سطّر د. أحمد بشارة إبداعاته في مجالات متنوعة بالسياسة والفكر والاقتصاد إضافة إلى الفيزياء والعلوم الأخرى، فلم يدع صنفاً من المجد إلا واقتبس من نوره شعلة، ليكتب فكرة أو يغرس نبتة يتنفع بها أبناء مجتمعه خاصة والبشرية عامة. أحياناً يحذر من خطر قادم فيقرع أجراس التنبيه، وأحايين أخرى ينتقد الأوضاع بحيادية شديدة وشفافية ووضوح فلم يكن يخشى لومة لائم في قول الحق. جمعت رفيقة دربه زوجته د. فريدة الحبيب مقالاته في كتاب ضخم موزع على أربعة إصدارات متنوعة، إضافة إلى ألبوم صور في كل إصدار.كما تضمن الإصدار شهادات دوّنها أشخاص أعزاء تجمعهم علاقة طيبة بهذا الرجل الفذ، ومن هذه الشهادات كلمة د. يوسف الإبراهيم التي يصف فيها الراحل بأنه العالم والمفكر والمهني الشعبي وكان التميز العلمي له سمة بارزة والاداء المهني العالي مقرونا باسمه، وفوق كل ذلك تميز د. احمد بقدرات هائلة على صياغة الافكار وإعداد الاوراق والمذكرات باللغتين العربية والانكليزية.
أما نبيلة الملا، فقالت عنه: «كنت اقابله على مدار السنوات بملامح متعددة وأستذكر دوما تفاؤله وسعيه النظر الى الافق الابعد واصل العطاء رغم التحديات التي اعترضته».تختزل د. فريدة الحبيب مشوار زوجها الراحل د.أحمد عيسى بشارة في كتاب مكون من أربعة أجزاء، متضمناً نحو 350 مقالاً نشرت في صحيفة القبس، وتتمحور حول موضوعات متنوعة في السياسة والاقتصاد والعلوم.الراحل د. أحمد بشارة من مواليد منطقة شرق، في 19 يناير 1945، وتوفي في 13 يناير 2016، ومنذ مراحله الأولى في التعليم أثبت تفوقه، ولاحقاً درس الهندسة الكيميائية في الولايات المتحدة، وحصل على ثلاث شهادات جامعية في الهندسة الكيميائية من كبريات الجامعات الأميركية، هي: شهادة البكالوريوس عام 1970 من جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك،وشهادة الماجستير عام 1972 من جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، وشهادة الدكتوراه 1978 من جامعة ميشيغان بمدينة آن آربر في ولاية ميشيغان.
«الهندسة والبترول»
عقب حصوله على شهادة الدكتوراه، عمل أستاذا في كلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت منذ عام 1978، واختص بهندسة التفاعلات، وتصميم المفاعلات الكيميائية، وكيمياء تفاعلات المواد البلاستيكية (البوليمرات)، وعلوم المواد الحفازة في الصناعة الكيميائية والبترولية، والتفاعلات بالطاقة الشمسية، وكذلك الدراسات الاقتصادية الهندسية وتحليلاتها المالية. وله أكثر من مئة بحث ودراسة في هذه المجالات، كما كتب عدداً من الكتب المتخصصة.مناصب
شغل الراحل منصب مساعد عميد كلية الهندسة والبترول (1981-1982) مسؤولا عن الشؤون العلمية والتخطيط في الكلية، وفي عام 1982 انتدب من جامعة الكويت الى معهد الكويت للابحاث العلمية، وتقلد منصب نائب المدير العام للابحاث خلال الفترة من 1982 الى 1985، وأشرف على عدة برامج بحثية وتطويرية في مجال البترول، وأسهم في تطوير العديد من المشاريع والبرامج والعلاقات الدولية للمعهد مع دول عدة مثل: ألمانيا، والولايات المتحدة الاميركية، ودول الخليج.