صعوبات تواجه انضمام بريطانيا إلى منظمة التجارة الدولية
يعتقد معظم الاقتصاديين أن إجمالي التجارة البريطانية سوف يعاني، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن أنصار الخروج يعتقدون أن بريطانيا سوف تصبح نجمة لامعة في منظمة التجارة الدولية، وقادرة على إبرام اتفاقات وصفقات تجارية في شتى أنحاء العالم.
![إيكونوميست](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1495703498349730300/1495704146000/1280x960.jpg)
وعلى أي حال، توجد عقبة محيرة، وبريطانيا في الأساس عضو في منظمة التجارة الدولية ولكنها تعمل من خلال الاتحاد الأوروبي، ولكي تصبح عضواً كاملاً مستقلاً فهي في حاجة الى طرح "برامجها" الخاصة والتحدث الى منظمة التجارة الدولية حول قوائم التعرفة والحصص التي تطبق على منتجات الدول الاخرى. ويقول ألان ونترز من جامعة سوسكس البريطانية إن من الصعوبة بمكان – من الناحية النظرية – أن تحصل بريطانيا على جداولها الخاصة كما أن أي تغيير سوف يتطلب قبول الأعضاء الآخرين، ولكن استخدام الاجراء "التعديلي" سوف يسمح للحكومة ببساطة برفع كلمة "الاتحاد الأوروبي" ووضع كلمة "بريطانيا" بدلاً من ذلك على رأس الصفحة.الى ذلك فإن التغييرات الأكبر – مثل زيادة التعرفة على بضائع معينة – قد تتطلب تعديلات أكثر طموحاً ومفاوضات مستفيضة بقدر أكبر كثيراً، وسوف يكون المسار الأكثر بساطة عندئذ أن تحتفظ بريطانيا بجداولها كما هي في ظل الاتحاد الأوروبي والتي يتم تطبيقها من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على الاستيراد من دول ثالثة. وقد ألمحت الحكومة الى هذا الجانب في الآونة الأخيرة – ومن شأن هذا تفادي الخلاف الدبلوماسي ولكن اعادة تبني الالتزامات التي وافق عليها الاتحاد الأوروبي لا تبدو مثل مجرد "استعادة السيطرة" لأن هذا سوف يفضي الى مشاكل اخرى.
اتفاقيات منظمة التجارة
تفترض اتفاقيات منظمة التجارة الدولية التجارية أن الاتحاد الأوروبي في وضعه الحالي يشكل كتلة اقتصادية متماسكة، وتجارة البضائع بين الـ 28 دولة في الاتحاد تتم بصورة حرة تماماً، وقد أقامت بناء على ذلك الشركات متعددة الجنسية التي يتعين عليها تحريك المكونات جيئة وذهاباً بصورة متكررة بين الدول الأعضاء سلاسل امداد لتحقيق هذه الغاية، ولكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أسهم في تعقيد هذه الترتيبات، واذا حافظت بريطانيا على التعرفة الخارجية المشتركة فقد ينسحب ذلك على شركة تحرك مكونات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا – وسوف يصبح في وسع مثل هذه الشركة فرض رسوم تعرفة في كل مرة يتم فيها عبور الحدود.والمشكلة ذات الصلة تتمثل في "حصص معدلات التعرفة" في منظمة التجارة الدولية التي تسمح بدخول كمية معينة من البضائع عند معدلات تعرفة أرخص، ويوجد لدى الاتحاد الأوروبي حوالي 100 من هذا النوع، ويستخدم بيتر أنغفاكورن الذي كان يعمل سابقاً في سكرتارية منظمة التجارة الدولية المثل المتعلق بحصص لحوم فندق "هيلتون" من أجل اظهار مضاعفات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.