الجيش يقتحم جامعة الموصل... و«داعش» يفجر آخر جسور دجلة
خطيب الكوفة يستغرب تزامن «تفجيرات الصدر» مع رفض «مشروع التسوية» من المرجعية
تمكنت القوات العراقية من اقتحام جامعة الموصل بالشطر الشرقي للمدينة، في وقت عمد تنظيم «داعش» إلى تدمير آخر 3 جسور على نهر دجلة، ليقطع بذلك التواصل البري بين الشطر الشرقي الذي فقد السيطرة على أغلبه والشطر الغربي الواقع تحت سيطرته.
مع اقتراب معركة استعادة السيطرة على المدينة الاستراتيجية من إتمام شهرها الثالث، أعلن قائد عمليات "قادمون يا نينوى" في العراق، الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله، أمس، أن قوات "مكافحة الإرهاب" اقتحمت جامعة الموصل وسط الساحل الشرقي للمدينة بعد قتال عنيف استمر أياما ضد تنظيم "داعش"، وسيطرت على عدد من البنايات، ومستمرة بالتقدم لتحقيق أهدافها.وستساعد السيطرة على منطقة الجامعة القوات العراقية في تحقيق تقدم مواز باتجاه جسور فوق نهر دجلة القريب لبدء هجمات على غرب المدينة الذي لايزال خاضعا بالكامل لسيطرة التنظيم المتشدد بمجرد أن تتمكن من تأمين الضفة الشرقية لنهر دجلة.وطوقت جامعة الموصل، التي يعتقد أن التنظيم استولى على مواد نووية كانت تستخدم في البحث العلمي بها، تمهيدا لاقتحامها أمس الأول. وشكلت الجامعة مركزا لقادة "داعش" لقيادة المعارك في الساحل الشرقي، وكانوا يراهنون على الاحتفاظ بها لعرقلة تقدم القوات العراقية.
جسر الحرية
وأفاد يارالله، بتمكن القوات من السيطرة على جسر ثان (جسر الحرية) على نهر دجلة من جهة الساحل الشرقي للمدينة، ورفع العلم العراقي عليه، مؤكدا سيطرة القوات على مبنى محافظة نينوى ومبان حكومية أخرى.وقال إن وحدات "مكافحة الإرهاب" وصلت إلى الجسر الثاني وهو واحد من 5 جسور تعبر النهر الذي يمر عبر الموصل من الشمال إلى الجنوب.وأضاف أن "القوات استعادت السيطرة بالكامل على حي الفيصلية المحاذي لنهر دجلة الذي يشرف على الجسر القديم شرقي المدينة، كما تمكنت من تحرير حي الصدرية".وبهذا تكون القوات العراقية قد وصلت إلى جسرين، بعد أن شقت طريقها إلى الجسر الرابع في أقصى الجنوب منذ أيام.وفي وقت سابق، أعلن جهاز "مكافحة الإرهاب" أن القوات العراقية باتت تسيطر على 80 إلى 85 في المئة من الجانب الشرقي للموصل.تدمير وحرق
وفي محاولة لعرقلة أي تقدم للقوات العراقية عبر النهر، أقدم "داعش" على تفجير الجسور الثلاثة المتبقية على نهر دجلة. وتضرب الهجمات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة كل الجسور في محاولة لعرقلة حركة مقاتلي التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية" في المدينة. وأفاد قائد عسكري بقيادة العمليات المشتركة، أمس، بقيام عناصر "داعش" بحرق كل الدوائر الحكومية في آخر مناطق الساحل الأيسر بالمحور الشرقي.وقال إن "عناصر التنظيم أقدمت على حرق مبنى بدالة نينوى الإلكترونية ومصرف أم الربيعين والمصرف العقاري و3 مراكز صحية، على خلفية تقدم القوات العراقية السريع، والتي أوشكت على تحرير الساحل الأيسر بالكامل من التنظيم".وفي هجوم منفصل، قتل 18 من الجيش العراقي في هجوم لعناصر "داعش" على ثكنة عسكرية غرب مدينة حديثة.الكوفة والتفجيرات
في سياق آخر، أبدى إمام وخطيب صلاة الجمعة بمدينة الكوفة، صادق الحسناوي، استغرابه "تزامن سلسلة التفجيرات الأخيرة التي ضربت مناطق في بغداد من بينها مدينة الصدر مع رفض المرجعية وقيادة التيار الصدري لـ "مبادرة التسوية التاريخية"، مشيرا الى أن "أحزاب السلطة الفاسدة فشلت مرة أخرى في الحفاظ على أمن بغداد بعد سنوات البؤس والظلم والخراب التي ابتلي بها العراقيون".وتساءل الحسناوي في خطبة الجمعة المركزية بمسجد الكوفة: "لماذا رفضت مرجعية النجف استقبال البعض، ولماذا لا تنصاعون لما تطلبه منكم، فهل لكم أن تحفظوا هيبة المرجعية وتكون قراراتكم منبثقة من أروقتها؟".وتابع قائلا إن "العراقيين لن يقبلوا بأي أجندة تأتينا من خارج أسوار الوطن، والتظاهرات السلمية وكل وسائل الاحتجاج ستستمر حتى يتم استرداد العراق، وإذا كانت الحكومة تريد مصلحة البلاد يجب أن تستجيب وتخضع لهتافات ساحة التحرير"، محذرا من "عدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين".يذكر أن "مبادرة التسوية" أطلقها "التحالف الوطني" الشيعي، في محاولة لإنهاء الصراع السياسي بين مكونات المجتمع العراقي بمختلف أطيافه وسعى زعيم التحالف عمار الحكيم إلى حشد دعم إقليمي لها خلال زيارات قام بها أخيرا للأردن وإيران.خطر عالمي
إلى ذلك، حذر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، أمس، من ظهور أسماء وأساليب أكثر خطورة من "داعش" تهدد الأمن العالمي بعد انهيار التنظيم في العراق.وقال البارزاني خلال لقائه قناصل وممثلي الدول في عاصمة الإقليم، أربيل، إن "الذين سلموا الموصل إلى "داعش" لم يرغبوا في بدء ونجاح عملية تحريرها، لأنهم فشلوا ولم يكونوا يودون رؤية نجاح الآخرين"، مؤكدا أنه "من دون مساعدة البيشمركة والتنسيق مع القوات العراقية لم تكن العملية لتنجح بشكل صحيح".وشدد البارزاني على ضرورة أن "تتزامن الحرب الميدانية على داعش جهودا لاقتلاع جذور العنف والإرهاب من النواحي الفكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية بدعم دولي وتعاون بين جميع الأطراف في العراق".وأعرب عن أمله في "تحسن الوضع المالي للإقليم خلال العام الحالي 2017 مع بدء ارتفاع أسعار النفط بالتزامن مع عملية الأصلح الاقتصادي"، مشيرا إلى أن انخفاض أسعار النفط عالميا وتكلفة الحرب على الإرهاب ونزوح مليون و800 ألف شخص للإقليم، مع بدء عملية تحرير الموصل شكلت عوامل ضغط على موازنة الإقليم المالية.
الذين سلموا الموصل لـ «داعش» لم يرغبوا في تحريرها البارزاني