ثم شغل منصب مساعد مدير جامعة الكويت للشؤون العلمية خلال السنوات 1985 - 1989، وبحكم منصبه كان مسؤولا عن تطوير سياسات الجامعة وبرامجها وعلاقاتها العلمية مع دول العالم، وقام بمجموعة من الدراسات التعليمية والتطويرية شملت سياسات القبول والترقي، وتعيين الاساتذة، والنشر العلمي، والاداء الاكاديمي، والتخطيط الاكاديمي، والمشاريع التنظيمية والانشائية.وخلال الفترة من 2009 إلى 2011 شغل الراحل منصب الامين العام للجنة الوطنية لاستخدامات الطاقة النووية للأغراض السلمية، وأشرف- بالتعاون مع زملائه المختصين- على التجهيز لبرنامج الكويت لاستخدام الطاقة النووية في الاغراض السلمية عبر التقارير والدراسات الفنية المختصة. كما كان للراحل أنشطة مهنية أخرى، إذ شارك في عضوية المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية منذ أكتوبر 2008 وترأس لجنة التنمية البشرية والمجتمعية في المجلس، وحاز عضوية لجنة السياسات بالمجلس.دراسات وأبحاث
أنجز الراحل مجموعة وافرة من الابحاث والدراسات (اكثر من 180 بحثا وتقريرا) في مواضيع الهندسة الكيميائية وهندسة المفاعلات والعوامل الحفازة، ودراسات في المجالات التربوية والتعليمية وسياسات العلوم والتكنولوجيا والطاقة واستخدامات الكمبيوتر في التعليم، كما ساهم في نشر خمس كتب علمية عالمية (كتاب باللغة العربية وأربعة باللغة الإنكليزية) في مجالات الهندسة والطاقة، وله 21 تقريرا فنيا في أبحاث الهندسة الكيميائية والطاقة، وقرابة 50 بحثا في المؤتمرات العلمية.الدار العربية للاستشارات
أدار الراحل مكتباً استشارياً وطنياً (الدار العربية للاستشارات) منذ تأسيسه عام 1989 مع مجموعة مرموقة من المختصين الأكاديميين الكويتيين، وأسهم في العديد من الدراسات والابحاث الصادرة عن المكتب في المواضيع الفنية والإدارية والعلمية والتعليمية واستشارات الكمبيوتر المختلفة (أكثر من 200 دراسة ومشروع) وأشرف على مئات البرامج التدريبية للمكتب، داخل الكويت وخارجها (أكثر من 200 دورة في العام الواحد)، كما ترأس مجلس ادارة الشركة المباركية للدواجن والبيض والعلف (1990 - 1997)، وترأس مجلس ادارة شركة المركز الطبي الكويتي القابضة، وهي شركة مساهمة تتبع شركة الصفاة للاستثمار.مطبوعات متنوعة
كان د. بشارة مسؤولا عن إصدار مجلة «العلوم» التي تصدرها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وهي الترجمة العربية لمجلة «العلوم» الأميركية، وشغل موقع نائب لرئيس التحرير (1985 - 1989)، وعمل مستشارا لمجلة «آفاق علمية» التي تصدرها مؤسسة شومان في الاردن، عدة سنوات، وعمل في مجال تحرير كل من مجلة «دراسات الخليج والجزيرة العربية» في الفترة 1978 - 1986 (تصدر عن جامعة الكويت)، ومجلة «الدراسات الفلسطينية الانكليزية» (وتصدر عن مركز الدراسات الفلسطينية في واشنطن)، خلال السنوات 1986 - 1989. وأصدر وترأس مجلة «البوم» باللغة الانكليزية، عدة سنوات، قبل توقفها.وترأس تحرير مجلة «كويت المستقبل»، وهي مجلة متخصصة في الاقتصاد والثقافة وقضايا المجتمع، وتعتبر لسان التجمع الوطني الديمقراطي (1998 - 2005).ذكاء متوقد
