وُلدت الفنانة كريمة مختار في 16 يناير 1934، واسمها الحقيقي عطيات محمد البدري. تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتزوجت من المخرج الكبير الراحل نور الدمرداش المُلقب بـ{ملك الفيديو»، أحد أهم مخرجي الدراما التلفزيونية، ولها منه أربعة أولاد، من بينهم الإعلامي الشهير معتز الدمرداش.

كانت بدايتها من خلال برامج الأطفال مع «بابا شارو»، واشتهرت بصوتها المُميز. وعندما عُرض عليها العمل في التمثيل رفضت أسرتها واستمرت في الإذاعة حتى زواجها من نور الدمرداش الذي سهّل لها المشاركة في فيلم «ثمن الحرية» عام 1958 حيث جسدت دور أم مع محمود مرسي وعبدالله غيث. ومنذ ذلك الحين، راحت تجسد دور الأم في السينما والتلفزيون والمسرح. كذلك شاركت عام 1955 في المسلسل الإذاعي «عصابة اليد السوداء»، من إخراج نور الدمرداش.

Ad

للراحلة تاريخ كبير من الأعمال السينمائية الناجحة والخالدة في تاريخ السينما وذاكرة الجمهور، من بينها «الحفيد، وبالوالدين إحساناً، الرجل الذي فقد عقله، نحن لا نزرع الشوك، المستحيل، الشيطان يعظ، الليلة الموعودة، سعد اليتيم، أميرة حبي أنا، اليتيم والذئاب، إعدام طالب ثانوي، وتمضي الأيام، والفرح، ساعة ونص».

أما الدراما التلفزيونية فلها نصيب كبير من الأدوار الجيدة لكريمة يركّز معظمها في دور الأم المصرية الطيبة المسكينة والمغلوبة على أمرها، من بينها: «البخيل وأنا، صابر يا عم صابر، فيه حاجة غلط، أبو العلا البشري (في جزأين)، آدهم وزينات، نقطة نظام، الحاوي، برديس، زهرة وأزواجها الخمسة، الحارة، من الذي لا يحب فاطمة، رحلة العمر، الفرسان، ألف ليلة وليلة»، والمسلسل التاريخي «محمد رسول الله»، فضلاً عن «مسيو رمضان مبروك أبو العلمين»، وأخيراً «دلع البنات وكيد الحموات»، والمسلسل الأبرز «يتربى في عزو».

شاركت الراحلة في أعمال مسرحية عدة، لعل أشهرها «العيال كبرت» مع الراحلين سعيد صالح وأحمد زكي وحسن مصطفى، و{بداية ونهاية» المأخوذة عن رواية لنجيب محفوظ، وكانت من بطولتها مع كل من فريد شوقي، وحسين فهمي، ومحمود ياسين، وفاروق الفيشاوي، وقبلها قدّمت «ميرامار»، و{الأرض» على المسرح القومي.

كوّنت ثنائياً ناجحاً مع الفنان الكبير فريد شوقي، فشاركته بطولة أعمال عدة في السينما والمسرح والتلفزيون، أبرزها: «يا رب ولد، رجل فقد عقله، ومضى قطار العمر، البخيل وأنا، صابر يا عم صابر، وبالوالدين إحساناً، الليلة الموعودة»، ومسرحية «بداية ونهاية».

جوائز وتكريمات

نالت كريمة مختار جوائز وتكريمات عدة، أبرزها جائزة النقاد عن دورها في فيلم «ومضى قطار العمر» عام 1975 مع كل من فريد شوقي وناهد شريف ونورا، ومن إخراج عاطف سالم. كذلك حصدت جائزة أحسن ممثلة في مهرجان الإذاعة والتلفزيون عام 2007 عن دورها الشهير «ماما نونا» في مسلسل «يتربى في عزو» مع يحيى الفخراني ورانيا فريد شوقي.

وحصلت عام 2008 على تكريم أوسكار السينما المصرية عن مُجمل أعمالها السينمائية، وفي السنة نفسها كرّمتها منظمة «اليونسيف» ووزارة الصحة في مصر عن مشاركتها في حملات توعية للمرأة المصرية نظّمتها الوزارة. كذلك كرّمها المهرجان القومي للمسرح عن مُجمل أعمالها عام 2010.

آراء

ترى الناقدة ماجدة خير الله أن كريمة مختار إحدى أهم ممثلات السينما، وأن تصنيفها في دور الأم ظلمها فهي قدّمت في بدايتها شخصيات مختلفة كان معظمها في الدراما التلفزيونية، فضلاً عن أن شخصية الأم التي أدّتها كانت متنوعة، فهي تختلف في «الحفيد» عنها في «الليلة الموعودة» وفي «البخيل وأنا».

وأضافت أن كريمة تألّقت في تجسيد دور الأم وكانت أكثر تميزاً من فردوس محمد.

الفنانة تيسير فهمي نعت الراحلة مؤكدةً أنها كانت بمثابة الأم لها، وشاركت معها في أعمال عدة من بينها «الليلة الموعودة، فيه حاجة غلط، رحلة العمر، الوليمة»، وغيرها. وأضافت أن لكريمة تاريخاً كبيراً وقدمت الأدوار كافة الكوميدية منها والتراجيدية والتاريخية، موضحةً أنّ ظهورها في مشهد واحد في الفيلم كان يكفي كي يخرج الجمهور وهو يتحدّث عنها، ما يعني أنها كانت حاضرة بقوة.

المخرج الكبير محمد فاضل أكّد بدوره أنه يعرف الراحلة منذ عام 1956 عندما كان نور الدمرداش أستاذه في المعهد، موضحاً أن انطلاقتها في عالم التمثيل كانت رومانسية من خلال الإذاعة والتلفزيون، وهي لم تقدّم دور الأم من البداية كما يعتقد البعض إذ شاركت في مسلسل «حسن ونعيمة» في عام 1956 وبسبب نجاحه تحوّل إلى فيلم سينمائي من بطولة سعاد حسني. كذلك أشار إلى أنها قدّمت الكوميديا معه من خلال مسلسل «القاهرة والناس» الذي استمرّ عرضه خمس سنوات، ثم شاركته مسلسلات عدة لعل أشهرها «أبو العلا البشري» و{أدهم وزينات».

وأضاف أن الراحلة حافظت على نجوميتها وتألقها حتى آخر أعمالها، على عكس فنانات آخريات فقدن بريقهن وتألقهن مع الزمن والتقدم في العمر.

وترى الفنانة حنان مطاوع أن كريمة مختار قيمة فنية كبيرة لها تاريخ مُشرف سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح أو الإذاعة، مضيفة أنها شاركت الراحلة في أعمال إذاعية ووجدتها مثالاً للالتزام والطيبة، وكانت فعلاً أماً لكل من يعرفها.