بعد ثلاثة أيام من هجمات شنها تنظيم "ولاية سيناء" على كميني شرطة في العريش، أسفر عن مقتل ٨ من قوات الأمن ومدني، قالت مصادر أمنية مصرية، أمس، إن "أربعة من رجال الشرطة قتلوا، في هجوم، وقع مساء أمس الأول، على قوة كمين متحرك قرب مستشفى العريش العام شمال سيناء، نفّذه مسلحو تنظيم ولاية سيناء، الفرع المصري لتنظيم داعش.

وأضافت المصادر أن "المسلحين فتحوا النيران على مدرعتين وقتلوا من بداخلهما، وأصابوا ضابطا برتبة ملازم من قوة تأمين المستشفى يدعى عبدالرحمن عايش".

Ad

في المقابل، تمكنت قوات إنفاذ القانون، من صد محاولات عناصر مسلحة الهجوم على ارتكازين أمنيين في مدنية الشيخ زويد، ما أدى إلى مقتل 10 "إرهابيين"، في وقت عقدت القيادات الأمنية في مدينة العريش اجتماعات لمراجعة الخطط الأمنية، إثر الهجمات التي وقعت في نطاق المدينة.

وقال مراسل "الجريدة" في سيناء، إن "طائرات الأباتشي حلقت في سماء العريش، عقب الواقعة، وتأهبت القوات ميدانياً"، فيما تحدثت مصادر عن قيام الإرهابيين باختطاف مدرعة أثناء الهجوم على المستشفى.

وأكدت مصادر أمنية أن "القوات عثرت على المدرعة، صباح أمس، بعد عمليات تمشيط واسعة النطاق"، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية أرسلت إمدادات أمنية من القاهرة إلى سيناء، تمهيدا لعملية عسكرية موسعة.

وبعد اجتماع الرئيس السيسي، مع عدد من القيادات الأمنية، مساء أمس الأول، قال مصدر إن "الجيش قرر إنشاء 3 أكمنة جديدة لزيادة إجراءات التأمين"، مشدداً على تواصل العمليات العسكرية ضد المسلحين حتى الساعات الأولى من صباح أمس.

من جانبه، اعتبر الخبير الأمني، خالد عكاشة، ما يحدث في سيناء موجة تصعيد للعمليات الإرهابية، مع بداية العام، بعد فترة صمت دامت أشهر، وقال لـ"الجريدة": "توجيه الضربات المركزة في مدينة العريش فقط، يعتبر ضغطاً مباشراً على عاصمة شمال سيناء".

السيسي والعراق

الى ذلك، نفت مصادر مطلعة لـ "الجريدة" عن نية السيسي إجراء زيارة قريبة الى العراق، وقالت المصادر إن الرئيس ينتظر زيارة نظيره اللبناني ميشال عون الى القاهرة، وليس على جدول أعماله السفر الى العراق.

وكان السفير العراقي الجديد في القاهرة، حبيب الصدر، قال في حوار مع صحيفة "الوطن" المصرية، إنه سيعمل على ترتيب زيارة للرئيس إلى العراق.

وقبل أيام وقعت الحكومتان العراقية والمصرية اتفاقية لإمداد القاهرة بمليون برميل نفط شهرياً، تدخل حيز التنفيذ خلال أيام، وقال السفير الصدر إن "الشحنات، وهي من نفط البصرة الخفيف، قابلة للزيادة فيما بعد، وبشروط دفع ميسرة".

إلى ذلك، أعرب السيسي، أمس الأول، عن تطلع بلاده إلى تعزيز التعاون والتنسيق مع الإدارة الأميركية الجديدة، لاسيما في ضوء وجود تحديات مشتركة تتطلب تكثيف التعاون للتعامل معها.

وأكد، خلال لقائه وفداً من "مجلس أعمال الأمن القومي الأميركي"، وهو منظمة أميركية غير حكومية تضم في عضويتها ممثلين عن مجتمع الأعمال الأميركي، على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على المضي قدماً نحو تعزيزها على مختلف الأصعدة.

وكان الرئيس المصري تلقى، أمس، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وقالت مصادر مصرية إن الرئيس الفرنسي أعرب خلاله عن تقدير بلاده لتسليم رفات ضحايا الركاب الفرنسيين، الذين لقوا مصرعهم في حادث سقوط الطائرة المصرية القادمة من باريس، إلى ذويهم، مؤكداً امتنان أسر الضحايا لهذا الإجراء، ومشيداً بالتعاون القائم بين الجانبين.

وفي حين استقبل الرئيس المصري، أمس، وفداً برلمانياً ايرلندياً، برئاسة شين أوه فرجيل، رئيس البرلمان الأيرلندي، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس، مع نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد والطاقة زجمار جبراييل، تطورات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مصر على ضوء برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الطموح الذي تتبناه الحكومة المصرية، كما استعرض شكري الخطوات والإجراءات التي تم اتخاذها على مسار عملية التحول الديمقراطي واستكمال بناء المؤسسات الوطنية والدستورية.

تيران وصنافير

في هذه الأثناء، وقبل يومين من موعد انطلاق تظاهرة تنظمها قوى سياسية، ضد اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، والمقررة غداً، قال مصدر أمني في مديرية أمن القاهرة إن "إجراءات أمنية مشددة سيشهدها محيط حديقة الفسطاط، جنوب القاهرة، تزامنا مع التظاهرة التي دعت إليها بعض القوى المدنية والسياسية"، وأضاف: "لن نسمح بأي أعمال شغب، ولن يسمح بخروج التظاهرة من بين أسوار الحديقة".

وكانت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة قضت، أمس الأول، بمنع التظاهرة أمام مجلس الوزراء، والأماكن المحيطة به ونقلها إلى حديقة الفسطاط، الأمر الذي أغضب القوى المنظمة، ودفع شباب "القوى الشبابية والحملة الشعبية للدفاع عن الأرض"، إلى رفض النزول للمشاركة في تظاهرات "حديقة الفسطاط"، واستبدالها بالتظاهر أمام مقر "مجلس الدولة" في محافظة الجيزة، حيث أكد مسؤول المكتب السياسي في "حركة 6 أبريل" (الجبهة الديمقراطية) شريف الروبي، أن القوى الشبابية ترفض النزول تحت قيود تفرضها وزارة الداخلية طبقاً لقانون "التظاهر".

وأضاف الروبي لـ"الجريدة": "الحملة دعت للاحتشاد الاثنين المقبل، أمام مقر مجلس الدولة تزامناً مع حكم المحكمة الإدارية العليا، في الاتفاقية، مؤكداً أن أي دعوات أخرى للنزول لن تصدر منهم".