وفي الكتاب، تدون د. فريدة الحبيب مشاعرها تجاه زوجها الراحل، مستذكرة مناقبه، وتقول ضمن هذا السياق: «بالأمس كنت أقرأ مقالاته قبل أن ينشرها، واليوم أقرأها وكأنه كتبها الآن لما تحمله في طياتها من ثراء وحدس مستقبلي ينم عن اطلاع واسع وذكاء متوقد. إن قطرات المداد التي رصع منها أحمد بشارة بياض صحائفة كانت من قطرات الحياة، أراقها في خدمة الوطن والعلم، وقد لقحها بمداد الحب والتفاني، فاحتوى الجميع بحبه واهتمامه، وخلال رحلته بالغة الثراء والعمل لم يغفل «أحمد» أبدا عن ابنائه الخمسة، ولم ينشغل عن أصدقائه... ولم يغفل قط عن عائلته، وقد أحبنا جميعا حباً جماً.وحول علاقة الراحل بالسياسة، تقول الحبيب: «لم يكن أحمد بشارة يحب القمار، ولم يضع رأسه على مائدة اللعب السياسي، ليكسب او ليخسر، او يواجه النحس او الحظ السعيد، لأنه كان يفكر فيقرأ فيقتنع، فيكتب فيعمل، ولم يثنه شيء حتى آخر لحظات حياته، فلم يجادل في أي موقع خوفاً، ولكنه كان لا يخشى الجدل، ولم ينحدر عقله للترهيب ولم يرتجف وجدانه من الإرهاب، فمعلوماته راسخة مدروسة. كان سياسياً من طراز مختلف، لا يبتسم في موطن البكاء، ولا يكذب حتى مع الأعداء، كان عالما لا يدون المكائد والحيل في كتاب، أو ينسج الكراهية لمن حاول النيل منه، كما لم يجمل وجهاً لا يملك مقومات الجمال، لأنه نصب نفسه لخدمة الحقيقة والوطن». مارس أحمد بشارة العمل السياسي علنا وبأمانة، منذ ستينيات القرن الماضي، وتعمق في العمل العام منذ ان انتخب رئيسا لرابطة الطلبة العرب في نيويورك ومتشيغان، وفي مرحلة اخرى شارك في تأسيس التجمع الوطني الديمقراطي كتنظيم سياسي علني مستقل الهوية، وطنى المنطلق، ديمقراطي النهج... تنظيم يحترم مبادئ التعددية السياسية والفكرية ويشجع التيارات التقدمية لتشارك في العمل السياسي بتجرد وموضوعية، مع الاقتداء بالنهج العملي وتحكيم العقل وتغليب المصلحة الوطنية في التحليل وفي تحديد المواقف تجاه القضايا المختلفة، وفي إطار القوانين المرعية، فكان هو أول أمين عام للتجمع الوطني الديموقراطي الذي كتب، مع زملائه، نظامه الأساسي المشهر في 20 مايو 1997.وفيما يتعلق بمضامين ما يكتبه، تقول الحبيب: «لقد رفض أحمد بشارة التعصب والتطرف بشتى أشكاله، ولن يكون من الصعب على القارئ الكريم تمييز ذلك في مقالاته، فحروفه قصدت في سبيلها الى التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، ومع كافة التجمعات والقوى الوطنية الفاعلة على الساحة المحلية، كما أن في انتاجه الفكري نبذ الاستقطاب العدائي وتجنبه، ورغم ذلك لم يسلم، بيد انه لم يأبه بتشنجات مخالفيه في الرأي او الحناجر الملتهبة بالتطرف والعدائية، وان ظل على عهده باحترام رأي الآخرين وحريتهم في التعبير». كان نيرا في فكره، ثاقباً في قراءة ما يتعلق بالدستور الذي كان يرى انه من الطبيعي ان يخضع- في جوانب محدودة منه- الى المراجعة والبحث فيما يخص مواءمته للأوضاع الحديثة، لا أن يكون أشبه بمجموعة تحبس نفسها في غرفة مقفلة، ويلقى بمفتاحها في أعماق البحر، فاتحاً بذلك الباب، بحذر، للتغيير استجابة لدواعيه، بالتوافق -بالطبع- مع روح وأهداف الدستور، وكان يستحضر تجارب دول أخرى جنت كل الخير من وراء اتخاذها لمثل هذه المبادرة.أحمد بشارة... اسم في ضمير وطني
كتب وزير الدولة للشؤون الخارجية السابق سليمان الشاهين، مستذكرا الراحل فقال عنه:» إنه العقل الذي اختار من العلم أصعبه وأعقده، إذ اندفع الى دراسة الهندسة الكيميائية، ونال تخصصه فيها من جامعة كولومبيا في نيويورك، ومنها انطلق الى الدكتوراه.. على أن العلم والتخصص الذي اختاره كأستاذ في مادته لم يحدد مساره ويقيده فيه، فكانت طبيعته الفياضة بالطموح دفعته لمواجهة القضايا المتعددة الأخرى بنفس الحماس الأكاديمي، وكأنه يستبق زمنه المحدود ليحقق ما يهدف إليه، ويعتمل في جوانحه ولعل إيمانه بأهمية العلم كمنطلق لتغيير الواقع على مستوى الوطن والأمة هو الدافع لمعاركه الأدبية والفكرية عبر مقالاته في الصحافة، والتي تشي في الوقت ذاته بما كان يؤمن به، وبهذا المفهوم كان لا يكتفي بما يقدمه في محاضراته ودروسه ضمن المنهج، بل يندفع ليقنع مستمعيه بعدم الاكتفاء بالعلوم الصماء إن لم تكن وسيلة لتجاوز المرحلة الجامعية، والتي تعد أساسا في التعليم والتعليم إلى مفتاح يدفع بفكر الإنسان وعقله الى أفق جديد يضيف به شيئا الى ما تعلمه ودرسه.وبهذا الأسلوب تزداد المعرفة والدراية، وبهذا الأسلوب يكمن الارتقاء بالفرد والمجتمع والأمة، وهذا ما تتبعه وتفعله الشعوب المتقدمة بعدما أحاطت بسر العلم الذي يدفع بالإنسان إلى المزيد من العلوم كشرط لتجاوز مراحلها المكررة، وصولا إلى الحداثة والتجديد.أنشطة اجتماعية وسياسية
عمل الراحل د. أحمد عيسى بشارة عضوا في مجالس إدارات عدة، منها الهيئة العامة للإسكان والمجلس الأعلى للمرور، والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وكيلة الشرطة، واللجنة الوطنية لإدخال الكمبيوتر في التعليم العام، كما كان من مؤسسي جمعية الحاسوب الكويتية، وترأس مجلس إدارتها (1982 - 1992).وشارك وترأس العديد من المؤتمرات العلمية المحلية والإقليمية والدولية، ومنها منظمة دراسات الطاقة الشمسية العالمية، ومقرها كندا، وكان كذلك عضوا في المنظمة الإسلامية العالمية للعلوم والتكنولوجيا، إضافة الى رئاسة المجلس الاستشاري للتعاون العلمي بين الكويت وشركة (IBM) العالمية (1982 - 1986).وعمل مستشارا لعدد من وزراء التربية والتعليم العالي (1999- 2007) وأشرف على تأسيس الجامعة العربية المفتوحة، وإنشاء معهد الكويت للإدارة والتكنولوجيا، وهو بمنزلة جامعة متخصصة في العلوم والهندسة والإدارة بالتعاون بين القطاعين العام والخاص.وكانت له أنشطة واهتمامات اجتماعية وسياسية عديدة في القضايا الوطنية والخليجية، وشغل منصب الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، وهو تجمع سياسي كويتي أسس في مايو 1997 بغرض المساهمة في الحياة السياسية عبر الطروحات الجديدة والمنفحتة، كما كان من المؤسسين للتحالف الوطني الديمقراطي.وحاز عضوية المجلس الاستشاري العالمي لمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك المهتم بتطوير العلاقات العربية الأميركية. وللراحل رصيد مهم في الصحافة وفي الأنشطة الثقافية والفكرية، إضافة الى إسهامات إعلامية، كان كاتبا في جريدة «القبس» وصحيفة الـ «آراب تايمز» (الإنكليزية) وكذلك مجلة «آراء» في دبي، فضلا عن بعض الإسهامات في الصحف والمنتديات ووسائل الإعلام العالمية. وشارك في أعمال اللجنة العليا لتطوير البحث العلمي في الكويت، وأسهم في العديد من أعمال مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الى أن اختاره سمو الأمير نائبا للمدير العام للمؤسسة.
قراءات صيفية سيرة القمر
من مقالات بشارة الجميلة المنشورة على جزأين تحت عنوان «قراءات صيفية سيرة القمر»، يقول في الجزء الثاني: «بغياب القمر ستفقد الأرض نوره في المساء الذي مهد للحياة في الليل، وساهم في التنقل والبحث عن موارد الغذاء، كما سيفقد الإنسان الأول تقويمه الطبيعي وإحساسه بتغير الشهور والفصول، لكن الأثر الأكبر هو غياب جاذبية القمر لمياه المحيطات وما يترتب عليها من مد وجزر.فكما جاء في المقال السابق، فإن أكبر آثار القمر في الحياة على الأرض هو المد والجزر وما نجم عنهما خلال العصور الطويلة من فرملة تدريجية لسرعة دوران الأرض بحكم احتكاك مياه المحيطات بقاعها، ولولا وجود القمر لبقيت سرعة دوران الأرض حول محورها وحول الشمس كبيرة، ولظل طوال اليوم الأرضي حوالي 5 ساعات والشهر الأرضي 7 أيام كما كانا عند نشأتها. غياب القمر سيؤدي الى قصر اليوم الأرض بالطبع سيكون هناك بعض المد والجزر نتيجة لجاذبية الشمس لمياه المحيطات، ولكن بمقدار ثلث أثر جاذبية القمر ويفعل أثر جاذبية الشمس فقط، وبغياب القمر لأصبح حول اليوم الآن (أي بعد 4.6 مليارات سنة من نشأة الأرض) حوالي 8 ساعات فقط بدلا من 24 ساعة، ولأصبح طوال النهار في حدود 4 ساعات.هذه الساعات المحدودة لنهار اليوم الواحد لن تتيح ضوءا كافيا لعملية التمثيل الضوئي الضروري، وبالتالي ستتعثر عمليات تكوين الجسم النباتي، وستتأثر كذلك عملية تجدد أكسجين الغلاف الجوي من العملية ذاتها، وبالتبعية ستتأثر تركيبة الهواء المعتادة واللازمة للحياة، وستتقلص مدة الفصول السنوية الى 30 يوما، مقارنة بـ90 يوما حاليا، مما سيقضي على فصول الزراعة والحصاد المعروفة، معنى ذلك كله أنه في غياب القمر ستتقلص ظروف نشأة الحياة على الأرض أو تنعدم لبعض الكائنات او تؤجل لفترة طويلة جدا.وستصاحب الدوران السريع للأرض رياح عاتية على سطحها، مثلما يحصل على سطحي زحل والمشتري، حيث تستمر طوال اليوم 10 ساعات فقط نتيجة لدوراتها السريع، فسرعة الرياح على سطحيهما تصل الى 450 كيلومترا في الساعة، وتستمر العواصف العاتية والمصحوبة بالصواعق الجوية لعدة سنوات متواصلة هذه الرياح العاتية على سطح أرض بلا قمر لن تترك مجالا لنمو الأشجار، وستعيق تنفيس الكائنات على افتراض توافر فرص الحياة، وستعيق الرياح العاتية الحركة وفرص البحث عن الغذاء، وكذلك الملاحة كوسيلة للتنقل، نظرا لهياج البحار المتواصل، وهياج البحر مع قصر مدى المد والجزر سيحد من الثراء الغذائي للمناطق الساحلية المهمة لدورة الحياة، الأمر الذي سيقلص من فرص نمو الكائنات المائية والبرمائي».