رسم تقرير أصدرته المخابرات القومية الأميركية، أمس الأول، حول رؤيتها للسياسات الدولية ومستقبل العالم خلال الأعوام المقبلة صورة قاتمة لما قد تواجهه منطقة الشرق الأوسط.

وتوقع التقرير المزيد من التشظي والتفتت والتفجير لدول المنطقة بسبب الصراعات الدولية وتراجع الاقتصاد وتردي بنية الدولة ومؤسساتها، معتبرا أن التنظيمات المتطرفة باتت تحل محل الدولة في حين قد يتوجه المزيد من الدول نحو التحالف مع موسكو مثل العراق ومصر.

Ad

وبحسب فقرات التقرير المتعلقة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا فإن المنطقة برمتها تتجه بـ"اتجاه خاطئ" مع تزايد العنف وغياب الإصلاحات السياسية والاقتصادية.

ولفت التقرير إلى أن أسعار النفط لن تعود على الأرجح إلى مستويات الطفرة النفطية السابقة، ما سيدفع الحكومات أكثر فأكثر إلى الحد من الإنفاق ومن سياسات الدعم، الأمر الذي سيضعف الدولة المركزية لمصلحة إعادة ظهور أدوار أكبر للأفراد، وكذلك للقبائل على شكل تنسيقيات وهيئات للإدارة المحلية كما حصل في سورية وليبيا.

وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت منصة رئيسية وجديدة لإظهار الإحباط في حين بدأت منظمات دينية مثل جماعة "الإخوان" والمقربين منها وكذلك التنظيمات الدينية الشيعية والحركات القومية مثل القوى الكردية، تظهر على أنها البديل الرئيسي للحكومات الفاشلة في المنطقة.

وحذر من أن التوجهات الحالية للأمور في حال استمرارها تزيد من تأثير المتطرفين بمقابل تراجع التسامح مع الأقليات الدينية بما يفتح الباب أمام موجات هجرات جديدة.

ويرى التقرير أن عواصم الشرق الأوسط فقدت ثقتها بقوة التأثير الأميركي وباتت ترى في واشنطن شريكا لا يمكن الاعتماد عليه، ما فتح الباب أمام دخول روسيا وربما الصين على مسرح الأحداث. أما أسباب تراجع الثقة بواشنطن، وفقا للتقرير، فترتبط بعدم فرضها لخطوطها الحمراء في سورية وتخليها عن نظام الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك وتقاربها المزعوم مع إيران بعيداً عن الحلفاء التقليديين من العرب وإسرائيل.

ويتوقع التقرير تزايدا في قوة إسرائيل وإيران وتركيا على حساب دول أخرى في المنطقة على أن يظل التنافر قائما بين الدول الثلاث.

وخلص التقرير إلى استبعاد حل مشاكل المنطقة خلال السنوات المقبلة ما يمهد للمزيد من الإشكالات. كما توقع عودة سياسة الصراع بين القوى الدولية على المنطقة بسبب الدخول الروسي القوي إلى الشرق الأوسط والدعم الذي وفره للرئيس بشار الأسد.

ونبهت الاستخبارات الأميركية في تقريرها التشاؤمي، إلى أن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستواجه تزايد خطر حصول نزاعات دولية وتراجع القيم الديمقراطية بصورة لا مثيل لها منذ انتهاء الحرب الباردة.

وجاء نشر التقرير بعد 3 أيام من تقرير آخر نشرته، يوم الجمعة الماضي، واتهمت فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "أمر بشن حملة" للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية.