قال وزير النفط عصام المرزوق، إن الكويت خفضت إنتاجها النفطي بأكثر من الحجم الذي تعهدت به في الاتفاق العالمي بين منتجي الخام.

وأضاف المرزوق في مؤتمر بأبوظبي، أن الكويت خفضت صادراتها النفطية أكثر من 133 ألف برميل يومياً بعد اتفاق المنتجين العالميين على خفض الإمدادات الشهر الماضي، موضحاً أن الكويت خفضت الإمدادات المتجهة إلى المشترين في أميركا الشمالية وأوروبا، لكنها لم تمس الصادرات المتجهة إلى آسيا.

Ad

ولفت إلى عزم الكويت أن تكون مثالاً يحتذى، وأن مستوى سعر النفط الحالي يشجع على عودة الاستثمارات إلى القطاع.

وكشف أن لجنة «أوبك» والدول غير الأعضاء ستراقب الامتثال لاتفاق خفض الإنتاج على مدى متوسط 6 أشهر وبشكل شهري أيضاً.

توقع سعودي

من جانبه، توقع وزير الطاقة السعودي خالد الفالح شح المعروض في سوق النفط العالمية خلال عامين أو ثلاثة أعوام، وأن ينمو الطلب العالمي على النفط أكثر من مليون برميل يومياً في 2017. وقال الفالح، إن السوق يتحرك صوب توازن بين العرض والطلب وأن اتفاق ديسمبر بين أعضاء أوبك والمنتجين المستقلين لخفض الإنتاج سيسرع هذه العملية.

وذكر أن الاتفاق مدته ستة أشهر، وأن المنتجين سيبحثون إمكانية تمديده في وقت لاحق.

وبخصوص «أرامكو» أفاد الفالح بأنه ما‭‭ ‬‬زال يتوقع إجراء‭‭ ‬‬الطرح العام الأولي لأسهم شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو السعودية في 2018.

وقال الأمين العام لـ«أوبك» محمد باركيندو، إن هدف المنظمة تقليص مخزونات النفط العالمي بحلول الربع الثاني من العام الحالي، مشيراً إلى عدم وجود هدف محدد لسعر النفط، الذي اعتبر أنه ينبغي أن يكفل الاستثمار في القطاع.

من ناحية أخرى، نفى باركيندو وجود ما يدعو للشك في أن العراق سينفذ تخفيضات الإنتاج التي تعهد بها كاملة، وفقاً لما نقلته «رويترز».

من جهته، قال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي، إن بلاده ملتزمة باتفاق منتجي النفط على خفض الإنتاج، وترغب في سعر للنفط في حدود 65 دولاراً للبرميل.

وأبلغ اللعيبي الصحافيين على هامش مؤتمر في أبوظبي أن العراق «يأمل في أسعار أفضل».

وتدور أسعار خام «برنت» حالياً حول 55 دولاراً للبرميل.

وكانت وزارة النفط العراقية قد قالت إنها خفضت إنتاجها 160 ألف برميل يومياً، منذ بداية يناير وأضافت أنه بنهاية هذا الشهر سينخفض الإنتاج بـ 210 آلاف برميل يومياً.

وقال اللعيبي أمس، إن العراق «خفض الصادرات 170 ألف برميل يومياً»، وإنه سيقلصها 40 ألفاً أخرى هذا الأسبوع، فيما أكد مصدر عراقي في منظمة «أوبك» لـ»رويترز» قيام العراق بخفض الإنتاج وصادرات النفط.

تصريحات ترامب

وارتفعت أسعار النفط صباح أمس، مدعومة بتوقعات النمو القوي للطلب في الصين ومؤشرات على أن أعضاء «أوبك» بدأوا في خفض الإنتاج لكن ارتفاع مخزونات الخام الأميركية ووفرة الإمدادات العالمية يكبحان الأسواق. وبلغت أسعار العقود الآجلة لخام برنت 55.80 دولاراً للبرميل عن الإغلاق السابق. وصعدت أسعار العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 52.80 دولاراً للبرميل .

