مع إعلان وزارة الدفاع الروسية «اقتراب عملية تحرير ريف دمشق من الانتهاء»، شاركت فصائل المعارضة السورية في محادثات الخبراء الروس والأتراك، تحضيراً لمفاوضات أستانة المقررة في 23 الجاري، ومراجعة بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وخروقات نظام الرئيس بشار الأسد والميليشيات الموالية له وسبل التعامل معها.

وأعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن التحضيرات للقاء أستانة تجري بشكل مكثف وتمثيل روسيا فيها سيكون على مستوى الخبراء، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن نضيف المزيد من التفاصيل حالياً.

Ad

وفي حين يتضمن وفد المعارضة ممثلين عن الفصائل المقاتلة، والائتلاف الوطني المعارض والحكومة المؤقتة، ومعارضين مستقلين، إضافة إلى الهيئة العليا للمفاوضات، التي ستجتمع الجمعة في الرياض لبحث العملية، أكد ممثل منطقة الإدارة الكردية الذاتية (روج أفا) في باريس خالد عيسى أمس، أن الأكراد السوريين ليسوا مدعوين إلى مفاوضات أستانة، مشيراً إلى أنه «يبدو هناك فيتو على وجودنا».

ووفق عضو المكتب السياسي للجيش الحر، زكريا ملاحفجي، فإن الطرفين سيناقشان نتائج بنود اتفاق أنقرة، الذي نصّ على وقف شامل لإطلاق النار، والخروقات المتكررة من قبل قوات نظام الأسد، مشيراً إلى أن الفصائل ستطالب الجانب الروسي بالضغط على النظام للعمل على وقف هجومه في وادي بردى، وتسهيل حركة المرور منه وإليه، والسماح للجنة تقصي الحقائق لمعاينة الواقع الميداني، ودخول ورشات الصيانة لإصلاح منشأة نبع الفيجة.

وبعد أحد عشر يوماً من دخول الهدنة، التركية- الروسية، حيز التنفيذ، لم يوقف النظام بدعم من ميليشيات «حزب الله» عملياته العسكرية في وادي بردى، بل صعدها، بحسب ناشطين أفادوا بأن المعارك احتدت أمس في محاور عدة بمحيط مناطق عين الفيجة ودير مقرن وكفر العواميد وكفير الزيت، وسط استمرار القصف العنيف على محاور الاشتباك ومناطق أخرى في الوادي وجروده.

تحرير ريف دمشق

ولليوم الـ20 على التوالي، استمر أمس انقطاع مياه نبع الفيجة المغذية لأجزاء واسعة من العاصمة دمشق، ما جعل الاستياء في أوساط الأهالي يبلغ ذروته في ظل ارتفاع أسعار المياه المعدنية والمياه المباعة بشكل كبير ولجوئهم إلى مياه الآبار الموجودة في الشوارع والحدائق.

في هذه الأثناء، أعلن قائد هيئة الأركان الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف، أمس، أن «تحرير ريف دمشق من الإرهابيين في مرحلته النهائية»، مؤكداً أنه «تم فتح طريق النقل الرئيسي، الذي يربط العاصمة بشمال البلاد».

وأشار غيراسيموف إلى أن نشاط القوات الجوية الروسية، الذي بدأ في 30 سبتمبر 2015، «أحدث تغيراً جذرياً في مسار مكافحة الإرهاب في سورية»، مبيناً أنه خلال هذه الفترة «تم تدمير عصابات كبيرة في مناطق حماة وحمص، وتم تطهير محافظة اللاذقية من المقاتلين».

وفي وقت سابق، أكد وزير الدفاع سيرغي شويغو أن القوات الجوية الروسية «نفذت المهمة الرئيسية التي حددها القائد الأعلى الرئيس فلاديمير بوتين في سورية، على الرغم من عدم تلقيها دعماً كانت في حاجة ماسة إليه من جانب التحالف الدولي بقيادة واشنطن»، مشدداً على أن «تنفيذ هذه المهمة تطلب بذل كافة الجهود، والاستفادة من كل الإمكانيات، وتركيز مجموعة كبيرة من القوات، إضافة إلى مجموعة سفن من ضمنها حاملة طائرات، وإرسال قوات جوية إضافية ووحدات من الشرطة العسكرية».

