النمنم يفخخ العلاقة بين وزارتي التعليم والثقافة
هاجم المنظومة التعليمية واتهم الكليات العلمية بإفراز التطرف
تسببت تصريحات وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، التي هاجم فيها التعليم الجامعي، في حالة واسعة من الغضب داخل وزارة "التعليم العالي"، حيث وصفها مصدر مسؤول في الوزارة بـ "المسيئة"، في حين قال خبراء تعليم إن أول مراحل العلاج هو الاعتراف بوجود قصور وخلل.النمنم قال في حديثه أمام إحدى جلسات ما يسمى "الاستطلاع والمواجهة"، التي نظمتها لجنة "التعليم والبحث العلمي" في البرلمان: "80 في المئة على الأقل من الرؤوس الكبيرة في التطرف والتشدد والإرهاب من أبناء الكليات العلمية، وفي مقدمتها الهندسة والطب، كما أن خيرت الشاطر ومحمد مرسي، هما من خريجي كليات الهندسة، وأول تظاهرة شهدتها مصر لمنع النشاط الفني في سبعينيات القرن الماضي، حين تم الاعتداء على الطلاب بالجنازير والمطاوي، كانت داخل كلية الطب".
وعبرت وزارة التعليم العالي عن أسفها لتصريحات النمنم، وقال المتحدث باسم الوزارة حسام الملاح إن النمنم لابد أن يتوقف عن تصريحاته المسيئة عن التعليم في مصر، وأضاف لـ "الجريدة": "الوزارة غير راضية عن الأخطاء الموجودة في العملية التعليمية، ونعمل بخطط مدروسة لتطويرها، وتصدير صورة جيدة للعالم أن مصر بها تعليم وعقول تستطيع المنافسة والريادة، مع الأسف وزير الثقافة لا يترك مناسبة إلا وينتقد فيها المنظومة التعليمية في مصر، ففي أغسطس الماضي، وخلال كلمة له أمام الجلسة الختامية لمؤتمر السلام المجتمعي الذي نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية في الإسكندرية، قال إن الجامعات المصرية تشهد أعلى معدلات السرقات العلمية في العالم".من جانبه، أكد الباحث في المركز القومي للبحوث التربوية، كمال مغيث، أن "كلام وزير الثقافة صحيح"، لافتا إلى أن "مصر بها تعليم متطرف، يسيطر عليه جماعة الإخوان والسلفيون"، وأضاف مغيث: "نجد ذلك في الكليات العملية التي يؤمن فيها الطالب بأن القاعدة العلمية ثابتة والحقيقة لها وجه واحد، وبالتالي هم أكثر ميلا للتطرف من الكليات الأدبية، لأنها تحمل وجهة نظر في مناهجها"، مشيرا إلى أنه يجب وضع مادة في الدستور تنص على أن مؤسسات التعليم مؤسسات وطنية تهدف إلى تعزيز ودعم روح التماسك الوطني، ويحظر فيها الدعاية السياسية، وأن الدولة لابد لها من إعادة تطوير المناهج.