كيف جاءت فكرة تحويل رواية "مولانا” إلى فيلم سينمائي؟

Ad

منذ قرأت الرواية، قررت تحويلها إلى عمل فني لأنها تتحدّث عن أزمات ومشاكل نعيشها منذ سنوات من خلال رجل الدين البسيط الذي يتحوّل إلى داعية مشهور ونجم فضائيات، فضلاً عن تطرقها إلى دور الدولة في زيادة الانقسامات والصراعات لخدمة مصالحها ولسيطرتها على الإعلام مستغلة بعض رجال الدين.

لماذا كتبت السيناريو بنفسك؟

لأني تحمست للفيلم وأعلم الفرق بين العمل الأدبي والعمل الفني ولغة الصورة. ثمة من حاول إنجاز السيناريو ولكن الكتابة كانت متواضعة ولا ترقى إلى ما كنت أحلم به، فقررت الاهتمام بهذا الأمر بنفسي وتصدى مؤلف الرواية إبراهيم عيسى للحوار.

تناولت أفلام عدة رجل الدين سابقاً، ما الجديد في هذا العمل؟

شخصية رجل الدين مؤثرة في مجتمعنا، خصوصاً في السنوات الأخيرة، لذا تناولتها أعمال عدة ولن ينتهي هذا التناول. الجديد في الفيلم الرؤية المختلفة وما نعرضه من مشاكل أبرزها عدم المكاشفة وتجاهل مناقشة قضايا كثيرة والتحايل عليها، وهو ما حرصت على تأكيده من خلال إظهار دور الدولة والأمن في السيطرة على رجال الدين والإعلام، وغيرها من مشاكل لم يقترب منها أحد رغم أهميتها. كذلك حرصت على ظهور رجل الدين كإنسان طبيعي لديه نقاط قوة وضعف، وليس كما يبدو في أعمال أخرى.

انتقد البعض الفيلم لأنه مباشر أكثر من اللازم، ما ردك؟

مرحلة تقديم عمل فني غير صريح والإشارة إلى شخص أو فكرة من خلال رمز أو إيحاء انتهت من العالم كله. اليوم، يصرّح العمل بما يريد من دون مواربة، لأن الجمهور اختلف عن الماضي وبات أكثر إلماماً بالواقع. عليه، المباشرة هي السبيل الوحيد إلى تقديم فيلم يُخاطب المشاهدين، وأية إشارة بالرمز ستكون غير مُقنعة بل كوميدية.

كيف تعاملت الرقابة مع الفيلم، وهل حذفت مشاهد منه؟

على العكس. كانت الرقابة في قمة التصالح والإدراك لقيمة ما نقدمه، فلم تضع أية ملاحظة ولم تعترض على أي مشهد أو كلمة. للصراحة، نحن حذفنا بعض الأمور من خلال المناقشات بين فريق العمل لتفادي أية ثغرات في الفيلم، كي لا يصبّ الاهتمام من البعض عليها فيما يُغفل بقية الأحداث والرسالة التي نريد تقديمها للمشاهد.

كيف ترى الهجوم الذي تعرّض له الفيلم ومطالبات منعه؟

كلها دعوات بعيدة عن المنطق ولا أهمية لها. ادعى البعض أن العمل يحمل تطاولاً على الرسول والصحابة! هل من عاقل يصدق أننا نُقدم على هذه الخطوة؟! يتحدث الفيلم عن أحاديث منسوبة إلى الرسول، سألنا كيف لنا أن نتأكد من صحتها. كذلك ثمة من هاجم عمرو سعد، وسأل: كيف لممثل قدّم فيلماً ومشاهد مع هيفاء وهبي أن يجسد شخصية رجل دين؟ وكأن الفنان مطالب بأن يقدّم عملاً واحداً في حياته ثم يختفي. أشير هنا إلى أن يحيى شاهين الذي قدّم شخصية بلال مؤذن الرسول هو نفسه الذي أدى "سي السيد”، فدور الممثل تجسيد الشخصيات كافة للجمهور.

منع وقضايا

ما صحة منع عرض الفيلم في دول الخليج؟

للأسف، مُنع الفيلم في دولة الكويت، وجاء في أسباب الرفض أن العمل يحمل ازدراء للرسول والصحابة. أتمنى أن يُعرض الفيلم على الشعب الكويتي ثم يُقرر، هل ثمة ازدراء وتطاول أم لا؟ أثق في وعيهم وقدرتهم على فهم رسالة الفيلم. كل ما في الأمر أننا تطرقنا إلى قضايا مهمة لم يقترب منها أحد بغرض المناقشة والوصول إلى الحقيقة.

حسن أو بطرس، هل المقصود به ابن النظام ونتاج فساده؟

أرفض تحميل كل مشهد أو شخصية أكثر من اللازم. الهدف من هذه الشخصية القول إن النظام هو المسؤول عن الإرهاب والانقسام والصراعات في الدولة، ويسعى إلى بقائها خدمة له ولملازمته الحكم.

تعرّض الفيلم لبعض المشاكل من بينها أزمة الشيعة بشكل سريع. ما السبب؟

يتحدث الفيلم عن حاتم رجل الدين المشهور وما يواجهه من مشاكل وأزمات، والدخول في تفاصيل وصراعات كل أزمة يحتاج إلى أكثر من عمل درامي وليس إلى فيلم مدته محدودة.

المنافسة في دور العرض

كيف يرى مجدي أحمد عدلي فرص منافسة "مولانا” الأفلام المعروضة؟ يقول في هذا الشأن: "يميل الجمهور دائماً إلى الأعمال الكوميدية أو الحركة. أما الأفلام الاجتماعية أو السياسية فتحتاج إلى مجهود كبير كي تظهر في شكل جيد وجاذب للجمهور. لكني أثق في أن "مولانا” سيُحقق النجاح، لأنه يحمل مقومات المشروع الجيد كافة، وثمة مؤشرات جيدة الحمد لله منذ بداية طرحه في دور العرض.