«تناغم» و»ذكريات»... سطوة الحنين في القاهرة
• «وجوه مصرية» تستلهم التراث الفرعوني
استهلت الحركة التشكيلية المصرية العام الجديد بفعاليات فنية عدة، من بينها معرض «تناغم» للفنان أيمن صلاح طاهر بقاعة «الباب» بدار الأوبرا بالقاهرة، في حين استضاف غاليري بيكاسو «ذكريات الزمن الجميل» للفنان د. أحمد عبد الغني، وفي مركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية أقيم معرضان للفنانتين منى عليوة «وجوه مصرية» ونيفين الرفاعي «شيفرة الذات»، بحضور لفيف من النقاد والفنانين.
افتتح د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري، معرض «تناغم« للفنان أيمن صلاح طاهر بقاعة الباب بدار الأوبرا بالقاهرة، وضم نحو 40 لوحة من مجموعته الفنية، حملت سمات تجربته الإبداعية بإيقاعها اللوني شديد الخصوصية، مبينة تحرر شخصياته من قوالبها التقليدية، وتناغم تصوير المشهد بين تدفق المعاني بدلالتها الرمزية، وعزف لوني متفرد. قال سرور إن لوحات طاهر تجسد مدى سيطرة العلاقات والمشاعر الإنسانية على موضوعاته، ويمكن تلمس الحبكة الدرامية في صياغاته اللونية التشكيلية التي تأتي في خيالات تشخيصية كأنها لوحات باليه في تمايلها وإنسيابية وحرية حركاتها وبساطتها، ومن خلالها يتضح مدى تأثره بتقنيات التصوير الفوتوغرافي هوايته المحببة. تخرّج أيمن صلاح طاهر في كلية الفنون الجميلة المصرية عام 1970 ، ومنذ طفولته بدأ الرسم في مرسم أبيه الفنان الرائد صلاح طاهر، وأقام أول معرض له في سن الثانية عشر مع والده، وله أكثر من 20 معرضاً فردياً، فضلاً عن أنه تخصص في التصوير تحت الماء، وشارك في معارض جماعية عدة في القاهرة وباريس ولندن.
ذكريات الصبا
أقام الفنان د. أحمد عبدالغني معرضه الجديد «ذكريات الزمن الجميل» بغاليري بيكاسو بالقاهرة، وضم 30 لوحة تمثل صياغات تصويرية متفردة، وموجات من الحنين إلى ذكريات الصبا، بحضور لفيف من أساتذة الفنون الجميلة والفنانين والنقاد. عن معرضه قال أحمد عبد الغني: »تستعيد اللوحات ذكرياتي في بيتي القديم بحي شبرا بالقاهرة، وترتحل داخل الأماكن والحجرات والسلالم والطرقات، والنوافذ والشرفات، وأرضيات مُحملة بزخارف قديمة، وتحيلنا إلى مفردات هذا الزمن الجميل«. تابع: »حاولت في معرضي أن أستدعي تلك الحياة بذكرياتها حين كنت صغيرا،: ساعات النهار، ودفء الأماكن في شتاءٍ حنونٍ، وساعات العصاري في أيام الصيف، وتجليات صوت أم كلثوم ومحطات الإذاعة التي شكلت وجدانناً وخيالنا، وتلك الأبواب المفتوحة دوماً، والشبابيك التي نتحاور من خلفها مع الجيران، وأصوات الباعة بنغماتهم شديدة الخصوصية».من جهته، قال الفنان د. مصطفى الرزاز، إن عبدالغني أستاذ قدير لفن التصوير، ويمتلكه كمبدع له سيادة واثقــة على المهارة والحرفية، وهو صاحب ثقافة عميقة بتاريخ هذا الفن ومدارسه، ويملك سجيـة تأملية تتـخطى البُعد البنيوي إلى مضمـار الميتـافيزيقا التي نعـيشها في واقعنا المتوهم والفضاءات التي تهيمن علينا في الأحلام والكوابيس، ولديه رؤية ذات طابع سيكولوجي من المثيرات الدافعة إلى التصورات والمشاعر«. ألمح الرزاز إلى أن المعرض خطوة حيوية في الاتجاه الأثير للفنان، وتمثّل لوحاته تحولاً درامياً في أعماله السابقة التي قدّم منها مختــارات في معرضه الجديد، موضحاً أنها تجسد فضاءات افتراضيــة تكوينيــة وجمالية خالصـة ومعادلات الحـوار بــين الأبيض والأحمر والأزرق، بينما لوحاته الأحدث تتعامل مع فضاءات مشخصة ذات هوية واقعية مفرطة، وتوترات حركية صامتة من زوايا الميول المتصادمة، ليضعنا أمام حالة شعورية بالغة الخصوصية.شيفرة الذات
في مركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية، أقيم في قاعة «أجيال» معرضان تشكيليان للفنانتين منى عليوة، ونيفين الرفاعي، بحضور كل من الفناند. فاروق وهبة، ومدير المركز إيمان البرعي، ومدير إدارة المعارض بالمركز إيمان أبو النصر، ولفيف من النقاد والفنانين ومحبي الفنون الجميلة. ضمّ معرض «وجوه مصرية» للفنانة منى عليوة مجموعة من أعمالها الجديدة في مجال التصوير، وأشاد الحضور بتجربتها المتميزة في تناغم الألوان في فضاء يوحي بخصوصية الحياة المصرية، فضلاً عن استدعاء ملامح الوجوه الفرعونية، واستلهام عناصر الحلي التراثية، بما يوحي للرائي باتساق العمل الفني والرؤية المتعمقة للوشائج بين الماضي والحاضر. كذلك ضمّ معرض «أرض واحدة... شيفرة الذات» للفنانة نيفين الرفاعي عدداً من لوحاتها بالألوان المائية، وصفها الناقد محمد كمال بقوله: «تمثل لوحات الرفاعي حالة خاصة من التناغم بين الطاقة الروحية وبين الإرث الوجداني المعرفي، وفيها نشعر بفرح الفنانة بإدراك جوهر شفرة الذات النقية التي دفعتها إلى اقتناص حريتها الروحية من أسر جسدها، حتى تستطيع التحليق إلى فضاءات رحبة».