وداعاً الأديب أحمد الشيخ... مثقفو مصر يشعرون بالأسى
• اشتكى قبل رحيله بأيام تجاهل المثقفين واتحاد الكتّاب
بمزيج من الشجن والأسى ودّع الوسط الثقافي المصري الأديب أحمد الشيخ منذ أيام عن عمر ناهز 78 عاماً بعد صراع مع المرض.
عانى «الشيخ» متاعب صحية في السنوات الأخيرة في العمود الفقري والساقين وخاض رحلة علاجية، فيما لم تؤد الدولة المصرية دورها تجاهه، ما أثار حزن المثقفين في مصر.
عانى «الشيخ» متاعب صحية في السنوات الأخيرة في العمود الفقري والساقين وخاض رحلة علاجية، فيما لم تؤد الدولة المصرية دورها تجاهه، ما أثار حزن المثقفين في مصر.
اشتكى الأديب أحمد الشيخ من تجاهل اتحاد الكتاب في مصر له عندما اشتد عليه المرض، مبدياً حزنه قبل رحيله بستة أيام تجاه حالة صمت المبدعين والمثقفين التي شعر بها بعد عدم السؤال عنه. وسأل عن أسباب تغيّر الحال إذ كتب على «فيسبوك»: «المواجع داهمتني مصحوبة بمواجع في الصدر وشبه العجز الكامل، لكن الاتحاد غاب عني، وكل أعضاء المجلس أصدقائي، فماذا أفعل؟ اسألوا اتحادنا».الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس هيئة الكتاب، نعى الأديب والروائي الراحل، مؤكداً أنه كان أحد أهم كتّاب جيل الستينيات، وكان مهموماً بالريف المصري وبرع في تصويره من خلال سلسلة روايات وأعمال أدبية رصينة. كذلك كان من بين القلائل الذين اهتموا بالكتابة للأطفال.أصدرت وزارة الثقافة المصرية بدورها بياناً باسم الوزير حلمي النمنم، أكدت فيه أن إبداعات الراحل أثرت المكتبة العربية ونقلت واقع المجتمع المصري وتغيراته، فهو كان أديباً كبيراً وتاريخاً ممتداً وإبداعاً راقياً، وسيكون صداقة دائمة لكثير من الأجيال الأدبية.
الناقد الكبير صلاح فضل أكّد أن بصمات الشيخ في الأدب العربي لن تنسى، خصوصاً روايته «الناس في كفر عسكر» التي تتحدث عن النسيج الإنساني والاجتماعي والقيمي للقرية المصرية، والراحل قام بالتجريب في هذا العمل المحترم مقدماً لنا ضفيرة زمنية مربكة للقارئ ومثيرة لانتباهه يتجاور فيها أول الزمن مع نهايته على التوالي، ليفجر مفارقات بليغة.كذلك أوضح الروائي الكبير عبدالوهاب الأسواني أن الراحل أسس مدرسة مختلفة في السرد، وقدّم صورة جديدة وأصيلة للريف المصري، من خلال أعمال فنية فريدة كتبها بمذاق خاص ولغة متفردة، وعوالم برع في رسمها وتجسيدها فنياً، وتميّز بأسلوب معجون بالسرد بمهارة عجوز ريفي حكاء، يعرف كيف يمزج مستويات اللغة بلفتات الذهن وتقنيات التعبير.
روح القرية
قال الناقد الأدبي عمر شهريار: «مثلت أعمال الشيخ روح القرية المصرية وتوسعت في جمالياتها لتتجاوز روح التسجيل والتأريخ في إطار تقاليد الكتابة الواقعية إلى الرمزية الإنسانية الشاملة»، لافتاً إلى أن أهم رواياته «الناس في كفر عسكر» التي نشرت بعد نكسة 1967 بأكثر من 12 عاماً. إلا أنها كانت صيحة مقاومة إبداعية حقيقية، يمكن إدراجها ضمن أهم الأعمال الإبداعية التي سعت إلى تجاوز أثار تلك الهزيمة بإعادة مراجعة شاملة وممارسة للنقد الذاتي.تابع شهريار: «كان الأديب الراحل يبرع في نثر خيط من سيرته الذاتية ليدمجه بالسرد في أعماله كافة، كذلك كان يشتق من ذاته بعضه، ويؤنسنه ليقيم معه حواراً يسترضيه أحياناً أو يوبخه أو يحاول أن يجد معه صيغة تفاهم، وهو ما يدفع ببعض الحيوية في معظم أعماله»، مشدداً على أنه رغم عزوف الراحل عن الشهرة والأضواء فإن أي مؤرخ للرواية العربية في القرن العشرين لا يستطيع وليس بمقدوره أن يغفل اسم أحمد الشيخ.ينتمي أحمد الشيخ إلى جيل الستينيات الأدبي، ومن أشهر أعماله «الناس في كفر عسكر»، و«حكاية شوق» (اختيرت ضمن أفضل مئة رواية عربية صدرت في القرن الماضي)، و«حكايات المدندش»، و«دائرة الانحناء» و«النبش في الدماغ»، فضلاً عن أعماله للأطفال. حصل الراحل على جوائز عدة من بينها جائزة الدولة التقديرية في الآداب « مصر» عام 2014 عن مجمل أعماله، وجائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1985 عن مجموعة «النبش في الدماغ»، كذلك حصد وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1985.
أحمد الشيخ ينتمي إلى جيل الستينيات الأدبي ومن أشهر أعماله «الناس في كفر عسكر» و« حكاية شوق»