بالعربي المشرمح: إرهابهم مختل!

بدايةً أود أن أسأل الأميركان والغرب: لماذا نكرهكم؟ أو لنقل لماذا تعتقدون أننا نكرهكم؟ ولماذا لا نكره الصين مثلاً أو الهند أو كوريا أو البرازيل أو أياً من دول العالم التي لا تتدخل في شؤوننا؟

ثم نسألهم عن الإرهاب ومعناه وتفسيرهم له وسبب إلصاقه بالعرب والمسلمين دون غيرهم رغم قيام العديد من مواطنيهم بذات الأفعال الإرهابية التي يقوم بها بعض العرب والمسلمين، بل إن ما يقوم به هذا البعض قد يُفسَّر، ونحن مع هذا الرأي، بأنه ردة فعل على ما يقوم به الأميركان والغرب من تدخل سافر في شؤوننا، فرغم إقرارنا بأن ما يفعله بعض المسلمين يمثل إرهاباً منظماً و»مشرعناً» لا عشوائياً فردياً، فإننا نعتقد، كذلك أنه يحظى بدعم حكومات ودول لها مصالح في المنطقة ليبرر عملها على أنه ردة فعل.

ومن هنا لا يمكن أن نتقبل تصنيف العمليات الإرهابية الفردية التي تحدث ببلدانهم على أساس عقائدي أو عرقي حين يكون الفاعل مسلماً ومن أصول عربية، بينما يصفون ذات الفعل بمرض نفسي واختلال عقلي إذا كان الفاعل منهم، لذلك رفضوا أن يفسروا كلمة إرهاب ومعناها الحقيقي، وهو الأمر الذي جعل العداء والكره للأميركان والغرب يزداد. ومن هذا المنطق، ورغم رفضنا القطعي لأي عمل إرهابي من أي فرد أو جماعة، مهما كان المعتقد أو الدين أو الجنس أو العرق، فإننا لا يمكن أيضاً أن نسير في ركبهم لنفسر الإرهاب وفقاً لهواهم ومصالحهم ونحدده وفقاً لدين معين أو بلد بعينه أو جنس بذاته، كما أننا نعتقد أن الإرهاب عمل شيطاني كافر بأبسط معاني الإنسانية، سواء كان مرتكبه فرداً أو جماعة أو دولة.

يعني بالعربي المشرمح:

ما حدث ويحدث في سورية والعراق وغيرهما من الدول العربية من قتل وتدمير وتشريد منظم وبرعاية دولية هو عمل إرهابي، وما يحدث للفلسطينيين من إسرائيل عمل إرهابي، وما يفعله «داعش» والميليشيات الطائفية عمل إرهابي، وما يقوم به أفراد هنا وهناك من تفجيرات وقتل هو أيضاً عمل إرهابي، ولكن الفرق بين كل ما ذكرناه أن بعض الأعمال الإرهابية تقوم بها دول وأنظمة وجيوش بحجة حربها على الإرهاب برعاية دولية وصمت أممي، في حين يحدث بعضها الآخر نتيجة للأول وللطغيان والظلم الواقع على الشعوب المضطهدة، فهل للإرهاب دين أو دولة أو طائفة أيها الغرب؟ وما الفرق بين إرهاب تقومون به أو تدعمونه أو تصمتون عنه، وإرهاب يأتي ردة فعل عليكم، فمن المختل أنتم أم إرهابيوكم، وهل استوعبتم سبب كره الشعوب لكم؟