تضارب بشأن إصلاح «مياه دمشق» ولا تأجيل لـ «أستانة»

• الأسد يُصعِّد غداة تجديد روسيا وتركيا التزامهما برعاية الهدنة
• غارة دير الزور كانت تستهدف البغدادي

نشر في 12-01-2017
آخر تحديث 12-01-2017 | 00:05
سيارة للجيش الحر تتجاوز رتلاً من شاحنات البضائع المتوقفة بسبب القتال الدائر على مشارف مدينة الباب أمس الأول (رويترز)
سيارة للجيش الحر تتجاوز رتلاً من شاحنات البضائع المتوقفة بسبب القتال الدائر على مشارف مدينة الباب أمس الأول (رويترز)
وسط محاولات روسية وتركية لإنعاش اتفاق وقف إطلاق النار، شنت قوات الرئيس السوري بشار الأسد سلسلة غارات دامية شملت حلب وإدلب وريف دمشق، التي أعلن محافظها اتفاقاً جديداً لدخول عمال الصيانة إلى نبع عين الفيجة في وادي بردى لإعادة المياه المقطوعة عن العاصمة منذ ثلاثة أسابيع، الأمر الذي نفته مجموعات محلية.
بينما لا تزال المياه مقطوعة عن معظم أحياء دمشق منذ 22 الشهر الماضي، نقل التلفزيون الرسمي عن محافظ ريف العاصمة علاء إبراهيم أن الحكومة اتفقت مع مقاتلي المعارضة على دخول ورش الصيانة إلى نبع عين الفيجة وبسيمة مصدر المياه الرئيسي للعاصمة في وادي بردى، خلال الساعات المقبلة.

ووسط استمرار العمليات العسكرية في وادي بردى، وحديث عن تأهب قوات النظام لاقتحام المنطقة، نفت مصادر من داخل وادي بردى التوصل الى أي اتفاق مع النظام. ومع تخطي انتهاكات الهدنة في يومها الثاني عشر حيز الـ400 خرق، صعّدت قوات الرئيس السوري بشار الأسد غاراتها، أمس، على مناطق عدة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في محافظتي حلب وإدلب وقرب العاصمة دمشق،

وبعد تسجيل انخفاض لوتيرة الغارات منذ بدء الهدنة في 30 ديسمبر، أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومراسلو فرانس برس أن «الطائرات التابعة لقوات النظام صعّدت قصفها على مناطق عدة في محافظة حلب، واستهدفت بلدات عدة أبرزها الأتارب وخان العسل في الريف الغربي.

وفي إدلب، استهدفت طائرات النظام بلدة تفتناز ما تسبب بمقتل ثلاثة مقاتلين، وفق المرصد. وشاهد مراسل «فرانس برس» مبنى منهاراً بالكامل جراء الغارة على تفتناز. وقال إن متطوعين من الدفاع المدني عملوا طيلة الليل على رفع الركام والبحث عن الضحايا تحت الأنقاض.

دعوة روسية تركية

جاء هذا التصعيد غداة الاجتماع التركي- الروسي في أنقرة، والذي تم خلاله بحث إنقاذ وقف النار ومعاقبة منتهكيه. وأكد وزير الخارجية سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو على ضرورة احترام وقف إطلاق النار.

مفاوضات أستانة

وأكد مصدر دبلوماسي روسي، أمس، أن محادثات السلام في أستانة ستعقد تحت رعاية روسيا وتركيا وإيران في 23 يناير الحالي، موضحاً أنه «في الوقت الحالي ليس هناك معلومات حول إرجاء اللقاء. وعليه فإن موعد 23 يناير لا يزال سارياً».

وإذ أوضح المصدر أنه يتم إعداد قائمة بأسماء المشاركين في المحادثات، استبق نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش، بتأكيد أن الجماعات الإرهابية لن تشارك فيها، في اشارة الى الأكراد.

وفي واشنطن، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الولايات المتحدة تشجع محادثات أستانة، وتأمل أن تسفر عن تحقيق خطوة في اتجاه السلام، مؤكداً أنه تحدث مع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا ونظيره الروسي، وأن الهدف مازال «الوصول إلى جنيف حيث الجوهر الحقيقي للمحادثات».

عملية دير الزور

إلى ذلك، كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس الأول، أن العملية البرية النادرة التي شنتها وحدة كوماندوس أميركية قرب دير الزور يوم الأحد، أفضت إلى مقتل اثنين من القياديين متوسطي المستوى في تنظيم «داعش»، موضحاً أن الهدف الرئيسي لها كان «أبو أنس العراقي» والآخر «أصبح هدفاً أثناء سير العملية».

ووفق صحيفة «التايمز» البريطانية فإن هدف عملية الإنزال كان القبض على زعيم التنظيم المتطرف أبي بكر البغدادي حياً، مؤكدة أنه جرى رصد تحركاته، التي وُصفت بالقليلة والنادرة، حين كان مسافراً في طريق الرقة من مدينة دير الزور.

واتهم الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، «سلاح الجو الأميركي والتحالف الدولي باستخدام إجراءات متخفية في سورية للتهرب من مسؤولية مقتل المدنيين في حال حدوث أخطاء»، مؤكداً أن «الزملاء الأميركيين لا يحبون التبليغ عن الخطط القتالية لاستخدام طائراتهم، وفي حالات نادرة يشيرون فقط إلى التوقيت وإلى المكان، لكن ليس إلى نوع الطائرات ولمن هي تابعة».

فيون يصفع بشار: ديكتاتور مراوغ لا أؤيد بقاءه بالسلطة

وجهّ مرشح اليمين إلى انتخابات الرئاسة الفرنسية فرانسوا فيون صفعة شديدة للرئيس السوري بشار الأسد، إذ وصفه بأنه «ديكتاتور ومراوغ» رداً على «ترحيب» الأخير بموقفه من الأزمة السورية.

وقال فيون، خلال مقابلة مع قناة «بي إف إم»، إن «بشار الأسد ديكتاتور ومراوغ، وأود أن ألفت انتباه وسائل الإعلام الفرنسية إلى حقيقة أنه ليس من الضروري القبول بتلاعبات»، مضيفاً: «لا أؤيد بقاء الأسد في السلطة فهو ديكتاتور لديه ماض دموي وأقول فقط إنه يحظى بدعم قسم من الشعب والدبلوماسية الفرنسية والغربية أقصتا نفسهيما من النزاع السوري برفضهما فكرة التحدث معه».

وأكد فيون، الذي يؤيد حواراً مع جميع أطراف النزاع في سورية، «من الواضح أنه مراوغ... قيام ديكتاتور بإدلاء تصريحات أمام قنوات التلفزيون الفرنسية حول السياسة الفرنسية هو مراوغة».

وفي مناظرة تلفزيونية بين مرشحي اليمين الفرنسي للرئاسة، منتصف نوفمبر، قال فيون، إنه سيعيد في حال انتخابه فتح «منصب دبلوماسي على الأقل في دمشق لكي تكون هناك قناة اتصال مع النظام»، مؤكداً أن دمشق تشكل أفضل حماية لمسيحيي الشرق بمواجهة الجهاديين.

back to top