وقال شويغو، خلال مؤتمر صحافي، «لم يقم التحالف الدولي بأي دور، لا بل كان دوره سلبيا، ولم نتلق أي دعم من جانبه»، مؤكداً أن قواته «علقت في أواخر العام الماضي كل العمليات القتالية في سورية باستثناء محاربة الإرهاب وتوجيه الضربات إلى تنظمي داعش وجبهة النصرة».

محطة حيان

وفي تطور ميداني، أقدم تنظيم «داعش» على تفجير محطة شركة حيان النفطية الكبرى، التي كانت تؤمن ثلث حاجات سورية من الطاقة الكهربائية، وذلك بعد شهر على سيطرته على المحطة الواقعة في شرق محافظة حمص. وأورد المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس الأول، أن التفجير الذي نفذه التنظيم في الـ48 ساعة الماضية «أخرج شركة حيان عن العمل». وأكد مصدر في وزارة النفط السورية انفجار المحطة، التي توقف العمل فيها منذ شهر بعد تقدم «داعش» في تدمر.

ونشر التنظيم الأحد تسجيل فيديو بعنوان «تفجير شركة حيان للغاز في شرق محافظة حمص» يظهر رجلاً يضع متفجرات ويربطها ببعضها بأسلاك، ثم ينتقل المشهد إلى صورة عامة لانفجار ضخم في المحطة.

ووفق مدير صحيفة «سيريا ريبورت» الإلكترونية جهاد اليازجي فإن «الطاقة الكهربائية التي كان يتم توليدها بفضل غاز شركة حيان يشكل ثلث الطاقة في البلاد تقريباً»، موضحاً أن هذه «المحطة تؤمن 3.7 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً، وتعد استثماراً صناعياً كبيراً، ومن أهم البنى التحتية الاقتصادية التي دمرت منذ مارس 2011».

عملية الإنزال

في غضون ذلك، وصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الكابتن جيف ديفيس عملية التحالف الدولي البرية النادرة في دير الزور بـ»الناجحة جداً» ورفض تقديم تفاصيل العملية، مكتفياً بالقول إن حصيلة القتلى أقل حجماً من التي أعلنها المرصد السوري، وهي 25 قتيلاً.

وأوضح ديفيس أن العملية نفذتها وحدة القوات الخاصة الأميركية المكلفة ملاحقة قادة الجهاديين، مبيناً أن هدف مثل هذه الهجمات ليس فقط تصفية هؤلاء القياديين، بل أيضاً جمع معلومات لعمليات أخرى لاحقاً.

«قسد» تنفي علاقتها بـ «العمال الكردستاني»

نفت القيادة العامة لقوات سورية الديمقراطية (قسد) أمس أن تكون جزءاً من حزب «العمال» الكردستاني، معربة عن أملها في «بناء علاقة صداقة متينة مبنية على الاحترام المتبادل مع جميع دول الجوار، بما فيها الدولة التركية، ونعمل بكل جهدنا لخلق أرضية ملائمة لتحقيق الاستقرار والسلام المنشود على كل التراب السوري».

وقال الناطق الرسمي باسم «قسد» العقيد المنشق عن القوات الحكومية السورية طلال سلو، في بيان، «نحن الفصائل المنضوية في قوات سورية الديمقراطية نؤكد أننا لسنا جزءاً من حزب العمال الكردستاني، كما تدعي بعض القوى الإقليمية، بل نحن جزء لا يتجزأ من سورية، واننا سنستمر في القتال حتى إلحاق الهزيمة النهائية بإرهابيي «داعش»، ونحمي الشعب السوري من خطرهم». وأضاف سلو: «سنواصل العمل مع التحالف الدولي ضد الإرهاب للقضاء على هذا الخطر على العالم المتحضر وقيمه الإنسانية، ونعلن التزامنا بمواصلة عملية تحرير مدينة الرقة حتى النهاية، وإلحاق الهزيمة الكاملة بتنظيم داعش الإرهابي، بدعم من التحالف الدولي».