وقال متعاملون، إن برنت يتلقى دعماً من مبيعات السيارات في الصين حيث سجلت نمواً 13.7 في المئة في 2016 لتبلغ 28 مليون سيارة.

وقفزت أسعار النفط أكثر من 2.5 في المئة مساء الأربعاء مسجلة أكبر مكاسبها اليومية في أكثر من شهر بدعم من انخفاض الدولار عقب مؤتمر صحافي عقده الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

وارتفع خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 1.46 دولار أو 2.7 في المئة ليبلغ عند التسوية 55.10 دولاراً للبرميل.

وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.43 دولار أو 2.8 في المئة ليبلغ عند التسوية 52.25 دولاراً للبرميل، وسجل الخامان أكبر مكاسبهما اليومية بالنسبة المئوية منذ الأول من ديسمبر.

توقعات «ماكنزي»

وقالت شركة وود ماكنزي للخدمات الاستشارية، إن شركات النفط والغاز ستزيد الإنفاق في 2017، وستضاعف مشروعات التطوير الجديدة لأكثر من مثليها مع ثقتها في توقف هبوط أسعار النفط المستمر منذ عامين.

تأتي التوقعات المتفائلة بعد ارتفاع أسعار خامات القياس العالمية أكثر من 20 في المئة في الشهرين الأخيرين إلى نحو 55 دولاراً للبرميل بدعم من اتفاق كبار المنتجين على كبح الإنتاج.

وقال مالكولم ديكسون، محلل النفط والغاز لدى وود ماكنزي: «مررنا بعامين شهدا مناخاً قاتماً وكثيراً من تخفيضات التكاليف، والآن نشعر بتفاؤل حذر بأن تكون هناك بداية تعاف في 2017».

وتشير توقعات وود ماكنزي لأنشطة المنبع العالمية في 2017 إلى أن الإنفاق على عمليات الاستكشاف والإنتاج سيزيد 3 في المئة إلى 450 مليار دولار، لكن هذا المستوى يظل أقل بنسبة 40 في المئة عن مستويات 2014.

من الناحية الجغرافية، ستتباين الزيادة في الأنشطة تبايناً كبيراً، إذ من المتوقع أن يحصد إنتاج النفط الصخري الأميركي معظم المكاسب نظراً إلى انخفاض تكلفته نسبياً وسرعة تطويره، الذي لا يستغرق في بعض الحالات سوى ستة أشهر.

وكان النفط الصخري هو المحرك الرئيسي لتخمة المعروض التي شهدتها الآونة الأخيرة، كما سجل أكبر هبوط في الإنتاج خلال موجة الانخفاض.

ووفقا لتقديرات وود ماكنزي، من المتوقع أن ينمو إنتاج النفط الصخري الأميركي بنحو 300 ألف برميل يومياً في 2017 إلى نحو أربعة ملايين يومياً.

وتتوقع وود ماكنزي أن يصل متوسط أسعار النفط في 2017 إلى 57 دولاراً للبرميل، ثم يزيد تدريجياً إلى 85 دولاراً للبرميل في 2020 مع انخفاض الإمدادات بسبب تراجع الاستثمارات في السنوات القليلة الماضية.

وانخفضت التكاليف 20 في المئة منذ 2014 ومن المتوقع أن تقل 5 في المئة أخرى هذا العام وفقاً لما ذكره ديكسون.

ومن المتوقع أن يرتفع عدد قرارات الاستثمار النهائية للمشروعات التي تزيد مواردها على 50 مليون برميل من المكافئ النفطي لأكثر من مثليها في 2017 لتصل إلى ما بين 20 و25 من تسعة فقط في 2016.

غير أن التسارع في الأنشطة سيظل غير كافٍ لسد الفجوة المتزايدة بين العرض والطلب، التي تتوقع وود ماكنزي اتساعها إلى 20 مليون برميل يومياً بحلول 2025 بناء على خطط التطوير الحالية.