في كل شعوب العالم، سواء كانت دولاً من العالم الثالث أو العالم المتحضر، تجد أن هناك سلبيات وأموراً لا يريدها المواطنون، ولا يستحسنها ذوق العامة، ولكن دعوني أقول وبكل صدق: هل كل ما تستهجنه أنت بالضروري أن أستهجنه أنا؟ كيف نحدد موضع السلبيات؟ بطبيعة الحال هذا أمر شائك ومتداخل، ولا أحد في الدنيا يستطيع أن يضع يده على السلبيات، ويقول أنا وصيّ عليها، وجدير أن أخلصكم منها. صحيح أن هناك نقاط فساد يتفق عليها الكل مثل الفساد المالي والإداري، وإهدار وقت العمل، وإهدار مال الدولة، كل هذا لا ريب أنه حقيقي ومفهوم، ولا أحد يستطيع أن ينكره، ولكن كيف تتم معالجته؟ هل يوجد في أي دولة من دول العالم المتقدم الآن لجنة في البرلمان تعالج السلبيات الموجودة في المجتمعات الأوروبية مثلاً أو غيرها من دول العالم الحديث؟ أظن أن هذا الكلام صعب أن يتحقق، لأنه وببساطة لا يمكن لأي مجموعة أو طائفة مهما كان منصبها أو موقعها، أقول لا يمكن، أن تكون وصية على وطني، فلماذا نمكّن هذه اللجنة المسماة بلجنة السلبيات من أن تكون وصية علينا؟ هل نحن أطفال صغار نحتاج من يحدد لنا الأمور الخاطئة التي نقوم بها؟ إذاً أين دور القانون والتشريع الذي تقومون بصياغته أنتم يا أعضاء الأمة؟
أقولها ثانية، مجلس أمتنا لمراقبة الحكومة ومراقبة ما تفعله، ولسن القوانين اللازمة لتسيير أعمال أمتنا لا الوصاية على حياتنا ومقدراتنا وأساليب حياتنا في كل مجتمعنا. هناك الكثير والكثير من الملفات الخاصة التي لا يحب المواطن، بأي حال من الأحوال، أن يمسها أحد من قريب أو من بعيد، نعم هذا حقيقي ولا ريب فيه، فيجب ألا تثيروا غضب المواطنين وحنقهم، وليكن بداية عهدكم معه بالخير والجد في خدمته، ولننحِّ أي وصاية على عاداتنا وأساليب حياتنا جانباً، لأن الإيجابية والسلبية تنبعان من داخل الفرد ذاته لا بوصاية أحد ما عليه."شبابنا تركيز شوي وليرحم والديكم"... ظنكم لكم وحسن نيتي لي ورب البيت كريم.
مقالات - اضافات
وصاية جديدة من مجلسنا الجديد
14-01-2017