مفتي مصر لـ الجريدة•: «داعش» سرطان ولا نملك تكفير أحد
«الخلاف بين الأزهر والإفتاء شائعات... وتأسيس فضائية بعدة لغات ضرورة»
بعد أيام من التجديد له في منصب «مفتي الديار المصرية»، جدد د. شوقي علام، تأكيده أن الأزهر الشريف لا يمكنه أن يكفّر عناصر تنظيم «داعش»، إلا إذا أعلنوا إنكارهم للشهادتين، لافتاً إلى أن أفضل سبل مواجهة الإرهاب تجديد الخطاب الديني. وقال علام، خلال مقابلة مع «الجريدة»، إن بثَّ فضائية باللغات الأجنبية لتصحيح صورة الإسلام في العالم بات أمراً ضرورياً، وفيما يلي نص الحوار:
• البعض لايزال يتساءل لماذا لم تصدر فتوى بشأن تكفير "داعش"؟
- دعنا نتفق على أمر مهم، هو أن "داعش" أشد بدعةً من الخوارج، وسينال منتسبوه أشد عقاب أمام الله، لأنهم نشروا الفتن والتطرف، ومواجهتهم حتمية وواجبة، ولابد من مكافحة هذه التنظيمات الإرهابية بالفكر والعقل والقوة، لمنع توغلهم داخل مجتمعاتنا، وهي تقوم بأعمال لا تمت للإسلام بصلة، وأما عن التكفير فإن أصول الدين تنص على أنه لا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحد ما أدخله فيه، وهو الشهادة بالوحدانية، ونبوة سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وإنكار المعلوم من الدين بالضرورة، ومهما بلغت الذنوب لا يخرج ارتكابها العبد من الإسلام، بمعنى أدق لا يجوز تكفيرهم إلا بعد أن ينكروا الشهادتين، وأؤكد لا نملك تكفير أحد، ولكنهم سرطان في جسد الأمة.
• لكن هذه التنظيمات المتطرفة "تُكفِّر" رجال الجيش والشرطة وتبيح قتالهم؟
- الدين الإسلامي شدد دائماً على حرمة الدماء، ونؤكد حرمة إراقة الدماء، وأن قتل النفس بغير حق، سواء مسلمة أو غير مسلمة، هو قتل للناس جميعاً، كما أن فتاوى تكفير رجال الجيش والشرطة فتاوى بغيضة، لا تصدر إلا من متطرفين.• هل يكفي تجديد الخطاب الديني لمواجهة الإرهاب والتطرف الفكري؟
- تجديد الخطاب الديني سيكون له بالغ الأثر في مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية، ولابد من استخدام الآليات وأحدث الوسائل للوصول إلى أكبر شريحة من الشباب لتوجيهم ونصحهم، ولابد أن يكون دورنا أكبر من خلال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي حتى نمنع استغلال عقول أبنائنا.• ما دور "الإفتاء" في تجديد الخطاب الديني؟
- "دار الإفتاء" استجابت سريعاً لفكرة تجديد الخطاب الديني، وبدأنا من التكنولوجيا والتواصل بشكل أكبر مع المواطنين، بدءاً من 2014، وقمنا بتخصيص خدمة تعمل على مدار 24 ساعة للرد على الفتاوى غير الصحيحة، كما أننا نملك موقعاً يبث بثلاث لغات هو موقع "بصيرة"، الذي يتناول كل القضايا الخاصة بالمفاهيم الخاطئة، ويعمل على تصحيحها، لكن ملف تجديد الخطاب الديني ليس مسؤولية المؤسسات الدينية فقط، بل مسؤولية مشتركة لجميع مؤسسات الدولة المختلفة.• كيف تفسر الهجوم المستمر على الأزهر وأسبابه؟
- الأزهر هو المرجعية الأولى لكل المسلمين على وجه الأرض، وهو حصن الأمة، وحائط الصد ضد التيارات المتطرفة التي تظهر يوماً بعد يوم، والأزهر أكبر من هؤلاء الذين يحاولون تشويه صورته، بل هو المؤسسة الأم لجميع المؤسسات الدينية بمصر، والهجوم عليه أمر غير مبرر، هدفه تحقيق مكاسب شخصية.• البعض يتحدث عن خلافات بين دار الإفتاء ومؤسسة الأزهر؟
- هذه شائعات غير صحيحة، ولا تستحق الرد عليها، فالمؤسسات الدينية في مصر على قلب رجل واحد، وتعمل لأجل رسالة إنسانية وهادفة لكي تصل إلى الجميع.• هل هناك تنسيق بين دار الإفتاء والمؤسسات الدينية للتصدي للمتطرفين؟
- بالفعل هناك تنسيق كامل بين دار الإفتاء ووزارة الأوقاف، وبالتأكيد الأزهر الشريف، ونعمل من خلال المرصد الإعلامي الذي تم إنشاؤه منذ فترة، على رصد الأفكار والفتاوى المتطرفة ويتم الرد عليها سريعاً وفوراً بشكل علمي، لمنع وصول الأفكار المتطرفة إلى عقول الشباب، وأبرمنا بروتوكولات تعاون مع وزارة الشباب والرياضة للتواصل مع الشباب بشكل مستمر.• كيف سنتعامل مع الغرب لتصحيح مفاهيم الدين الإسلامي؟
- أرسلنا فتاوى مترجمة إلى اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية، وترجمنا ردود دار الإفتاء على الفتاوى المتطرفة، وأصبح من الضروري إنشاء قناة فضائية بعدة لغات، تُبث لكل العالم، لإعطاء انطباع صحيح عن صورة الإسلام حول العالم.