رفعت وزارة الداخلية حالة الاستعداد والجاهزية الأمنية، إثر تلقيها معلومات استخباراتية مؤكدة تفيد باستهداف عناصر إرهابية مواقع أمنية، مثل الادارة العامة للمباحث الجنائية والسجن المركزي ومخافر الشرطة ومواقع أخرى.وقال مصدر أمني مطلع لـ«الجريدة» إن الأجهزة الأمنية تعاملت مع هذه المعلومات بجدية قصوى، واتخذت إجراءات أمنية مشددة، أبرزها توزيع آليات عسكرية لحماية عدد من المواقع الأمنية، وأهمها مبنى الادارة العامة للمباحث الجنائية بالسالمية، وبعض مخافر الشرطة، ومبنى مجمع السجون في الصليبية.
وكان وكيل الوزارة الفريق سليمان الفهد ترأس، أمس، اجتماعا موسعا بمقر الوزارة، ضم الوكلاء المساعدين الميدانيين والمديرين العامين المختصين، لتدارس الأوضاع الأمنية، واستعرض خلاله والحضور التهديدات التي تمكن رجال الأمن من ضبطها، والأخرى التي تمكنوا من وأدها في مهدها، ومحاصرتها في أضيق نطاق ضمن الضربات الاستباقية المتتالية للأجهزة الأمنية المختصة ونجاحها المتميز في ذلك.واستعرض الاجتماع ايضا خطة تأمين البلاد ومسارها ومحتواها، والغاية المرجوة منها، والمستجدات على الساحة في ضوء المتغيرات والمخاطر الماثلة بالمنطقة في مرحلة بالغة الدقة، وبحث سبل تفعيل العمل الأمني وخططه لمواجهة كل التحديات.
جدية ومثابرة
وفي بداية الاجتماع، نقل الفهد للحضور تحيات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح، وتمنياته لهم بالنجاح والتوفيق في عملهم، معربا عن شكره لهم على جهودهم في المرحلة الماضية، وأنها اتسمت بالجدية والمثابرة والتميز في الأداء.واستعرض الفهد الخطط واحتياجات الأجهزة الأمنية لرفع قدرتها وكفاءتها للتعامل مع مختلف المواقف الأمنية الميدانية الطارئة، إضافة إلى تطوير آليات تنفيذ الإجراءات الخاصة بتنسيق وتكامل أداء فريق العمليات الميدانية، وارتباطه المباشر وغير المباشر مع الجهات المعنية بالوزارة.وتوجه بعدد من الملاحظات والتعليمات لرفع مستوى الأداء واليقظة والجاهزية، في ظل المخاطر الماثلة بالمنطقة، مبينا أن هذه النجاحات «يجب أن نحافظ عليها ونستثمرها وندعمها عبر تذكر هذه الأحداث، وكيف تمت مواجهتها، والجهود الأمنية التي بذلت على أكثر من اتجاه في أهداف متعددة، التقت لتطبيق خطة التأمين على أكمل وجه».وأضاف أن هذا الاجتماع يأتي لاستشراف المرحلة المقبلة في ضوء الوضع المضطرب إقليميا ودوليا، «وكلنا يتابع ماذا يحدث في عدد من دول المنطقة، ولابد كقادة أمنيين أن نتناول هذه الأوضاع بكل شفافية، ونستجليها بكل وضوح، انطلاقا من المسؤولية الأمنية وبقدر العطاء والواجب تجاه الوطن».مسؤولية كبيرة
وشدد الفهد على أن نتائج هذا الاجتماع لا ينبغي أن تتوقف بنهايته، بل يجب أن تنقل إلى جميع المعاونين من ضباط وضباط صف وأفراد، ليتفهموا الوضع الأمني، وماذا ينبغي عمله للحفاظ عليه، فهذه مسؤولية كبيرة، والإحساس بها هو بداية التفاعل ونقطة الانطلاق الصحيحة للعمل الإيجابي.والمح إلى أن المؤسسة الأمنية عملت بجد وإخلاص وتعاون وثيق خلال المرحلة السابقة، «لكن يجب أن نضاعف يقظتنا وانتباهنا في المرحلة المقبلة، لان واجبنا أن نصون الأرض، ودورنا هو تحقيق الأمن الشامل لتحصين الوطن والجبهة الداخلية، وينبغي أن نكون مؤتمنين على هذه المسؤولية، وان تكون إجراءاتنا استباقية ووقائية».ودعا الأجهزة الأمنية المعنية إلى الدعم والتنسيق الشامل بين القطاعات الميدانية الأمنية، وأن يتسم عملهم بالتخطيط الجماعي والمثابرة وروح المبادرة، «خاصة أن أمن الوطن أمانة في أعناقنا جميعا».واردف: «اننا لن نسمح بأي خلل أو وجود أي ثغرة أمنية خاصة مع توافر كل الإمكانات التقنية والفنية والبشرية لدى المؤسسة الأمنية، بفضل دعم القيادة السياسية العليا الرشيدة، ومساندة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح».