• أعلنتم انطلاق المؤتمر الأول لمكافحة العنف والمخدرات "واعي" خلال فبراير المقبل، فما أهدافه وكيف جاءت فكرة عقده؟
- هذا المؤتمر هو الأول من نوعه في الكويت، وسيعقد من 17 حتى 20 فبراير المقبل، تحت رعاية وزارة الدولة لشؤون الشباب، وبمشاركة حاشدة من مؤسسات اقتصادية وتربوية وصحية عريقة في البلاد.ويهدف الى إرشاد الشباب الكويتي حول كيفية تجنب آفة المخدرات، وتعزيز الثقة بأنفسهم، ليثقوا بقدراتهم على الإنجاز والتطوير، إضافة إلى المساهمة في إنشاء جيل مفكر وواع لديه القدرة على تحديد أهدافه واتخاذ القرارات السليمة.وسيناقش المؤتمر كيفية تشجيع وتنمية مهارات الشباب عن طريق الارتباط بأنشطة إيجابية تساعد على إبراز هوية الفرد للحصول على أقصى استفادة ممكنة من أوقاتهم، إضافة الى تعريف الشباب بكيفية حمايتهم من الوقوع في شرك الإدمان، كما يسعى المؤتمر أيضا الى خلق آلية تنسيق مع وزارة التربية والتعليم العالي، لنشر الوعي بين الطلبة لإعداد جيل قادر على تحمل المسؤولية.كما يتضمن المؤتمر جلسات نقاش محورية حول تأثير المخدرات من الناحية الطبية والمجتمعية والمهنية والتربوية، يشارك فيها رياديون من صناع القرار في قطاعات تربوية وصحية واقتصادية، ويهدف الى الاخذ بيد الشباب باتجاه الانخراط الصحي في المجتمع المهني، وتحفيزه على خوض غمار المشاريع المتوسطة والصغيرة، ما سيبرز كفاءاته ويعزز معارفه وثقافته.وهنا لابد من التأكيد على وجود تنسيق قوي بين جميع الجهات المعنية لوضع آليات وحلول استراتيجية تعمل على إيجاد حل جذري لمشكلة الإدمان.وتولدت فكرة تنظيم المؤتمر بعدما لاحظنا كصيادلة، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، أن أعدادا كبيرة من مستخدمي الأدوية بالكويت يسألون عن أدوية معينة بعضها مخدر، في حين أن هذه الأدوية غير مسجلة في ملفاتهم، وإذا استخدمت بشكل خاطئ فستؤدي إلى الإدمان. كما أنه حينما نسقنا وتعاونا مع مركز الإدمان التابع لوزارة الصحة وجدنا أن هناك 7 آلاف ملف إدمان، وهذا وفقا للأعراف الطبية العالمية يعني أن هناك 70 ألف مدمن بالكويت، ومن هنا تولدت فكرة البدء في إطلاق حملة لمكافحة الإدمان، الذي يعتبر سببا رئيسيا في زيادة العنف وتحديدا بين الشباب.وخلال الفترة الأخيرة أصبحنا نرى حالات عنف غير مبررة، وبعد الكشف عنها نجد أن هذا الشخص صاحب السمات العنيفة مدمن، ويلجأ إلى العنف إذا قل مستوى التركيز لديه، وبدأنا ننشئ حملة لمكافحة المخدرات والعنف، وسرعان ما تطورت وأصبحت مشروعا كبيرا.وانطلقت هذه الحملة في سبتمبر الماضي، على أن تنتهي بإقامة المؤتمر في فبراير المقبل، وحملة هذا العام تحمل هدفا رئيسيا هو التقليل من الزيادة الكبيرة في أعداد المدمنين بالكويت، حيث كانت الزيادة بواقع 25 في المئة خلال السنوات الثلاث الماضية.عدد المدمنين
• وما أسباب هذه الزيادة في عدد المدمنين في الكويت؟
- هناك أكثر من سبعة آلاف ملف مفتوح بمركز علاج الإدمان، و70 ألف مدمن في الكويت بينهم نسبة مرتفعة من فئة الشباب، وازداد عدد المدمنين بنسبة 25 في المئة في السنوات الثلاث الأخيرة، وللأسف ولا توجد ثقافة طبية ودوائية صحيحة في مجتمعاتنا العربية، وبكل أسف أيضاً فإن كثيراً منا يحصل على إرشادات طبية من أشخاص غير مؤهلين كالطبيب أو الصيدلي مما يؤدي إلى زيادة أعداد المدمنين، كما أن المقولة العامية "اسأل مجرّب ولا تسأل طبيب" مقولة خاطئة جداً وللأسف يأخذ الكثيرون منا بهذه المقولة.الكثيرون منا قد يشير عليهم أصدقائهم باستخدام أدوية أو حبوب معينة قد يكون استخدامها غير آمن لأشخاص بعينهم وقد يؤدي بهم إلى الإدمان، وقد يشكل ذلك سبباً في زيادة أعداد المدمنين، كما أن تراجع دور المنزل والمدرسة والمسجد في الرقابة على أبنائنا وإرشادهم أدى إلى زيادة عدد المدمنين والعنف الموجود في كثير من شبابنا. باختصار يمكن القول، إن الإدمان يودي إلى ثلاث نتائج حتمية هي الموت من خلال الانتحار أو الانطوائية أو العنف.• ما هي مطالبكم من وزير الصحة الجديد؟
- نحن الآن نعتزم عقد لقاء مع وزير الصحة د. جمال الحربي لطرح بعض الأمور التي سنتعاون بشأنها، منها إقرار لائحة جديدة سترى النور خلال أيام، وهي "لائحة آداب المهنة والسلوك المهني" التي تعد إحدى إنجازات مجلس إدارة الجمعية الصيدلية، وتم إنجاز هذه اللائحة من خلال أحدث الدراسات العالمية.وسنتقدم كذلك رسمياً بهيكلة جديدة لقطاع الصيدلة وتحديداً إدارتي التفتيش الدوائي والخدمات الصيدلانية، وقد انتهينا من وضع الهيكلة تمهيداً للحصول على موافقة ديوان الخدمة المدنية عليها.وأبرز ما في لائحة آداب المهنة والسلوك المهني هي ضوابط عمل الصيدلي مع المرضى ومع المجتمع الطبي، وكيف يجب أن يكون الصيدلي؟ وكيف يؤدي مهنته؟ إضافة إلى وجوب أن يكون ملماً بأحدث التطورات المتلاحقة حول مهنته، وعلاقته بزملائه ومرضاه واستقباله للمراجعين والمرضى، وطريقة حفظه للمعلومات السرية لمرضاه.أما بالنسبة للهيكلة الجديدة في قطاع الخدمات الصيدلانية فتهدف إلى تنظيم العمل في واحدة من أقدم إدارات وزارة الصحة، وتعتمد الهيكلة الجديدة على توسعة في عمل هذه الإدارة، حيث إن الهيكلة الحالية تقتصر فقط على وجود مدير للإدارة مع مراقبين اثنين و15 رئيس قسم على مستوى الكويت.