فبراير بالمملكة المتحدة، وعلى الصعيد الإقليمي احتضن الاجتماع الخليجي بالرياض المملكة المغربية تفعيلا للشراكة الاستراتيجية.أما في منتصف العام الماضي فقد شاركت الكويت في القمة الإنسانية العالمية في إسطنبول، واستكملت دورها في رأب الصدع وسط جيرانها في الفناء الخليجي، فاحتضنت في أبريل مشاورات السلام للأطراف اليمنية بإشراف الأمم المتحدة وفي قصر بيان، كما شهد منتصف العام انضمام الكويت للمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي. ومع سخونة الصيف ازدادت حرارة الأحداث السياسية فاتخذت أسلوبا انفصاليا، وذلك بالقرار التاريخي بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في يونيو بعد 43 عاماً من العضوية، تبعتها استقالة ديفيد كاميرون وفوز تيريزا ماي بزعامة حزب المحافظين، واستمرت الديمقراطية المباشرة بتصدرها الساحة السياسية.
بعد أن صوت البريطانيون لانفصال بريطانيا عن الاتحاد توجه الناخبون والمرشحون إلى وسائل التواصل الاجتماعي لخوض حرب إعلامية بين مؤيدي كلنتون ومعارضيها، غير عابئين بتسلل رجل الأعمال ترامب الذي أتقن اللعبة الإعلامية والتجارية، وقرأ السياسة الأميركية بعدسة راديكالية ساخرة أعجبت العدد الضخم من الذين سئموا الشعارات والوعود غير المجدية، فقرروا تأييد ترامب وسط ترويج نتائج استطلاعات الرأي لشعبية هيلاري كلينتون الصاعدة. أما تركيا ففي منتصف يوليو فاجأت العالم بخبر قرأته مذيعة في قناة محلية معلنة نجاح محاولة الانقلاب على النظام الحاكم، واستخدم إردوعان خدمة "الفيس تايم" لإعادة الأمور إلى نصابها وسط حبس العالم أنفاسه. بعدها وفي نوفمبر ظهرت نتيجة الانتخابات الأميركية مفاجئة العالم أجمع، وذلك بنجاح الرئيس المثير للجدل دونالد ترامب في الولوج للبيت الأبيض ليصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة بعد تفوقه على منافسته الديمقراطية كلنتون،ومحليا تم حل مجلس الأمة حلا دستوريا وأجريت الانتخابات بمشاركة من قاطع في السابق وأسفرت عن وصول وجوه شبابية واعدة، كما ابتدأ العام بشراكة خارجية لمجلس التعاون، فقد انتهى أيضا بشراكة خليجية بريطانية وذلك بقمة المنامة، والتي تزامنت مع حوار المنامة السنوي الاستراتيجي، فحضرت "المرأة المؤيدة للانفصال" تيريزا ماي والتي قادت وأيدت طلاق بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتوجت نهاية العام بزيارة الملك سلمان للكويت وتقليده وسام الكويت.واتسم العام الماضي أيضا باستمرار الهجرة المليونية من سورية إلى أوروبا وتركيا وخسارة دولنا العربية لشعب مبدع كالشعب السوري، فانهارت حلب وسط الضعف العربي والتدخل العالمي، واشتعلت أوروبا بالأعمال الإرهابية المؤسفة في نيس وبروكسل. أما من رحلوا خلال العام الماضي فأذكر منهم حمد الجوعان رمز العمل السياسي، وصاحب فكرة إنشاء مؤسسة التأمينات الاجتماعية، ورحل أيضا الرجل الذي كان قلبه نابضا بحب الكويت بقيادته للمركز العلمي ومبادرته منذ عشرة أعوام بتوظيف للشباب بفترة الصيف المهندس مجبل المطوع. وفي النهاية أتمنى لعامنا هذا حسن الطالع على دولنا واستقرارها وسط عالمنا المتغير.