خفوا علينا
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
أين نبدأ وأين ننتهي مع الحالة "الريعية" بالدولة؟ وماذا أنتجت لنا من جماعات ونخب بائسة تصر على تحميل الآخرين وزر تراخي وإهمال حكومات متعاقبة كرَّست بعمد وسبق إصرار مفهوم المواطنة الاتكالية على عمل الغير، وحصرت العمل في المهن الإدارية البحتة في قطاع عام مترهل وكسلان ببيروقراطية قاتلة، حتى أصبحت الوظيفة العامة في معظم إدارات الدولة ليست تقديم خدمة عامة، وإنما تسهيل ارتزاقي وكسب مالي دون عمل حقيقي منتج.على هذه الجماعات التي تصر على ترويج الوهم والرياء، بصرف نظر الناس وتغييب وعيهم بكذبة عمل الوافد بالدولة أن يراجعوا طروحاتهم في تشخيص المرض الخليجي، المتمثل في نظامه السياسي أولاً، ثم الاجتماعي بالتبعية، فنتائج دراسة الإدارة المركزية بالإحصاء (جريدة الراي عدد الأمس) أظهرت أن 3 في المئة فقط من العاطلين عن العمل الكويتيين يقبلون بالعمل في "الخاص"، وأن الأغلبية 58 في المئة تفضل العمل الحكومي. مصيبتنا هنا في دولنا النفطية ليست هي عمل الوافد، الذي يحمل على كتفيه ثقل إرث نظام "الكفالة"، كأبشع وجه لحالة عبودية مخجلة قننتها الدولة رسمياً يرتزق منها الكثيرون، إما عبر الاتجار بالإقامات والتكسب منها، أو بالتواكل والاعتماد كلياً من الإسبرطيين المحليين على عمل العبيد الأجانب، إنما هي سياسة الخداع وعدم مواجهة الواقع بغطس الرؤوس بالرمال عندما يمارسها البعض، فيما نواجه أعمق وأخطر التحديات الاقتصادية بالدولة.ليس هناك ما يمنع أن تغلق الدولة أبوابها وترحل معظم "الوافدين"، كي تتيح فرص العمل لابن البلد، وليخبرنا حصفاء المزايدات السياسية عندها كم يوماً سنبقى أحياء من دون أن نخيس ونفطس في أماكننا...!