وتبلغ الحصة الرسمية الحالية في الاتحاد الأوروبي من مستوردات اللحوم حوالي 40000 طن تفرض عليها رسوم استيراد بقيمة 20 في المئة بحسب تقديره، وفوق هذه الحصة يصبح الرسم أعلى بقدر كبير. وسوف يتعين على بريطانيا والاتحاد الأوروبي تقسيم هذه الـ 40000 طن. وقد يضغط الاتحاد الأوروبي على بريطانيا من أجل الحصول على حصة أكبر من أجل تهدئة منتجي اللحوم الأوروبيين كما قد يستاء المزارع البريطاني من تدفق اللحوم المتدنية التعرفة، وقد يتعين زيادة الحصص لأن التجارة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي سوف تقع ضمن ذلك الترتيب الآن. وبحسب لويس غونزاليز غارسيا من غرف ماتريكس وهي شركة خدمات قانونية فإن من المحتمل أن تصبح تلك "القضية الأكثر اثارة للنزاع" في جهود بريطانيا لاعادة تأسيس وضعها على شكل عضو مستقل في منظمة التجارة الدولية.الدولة الأقل تفضيلاً
وسوف ترسم منظمة التجارة الدولية مفاوضات البريكست نفسها، وفي الأسابيع القليلة الماضية بدت الحكومة تواقة الى ضمان ذلك حتى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ثم إن مصدري بريطانيا الكبار سوف يتمكنون من البيع بحرية الى السوق الواحدة، وقد ضمنت عدم تعرض شركة نيسان لصناعة السيارات الى خسارة نتيجة البريكست كما رفضت طرح شروط هذا الضمان. وعلى أي حال، فإن قوانين منظمة التجارة الدولية تجعل مثل هذه الاتفاقات المحددة صعبة، واذا كان على بريطانيا الموافقة مع الاتحاد الأوروبي على تطبيق التعرفة على السيارات فإن مبدأ "الدولة الأكثر رعاية" سوف يجبرها على عرض قدرة وصول الى تعرفة حرة الى دول اخرى أيضاً. كما أن اتفاقات التجارة الحرة لا يفترض أن تغطي سلعة واحدة أو اثنتين بل كل التجارة بين الدول المعنية، وفي غضون ذلك، سوف يتم تحديد نقل الأموال الحكومية في جنيف. البعض من هذه المشاكل يمكن تخطيه، والدول التي تظل جيدة في سجلات الدول الاخرى سوف تجد الأمور أكثر سهولة، ولكن رجال السياسة في بريطانيا يكافحون - حتى الآن – على هذه الجبهة، وقد أغاظ وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون نظراءه بتعليقات ساخرة وعندما يحل وقت البريكست لن يجد جونسون ورفاقه من أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أي اتفاق تجاري يتسم بأهمية خاصة مغرية.
الحقيقة الصعبة أن عملية تحول بريطانيا إلى عضو مستقل في منظمة التجارة تنطوي على مصاعب كبيرة
المحير أن أنصار «البريكست» الذين رفعوا شعار «صوتوا للخروج واستعيدوا السيطرة» يشعرون بالسرور إزاء خيار منظمة التجارة الدولية
المنظمة عالمية السمة ودول قليلة فقط تعمل من خارجها كما أن أعضاءها يظلون تحت رحمة نظامها المتعلق بـ«تسوية النزاعات» الذي يسمح للدول الأخرى بفرض عقوبات
إعادة تبني الالتزامات التي وافق عليها الاتحاد الأوروبي لا تبدو مجرد «استعادة سيطرة» لأن هذا سوف يفضي إلى مشاكل أخرى
المحير أن أنصار «البريكست» الذين رفعوا شعار «صوتوا للخروج واستعيدوا السيطرة» يشعرون بالسرور إزاء خيار منظمة التجارة الدولية
المنظمة عالمية السمة ودول قليلة فقط تعمل من خارجها كما أن أعضاءها يظلون تحت رحمة نظامها المتعلق بـ«تسوية النزاعات» الذي يسمح للدول الأخرى بفرض عقوبات
إعادة تبني الالتزامات التي وافق عليها الاتحاد الأوروبي لا تبدو مجرد «استعادة سيطرة» لأن هذا سوف يفضي إلى مشاكل أخرى