آمال : مساعد الرشيدي... ذهب بعض الشعر
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
كنا نتناول ما يقدمونه لنا فيُشبعوننا شعراً، فنكتفي به عما سواه، على أن ننتظر جديدهم قبل أن نتم قراءة ما بين أيدينا. كنا نتبادل، بدهشة وطرب، قصيدة نايف صقر "الموت حظ القلم والمجد للدفتر"، وكنا نتخيل المشهد ونحن نقرأ لفهد عافت "فتنة الحفل زيدي مشيتك بخترة"، وكانت آهات إعجابنا تختلط بتصفيقنا ونحن نقرأ لمساعد الرشيدي فاخرته "الكنة"، التي تعملق فيها، وقال في جزء منها: "ما أقول شفته وشفت البيض يَتلنّه / أقول شفته وشفت الشمس منجومة"، ويقول: "فيه انتهى النور... لا والله بدا منه / فجرٍ نعس بالوريد ونام بهدومه"! وما زلت أتلذذ بطعم تلك القصيدة، وأستعيد نكهتها ومذاقها، رغم كل هذه السنين.سمعنا بعد ذلك عن سعد بن جدلان الأكلبي، رحمه الله، فانعاجت رقابنا إلى الجنوب، وسقنا ركابنا إلى منبع البرق، فشاهدنا رياضاً تسر الناظرين، ووجدت نياقنا ما يسرها ويشبعها. وصرنا نتنقل ما بين عيون الماء العذب الغزير، فهنا الأكلبي وهنا نايف ومساعد وفهد، وهنا عين غزيرة اسمها عين ضيدان بن قضعان، ووو...، فاخضرّت صحارينا.وقبل يومين، قالوا: ذهب مساعد الرشيدي، فقلت: ذهب بعض الشعر، ومساعد باقٍ.رحم الله مساعد بن ربيّع الرشيدي، وألهم أهله وأصدقاءه ومحبيه وعشاق الشعر الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.